فارق كبير كشفت عنه السنوات الأخيرة بين مستوى ونتائج المنتخبات العربية ونظيرتها الأفريقية، ففى الوقت الذى غزا فيه الأفارقة أكبر الدوريات الأوروبية، وأصبحوا يمثلون القوام الأساسى لأقوى أندية الدوريات الأوروبية، لدرجة أن الأندية الأوروبية طالبت بإلغاء بطولة كأس الأمم الأفريقية أو على الأقل تعديل موعدها حفاظاً على لاعبيها الأفارقة الذين أصبحوا يمثلون أبرز النجوم فى هذه الدوريات مثل الإيفوارى ديدييه دروجبا فى تشيلسى الإنجليزى، والكاميرونى صمويل إيتو فى إنتر ميلان الإيطالى، والمالى فريدريك كانوتيه فى إشبيلية الإسبانى، ومواطنيه سيدو كيتا لاعب برشلونة ومحمد ديارا لاعب ريال مدريد الإسبانى.
فإنه فى المقابل بدأت الكرة العربية مؤخراً فى التراجع ولم تقدم المستوى المطلوب، وهو ما دفعنا للتساؤل عن موقع الكرة العربية من خريطة القارة السمراء والكرة الأفريقية من وحى بطولة كأس الأمم الأفريقية.
فى البداية أكد طه إسماعيل رئيس مشروع الهدف بالاتحاد الأفريقى أن هناك فارقا كبيرا بين الكرة العربية ونظيرتها الأفريقية لعدة أسباب أولها أن الإمكانيات البدنية والفطرية للاعبين الأفارقة تختلف كثيراً عن اللاعبين العرب، وهو ما يجعلهم أكثر قابلية للتأقلم مع أجواء الدوريات الأوروبية التى تتطلب قوة تحمل وسرعة فى الأداء والالتحام، بعكس اللاعبين العرب الذين لا يجيد أغلبهم التأقلم مع أجواء المنافسات الأوروبية.
أما ثانى هذه الأسباب فهى طباع اللاعب الأفريقى نفسه فهو عادة ما يكون مثابرا ومطيعا ولديه الدافع لكى يتمسك بالفرصة التى تتاح له للعب فى الدوريات الأوروبية التى تكون بطبيعة الحال أفضل كثيراً من الظروف الصعبة التى يعانيها فى بلاده على عكس اللاعب العربى الذى يتسم بمحدودية الطموح، فبمجرد حصوله على المبالغ المالية التى يحتاجها تراه يبدأ فى الاستهتار والدخول فى مشاكل مع المدربين وزملائه بالفريق، لذا تكون عودته إلى بلاده هى النهاية له.
أما طه بصرى المدير الفنى للمصرية للاتصالات فيقول إن مسلسل معاناة الكرة العربية سيستمر فى السنوات القادمة فى ظل تطور رهيب للمنتخبات الأفريقية بفضل فتح أبواب الاحتراف الخارجى على مصراعيه أمام اللاعبين فى سن صغيرة وتسهيل عملية انتقالات اللاعبين، وبالتالى نشأ اللاعب الأفريقى من الصغر على الأجواء الأوروبية السليمة، وهو ما لم ولن يحدث فى الدول العربية جمعيها.
وضرب بصرى مثلا بنادى ستاد مالى بطل الكونفيدرالية الأفريقية هذا الموسم حيث فتح أبواب الاحتراف أمام جميع لاعبيه، وبدأ بالفعل فى إعداد فريق جديد، أما الأهلى المصرى فرغم أنه حصد كل البطولات خلال السنوات الأخيرة فمازال يحتفظ بجميع لاعبيه حتى الآن.
وأضاف بصرى أنه لا مجال للمقارنة بين اللاعبين العرب والأفارقة المحترفين فى الدوريات الأوروبية سواء من حيث الكم أو الجودة، نظرا للأعداد الهائلة التى تذخر بها الدوريات الأوروبية من اللاعبين الأفارقة، فى المقابل فاللاعبون العرب فى أى دورى خارجى يعدون على أصابع اليد، ولا يحققون نفس الشهرة والمستوى الذى يصل إليه الأفارقة لأسباب تتعلق بالطموح والتنشئة والتفكير وغيرها.
وتابع المدير الفنى للاتصالات أنه فى حالة تألق أى لاعب عربى فى الدوريات الأوروبية، فسرعان ما يحصل على جنسية البلد التى يلعب فيها لأنه يعرف جيدا أنه سيستفيد من وراء انضمامه للمنتخب الأوروبى الذى سيحافظ عليه أكثر من منتخب بلاده الأصلى.
الخبراء: الكرة العربية تتراجع.. والأفريقية تقفز.. والفارق فى التنشئة والدوافع
الجمعة، 22 يناير 2010 03:53 ص
هزيمة الجزائر أمام مالاوى أفسدت الفرحة العربية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة