◄◄ بن بيلا يستعد لإصدار بيان عن مساعى المصالحة.. ومحمد فائق يؤكد محاولات التهدئة السرية
◄◄الجزائريون رحبوا بتدخلات السيد البدوى وأحمد السويدى.. و بخيت وحجاب يشاركان فى مؤتمر الشعر الشعبى
◄◄اللاعب الجزائرى شعبان مرزقان يتبنى مبادرة لعلاج التعصب الرياضى.. وأحمد سعيد أجرى اتصالات مع وزراء سابقين
◄◄الإبراشى يكشف عن مساندة وزارة الخارجية لجهود وقف التصعيد فى برلمانى البلدين
تقف العلاقات بين مصر والجزائر عند نقطة، لا يعرف منها أحد، هل هذه العلاقات مجمدة أم لا؟.. وهل هناك مبادرات بين الطرفين فى الظل تقودها شخصيات عامة فى البلدين؟
الأسئلة تفرض نفسها مع كل يوم يأتينا فيه خبر يشير إلى توتر العلاقة بين البلدبن، كما حدث منذ أيام عندما تواترت أنباء جزائرية عن إلغاء اجتماعات اللجنة العليا المشتركة بين البلدين فى 2010. وهو ما نفاه الدكتور مجدى راضى المتحدث الرسمى باسم مجلس الوزراء قائلا لـ«اليوم السابع»: هذه معلومة غير دقيقة اسألوا الطرف الجزائرى فمعلوماتى أنه لا توجد مواعيد لجان ثابتة بين البلدين بل لجان تنعقد فى الوقت الذى تتفق فيه البلدان على عقدها وهناك لجان لا تنعقد إلا كل 5 سنوات. والأمور كما هى لم تتغير بين البلدين.
الخلفية التاريخية بين البلدين تؤكد على أن هناك شخصيات سياسية وإعلامية مصرية ورجال أعمال يرتبطون بعلاقات وثيقة مع الجزائر، مثل محمد فائق وزير الإرشاد القومى (الإعلام) فى عهد عبدالناصر ومهندس العلاقات المصرية الإفريقية فى هذا العهد، وأحمد سعيد رئيس إذاعة صوت العرب فى نفس العهد حيث كانت صوت العرب لسانا إعلاميا للثورة الجزائرية، كما أن أحمد سعيد هو أحد الذين اكتشفوا أحمد بن بيلا زعيمها وأول رئيس جزائرى بعد الاستقلال وقام بتقديمه إلى المخابرات المصرية، والسفير إبراهيم يسرى سفير مصر فى الجزائر سابقا، والإعلاميان حمدى قنديل ووائل الإبراشى والروائيان جمال الغيطانى وعلاء الأسوانى، والشاعران جمال بخيت وسيد حجاب، ورجلا الأعمال طلعت السويدى ود.السيد البدوى.
كل هذه الأسماء السياسية والإعلامية والأدبية والاقتصادية كان لها نصيب فى تقريب وجهات النظر بين البلدين وحسب ما قاله محمد فائق لـ«اليوم السابع» فإن هناك محاولات للتهدئة، لكنه رفض الكشف عن طبيعتها وتفاصيلها حتى تنتهى الخلافات تماما بين البلدين، مضيفا: «لا يعقل من واجب قومى ومسئولية تاريخية أن تكون هناك خلافات بين بلدين تبادلا تضحيات الدم أثناء الثورة الجزائرية وحرب أكتوبر عام 1973، والواجب أن نتكاتف جميعا من أجل إنهاء هذا الفصل المؤسف بين البلدين».
السفير إبراهيم يسرى، كان سفيرا سابقا لمصر فى الجزائر حتى عام 1995، وكان شاهدا فى خلال هذه الفترة على تفاعلات كثيرة فى الساحة الجزائرية، وأكسبته هذه المرحلة كما يقول لـ«اليوم السابع» «علاقات وثيقة مع وزراء جزائريين سابقين وحاليين ومثقفين»، ويؤكد يسرى أنه أجرى اتصالات مع وزراء سابقين وحاليين مثل وزير الدولة للشئون الخارجية السابق (رافضا ذكر اسمه) لوقف استخدام سلاح الشحن الإعلامى والذى يشمل استخدام عبارات بغير معناها الطبيعى مثل الكرامة والوطنية.
ويشير يسرى إلى أن الاتصالات التى تجرى تعتبر تمهيدا مهما لعودة العلاقات بين الشعبين الشقيقين إلى طبيعتها وكشف يسرى عن اقتراحات بناءة تم الحديث بشأنها، وتنتظر بدء التفعيل، مثل تشكيل لجنة شعبية وليست حكومية من الجزائر تأتى إلى مصر، فى مقابل لجنة شعبية أيضا من مصر تذهب إلى الجزائر، وتتحاور اللجنتان مع الأطراف المعنية فى البلدين على أن يتعهد كل طرف بمحاسبة المخطئين لديه، فنقول مثلا تعالوا نحاسب المذيع «الفلانى» هنا أو هناك، والجريدة «الفلانية» والوزير «الفلانى» الذى صرح تصريحا مسيئا، ورفض يسرى فكرة الاعتذار مؤكدا أن الأفضل استخدام كلمة اتصالات وليس اعتذارا لأنه فى عرف القانون الدولى، الرئيس الذى يعتذر عليه أن يستقيل فورا لأنه بذلك يفقد ثقة شعبه.
يسرى كشف لـ«اليوم السابع» أن هناك اتصالات تمت بالرئيس الجزائرى الأسبق أحمد بن بيلا فى مقر إقامته بجنيف، وكان رد بن بيلا أنه ينتظر الوقت المناسب للتدخل وإصدار بيان يتضمن مساعى المصالحة بين الشعبين الشقيقين.
ومن الشخصيات التى ترتبط ارتباطا وثيقا بالقيادة الجزائرية الإعلامى الكبير أحمد سعيد رئيس إذاعة صوت العرب فى المرحلة الناصرية. أحمد سعيد كشف عن أنه أجرى اتصالات بمجموعة من الذين عرفهم من الوزراء الجزائريين السابقين الذين عملوا مع الرئيسين العروبيين أحمد بن بيلا وهوارى بو مدين رافضا الكشف عن أسمائهم حتى لا يحرج أحدا مع استمرار الشحن بين البلدين، وقال لـ«اليوم السابع»: الشعب الجزائرى مسمم ضد مصر وضد كل ما هو مصرى، ولذلك اخترنا قيادات معينة فى الشارع الجزائرى تهمنا وبدأوا بالفعل يكتبون مقالات فى الصحف المعتدلة ولن نكشف عن أسمائهم.
فيما كشف الكاتب الصحفى والإعلامى وائل الإبراشى رئيس تحرير صوت الأمة لـ«اليوم السابع»، تفاصيل الاتصالات السرية بين القاهرة والجزائر، والتى شملت تجميد مناقشة الاستجوابات وطلبات الإحاطة حول هذه القضية فى مجلس الشعب المصرى ومجلس الأمة الجزائرى، مضيفا أن هناك مبادرة لإنهاء الخلافات بين البلدين تضم شخصيات عامة مصرية لأن الجانب الجزائرى رفض الوساطة العربية. ومن بين هذه الشخصيات الإعلامى الكبير حمدى قنديل والأديبان الكبيران جمال الغيطانى وعلاء الأسوانى والشاعر جمال بخيت ووائل الإبراشى وآخرون.
وقال الإبراشى إن هذه الاتصالات مع الجانب الجزائرى نتج عنها تخفيف بعض أشكال التصعيد من الجانبين وإلغاء المؤتمر الصحفى العالمى لرئيس اتحاد الكرة المصرى سمير زاهر أكثر من مرة بناء على اتفاق التهدئة، والذى تسانده وزارة الخارجية.
الإبراشى أوضح أن اللاعب الجزائرى العالمى شعبان مرزقان أحد نجوم الجزائر فى كأس العالم 1986 تبنى هذه المبادرة والتى ستركز على عدة بنود من بينها، معالجة التعصب الرياضى فى البلدين وإقامة مباريات ودية ومهرجانات ثقافية بين البلدين.
الإعلامى الكبير حمدى قنديل قال لـ«اليوم السابع» إن المبادرة قائمة منذ شهر وتتطلب تفعيلها من الجانبين، مؤكدا أنه ضد كل ما يحدث من تصعيد وأنه مع أى مبادرة جديدة للتهدئة حتى تنتهى الخلافات تماما.
الشاعر جمال بخيت أوضح أنه لا يريد أن يفهم الناس فى مصر والجزائر أن التهدئة اعتذار من أى طرف، بل لها أبعاد سياسية واقتصادية وثقافية عديدة تتطلب الإحساس بالمسئولية وفتح المجال أمام قنوات الحوار بدلا من الروح الغوغائية الناتجة عن مباراة كرة قدم.
يضيف بخيت أنه أنهى مع زميله الشاعر الكبير سيد حجاب أى قطيعة ثقافية بين مصر والجزائر وقرر تلبية الدعوة الجزائرية بالمشاركة فى أى فعاليات يتم دعوتهما إليها. وآخرها دعوتهما لحضور الملتقى الثالث للشعر العربى الشعبى المقرر عقده فى الجزائر 2010.
الاتصالات بين الجانبين المصرى والجزائرى لإنهاء القطيعة الفنية كانت بناء على مبادرة من الشركة المنتجة لبرنامج ستار أكاديمى وبالتعاون مع منتجين لبنانيين وقناة lbc، وتتضمن المبادرة استغلال الموسم السابع للبرنامج الجماهيرى ورصد كيفية التعايش بين المصريين والجزائريين تحت سقف واحد.
رجال الأعمال لهم نصيب فى جهود إعادة المياه إلى مجاريها بين البلدين، فإلى جانب الجهود السابقة التى يقودها سياسيون وإعلاميون وأدباء، علمت «اليوم السابع» أن رجلى الأعمال، السيد البدوى القيادى البارز بحزب الوفد ومالك تليفزيون الحياة ورئيس شركة سيجما للصناعات الدوائية، وأحمد السويدى مدير فرع شركة السويدى للكابلات فى الجزائر، يبذلان جهودا بين البلدين وسط ترحيب جزائرى يأتى من عدم ارتباطهما بالهجوم على الجزائر منذ بدء الأزمة.
لمعلوماتك....
◄19 اتفاقية لتقرير التعاون الثنائى بين مصر والجزائر
◄18 نوفمبر 2009 توترت العلاقات بين مصر والجزائر على خلفية أحداث مباراة كرة القدم بين البلدين
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة