تباينٌ فى الرؤى بين التربويين والعلماء صنعه إعلان وزارة التربية والتعليم عن الاستعانة بالعالم المصرى د. فاروق الباز للمشاركة فى تطوير طرق تدريس مادة العلوم بالمراحل التعليمية المختلفة لإنهاء ظاهرة الهروب من القسم العلمى للأدبى.
ولكل فريقٍ فى رؤيته أسباب، فالعلماء يعتقدون أن الاستعانة بعالم مصرى يعيش فى الخارج بقيمة فاروق الباز خطوة تأخرت الحكومة كثيراً فى اتخاذها، وبحسب د. هانى الناظر، رئيس المركز القومى للبحوث سابقاً، فإن "الباز" عالم يملك من القدرة ما يجعله قادراً على تغيير طرق تدريس المواد العلمية فى مصر بشرط أن يعاونه فريق من التربويين الذين يعيشون فى مصر ويعرفون كيف يحولون رؤيته العلمية إلى تطبيقات فى مجال التعليم.
قدرة "الباز" على إفادة منظومة التعليم بمصر لا تبدو محل شك، وفق اعتقاد د. عادل هلال أستاذ هندسة المعجِّلات النووية، والذى يرى فى الرجل الشخص الأقدر على القيام بدور حلقة الوصل بين ما يدرَّس فى الخارج وما يتلقاه الطلاب من مناهج فى مصر، ويدعو "هلال" وزارة التعليم إلى الاستمرار فى الاستعانة بعلماء آخرين فى تخصصات مختلفة للارتقاء بمستوى المواد الدراسية.
غير أن الخبراء التربويين لديهم رأى مختلف، فمع اعترافهم بمكانة د. فاروق الباز علمياً، إلا أنهم يرون أن المتخصصين فى مجال التربية هم الأقدر على إصلاح المناهج.. هذه القناعة تعكسها د. نادية جمال الدين، الخبيرة بمعهد الدراسات التربوية بجامعة القاهرة، حينما تقول "الباز يمكن أن يلعب دور المراجع لعمليات التطوير، ولكن الارتقاء بمستوى طرق تدريس المواد العلمية ليس تخصصه مع تقديرى لعلمه".
استعانة "التعليم" بالعالم المصرى المعروف فى مجالات علوم الفضاء والاستشعار عن بعد تثير مخاوف د. حسنى السيد، الخبير التربوى، من احتمالية لجوء الوزارة إلى "اسم كبير وبراق دون قياس الفائدة العلمية التى ستعود علينا من هذه الخطوة"، وهى نفس المخاوف التى يعبر عنها د. يحيى قزاز، أستاذ الجيولوجيا بجامعة حلوان، بقوله "لابد أن تحدد لنا الوزارة ما هو الدور الذى سيلعبه عالمنا الشهير بالتحديد لأننا نعرف أنه بعيد عن المجال التربوى وهو ما يجعل البعض يعتبر هذا الإجراء سعياً لاستقطاب الأسماء المشهورة دون تعريف لدورها".. "قزاز" يرى، وفق تصريحاته لـ"اليوم السابع"، أن أساتذة كليات التربية أولى بنظرة من الدكتور أحمد زكى بدر وزير التربية والتعليم.
تأكيد التربويين على ابتعاد "الباز" عن مجالى التدريس والتربية لا يبدو متسقاً مع سيرته الذاتية، فبحسب موقع "ويكيبيديا" الشهير فإن الرجل مارس مهنة تدريس علم الجيولوجيا لمدة 7 سنوات فى الفترة من 1958 وحتى 1965 فى 3 جامعات هى "أسيوط" بمصر، و"ميسورى" بالولايات المتحدة الأمريكية و"هايدلبرج" بألمانيا، وهو عضو فى 40 جمعية علمية داخل وخارج مصر وحاضر فى جميع أنحاء العالم.
خبراء يختلفون حول استعانة "التعليم" بـ"الباز" لتطوير مادة "العلوم".. التربويون يعتبرونه "غير متخصص".. والعلماء يرحبون بشرط التعاون مع فريق "محلى".. وسيرة عالم الفضاء تكشف عمله بالتدريس 7 سنوات
الأربعاء، 20 أكتوبر 2010 08:02 ص
العالم المصرى د. فاروق الباز
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة