سحر منصور مدرسة العلوم بالمعهد الإعدادى الأزهرى بمدينة القنطرة غرب بمحافظة الإسماعيلية، تقطع يوميا مسيرة 4 كيلومترات وحاجزا مائيا هو المجرى الملاحى لقناة السويسً، لكى تذهب إلى بيتها فى القنطرة شرق والعكس يومياً.
تحكى سحر عن معاناتها فتقول: أقوم كل يوم مبكرا فى منزلى بالقنطرة شرق، وبعد تجهيز الإفطار لزوجى المدرس أحمل طفلى الصغير وعمره عام ونصف، فأرسله إلى حماتى، وإن لم أجدها أبحث عن إحدى قريباتى لترك الولد عندها، وبالتالى أتأخر عن موعد العمل، وفوق ذلك كله أمشى مسافة كيلو متر إلى المعدية الخاصة بالركاب وسط زحام كبير وانتظار طويل حيث تتوقف المعدية كثيرا لعبور البوارج الحربية، وبالتالى قد يطول الانتظار من 30 دقيقة إلى أكثر من ساعتين حسب الظروف، وبعد العبور فى زحام شديد، وأنا حامل فى طفلى الثانى، أمشى قرابة كيلو متر آخر للمعهد الأزهرى الذى أعمل فيه، وهناك تبدأ رحلة أخرى من تبرير التأخير أحيانا أو الرجاء فى تقديم المواعيد بالجدول حتى ألحق بطفلى الصغير فى المدينة الأخرى، وما زاد الطين بلة، أنه قد تم إصدار قرار ندب لى لمعهد الرياح الذى يبعد 5 كيلو عن مكان عملى الحالى، ووسيلة المواصلات إليه هى توك توك بـ3 جنيهات ذهاباً و3 جنيهات عودة أو سيارة نصف نقل فى كل كرسى 6 أفراد.
رحلة العذاب اليومية من المنزل للمعهد لمعهد الندب، تحملتها سحر بشق الأنفس والنتيجة أن طفلها أصبح يعانى من أمراض تتعلق بضعف التغذية والبرد، وأصبحت هى ممزقة لا تستطيع تحمل أعباء الحياة الأسرية، ولا تستطيع ترك العمل لحاجتها المادية إليه، إلا أنها لم تقف مكتوفة الأيدى، حيث تقدمت بطلبات كثيرة للمسئولين بالأزهر لنقلها إلى القنطرة شرق، والنتيجة: لا أحد يرى ولا يسمع، ولا أحد يتكلم فيتخذ قراراً بالرحمة لسحر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة