تضارب أمريكى حول ترشيح حسنى لرئاسة اليونسكو ونيويورك تايمز تصفه بالليبرالى فى مجتمع إسلامى محافظ

الإثنين، 07 سبتمبر 2009 05:02 م
تضارب أمريكى حول ترشيح حسنى لرئاسة اليونسكو ونيويورك تايمز تصفه بالليبرالى فى مجتمع إسلامى محافظ فاروق حسنى المرشح الأوفر حظاً للفوز بهذا المنصب
إعداد إنجى مجدى ورباب فتحى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
خصص الكاتب اليهودى الشهير روجر كوهين مقاله الأسبوعى للتعليق على احتدام الصراع الدائر حول رئاسة منظمة اليونسكو، مع بقاء فاروق حسنى المرشح الأوفر حظاً للفوز بهذا المنصب. وقال كوهين تحت عنوان "مصرى لليونسكو" إن المنظمة التابعة للأمم المتحدة قد تستفيد بدماء عربية جديدة تستطيع جسر الهوة الثقافية بين العالم الإسلامى والغرب، والنهوض بالحضارة العربية التى خذلها تاريخها الانتقائى، والتى تباطأت على مدار عقود سواء على الساحات التعليمية أو العلمية، وهو الإخفاق الذى أعقبه عواقب سياسية وخيمة.

ومع ذلك، يرى الكاتب أن الأمر لن يكون بهذه السهولة، على الرغم من أن حسنى، 71 عاما، سيحظى بتأييد جامعة الدول العربية والاتحاد الإفريقى ومنظمة المؤتمر الإسلامى لخلافة كويشيروا ماتسورا، الدبلوماسى اليابانى، ورئيس المنظمة عندما يبدأ الاقتراع فى 17 سبتمبر المقبل، وذلك نظراً لتعليقاته، السابقة الخاصة بحرق الكتب الإسرائيلية الموجودة بالمكتبات المصرية.

ليس هذا فقط، وإنما قام وزير الثقافة المصرى بوصف الثقافة الإسرائيلية ب"العنيفة" والعنصرية"، وهو ما عكس النهج التفكيرى للأوساط الفكرية المصرية والعربية وأثر على العلاقات الثقافية مع إسرائيل، ولكن هذا لا يمنع أن حسنى أظهر بعض الانفتاح على المشهد السياسى القمعى عندما دعا الموسيقار الإسرائيلى دانييل بارنبويم لقيادة أوركسترا القاهرة السيمفونى، وعندما انتقد السيدات اللاتى ترتدين الحجاب، وأخيراً عندما تعهد بترجمة أعمال كتاب إسرائيليين بارزين مثل عاموس عوز وديفيد جروسمان.

ويقول الكاتب إن تعيين فاروق حسنى فى هذا المنصب السياسى الهام قد استدعى اهتمام الرئيس مبارك الذى تحتاجه إدارة الرئيس الأمريكى، باراك أوباما بشدة لإرساء أسس عملية السلام فى الشرق الأوسط، وهو السبب الذى جعلها تحتفظ ببصمتها إزاء العملية برمتها.

وكذلك التزم ساركوزى بالصمت لأنه فى أمس الحاجة للرئيس مبارك لملاحقة أحلامه بإنشاء "اتحاد متوسطى"، ولكن ما يدعو للدهشة هو التزام إسرائيل نفسها بالصمت، وتبديل موقفها إلى "عدم المعارضة" على ترشيح حسنى لرئاسة منظمة اليونسكو.

ويحث الكاتب الولايات المتحدة الأمريكية والغرب عموماً على دعم وصول وزير الثقافة المصرى فاروق حسنى إلى رئاسة منظمة اليونسكو، ثم "إدخاله الخيمة" والضغط عليه من خلال الدعم المالى الضخم الذى تقدمه الولايات المتحدة للمنظمة كى يقوم بمحاربة ما وصفه بـ"معاداة السامية" فى العالم العربى.

وعلى النقيض من موقف الكاتب اليهودى روجر كوهين، واصلت الصحف الغربية حربها على فاروق حسنى واعتراضها على تقلد منصب المدير العام لهيئة اليونسكو، وقالت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية إن فاروق حسنى غير مؤهل ليكون حامى الثقافة فى العالم مشيرة إلى تصريحاته بشأن حرق الكتب العبرية قبل عام.

وأشارت الصحيفة إلى أن هناك سببا آخر يحتاج لوقفة تأمل قبل تعيين وزير الثقافة المصرى كرئيس لليونيسكو وهو القمع الثقافى والسياسى والاجتماعى المتواصل فى مصر تحت ولايته، فالسلام يمكن أن نتخيله فقط فى عقول الآلاف من الكتاب المصريين والمدونين والفنانين والموسيقيين والسينمائيين والمحاضرين والمذيعين وغيرهم من رواد الثقافة الذين تعرضوا للتعذيب والمضايقات والاعتقال والحظر فى مصر منذ تولى حسنى منصبه كوزير للثقافة فى 1987، فهل هذا هو السلام الذى يقول حسنى إنه يريد أن يبنيه فى عقول الناس، كما أشارت إلى الرقابة التى وضعتها الحكومة على عقول 80 مليون مصرى.

وقالت الصحيفة إن القاهرة تحاول جاهدة أن تسحق أى خلاف بشأن ترشيح حسنى قبل أن يبدأ التصويت، ومنذ أن بدأ سباق اليونيسكو وقد أعلنت مصر عن خطط للسماح بترجمة كتب إسرائيلية محاولة الحد من الانتقادات العنيفة التى انهالت على حسنى بعد هجومه على الدولة اليهودية، كما قامت قبل شهر بكشف النقاب عن ترميم معبد يهودى بها. وتؤكد الصحيفة أن كل هذه الجهود سواء كانت صادقة أم لا فإنها لا تستطيع أن تمحو السجل المؤسف لحسنى الذى يوصف بأنه قيصر الثقافة.

ويضيف أنه حتى لو نجح أنصار حسنى فى إرغام الجماعات المؤيدة على تأييد حسنى فإنه لابد وأن يبقى مناسبا لقيادة اليونيسكو كـ"قط قاهرى يحرس الحساء"، وانتقلت الصحيفة لتشير إلى محاولة إقناع المدونين المعتقلين مثل كريم نبيل سليمان أو على سالم أو الناشط وائل عباس بأن نسخة حماية الثقافة التى ينفذها حسنى فى مصر ستنتقل لجميع أنحاء العالم.

أعد مراسل صحيفة نيويورك تايمز فى القاهرة مايكل سلاكمان تقريراً نشر اليوم الاثنين، تحت عنوان "الدافع الخفى لاعتناق مصر العلنى للتاريخ اليهودى" سلط الضوء على جهود فاروق حسنى والسلطات المصرية لترميم الكنس اليهودى القديم موسى بن ميمون، وما أثاره من جدل واسع بين صفوف القاهريين.

وأرجع الكاتب إن المصريين عموماً لا يميزون بين اليهود والإسرائيليين، فالإسرائيليون هم العدو، وكذلك اليهود، ولكنهم على ما يبدو واجهوا مؤخراً تحدياً كبيراً عندما أرادت الحكومة المصرية ترميم حارة اليهود بالقاهرة القديمة إيماناً منها أن تاريخ هذه الأمة متداخل مع التاريخ اليهودى.

ويرى سلاكمان أن الحكومة المصرية لا تقوم فقط بتحديث المبنى القديم المتهالك، وإنما تعتنق علناً تاريخها اليهودى، وهو الأمر الذى لا يفصح عنه كثيرون من المسئولين المصريين. وأرجعت الصحيفة ظهور ما أسمته بـ"مشاعر الحب المفاجئة" لماضى مصر اليهودى، إلى تطلعات وزير الثقافة المصرى فاروق حسنى لرئاسة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "يونيسكو".

وقالت الصحيفة الأمريكية فى تقرير لها اليوم الاثنين، إنه إضافة لاعتذارات حسني التي لم تفعل الكثير لإنهاء الانتقادات لترشحه، عقد المسئولون التابعون لسلطات الوزير المصرى مؤتمرا صحفيا فى معبد الحاخام موسى بن ميمون حول ترميم المعبد إلى جانب عدد آخر من المواقع اليهودية.

وأردفت الصحيفة "لكن المؤتمر الصحفى يبدو أنه قد أسهم فقط فى استثارة المزيد من الشكوك، حيث ثارت اتهامات بأن أمر العمل (فى المواقع اليهودية) جاء فقط بهدف إسكات منتقدى حسنى". وأضافت الصحيفة أنه "ليس واضحا ما إذا كانت المشروعات (لترميم التراث اليهودى) سوف تفيد السيد حسنى فى مسعاه نحو منصب اليونيسكو. وربما تدفع العديد من السكان إلى مهاجمة الحكومة لإنفاقها الأموال عليها".

لكن الصحيفة وصفت فاروق حسنى بأنه "يعد ليبراليا إلى حد بعيد فى سياق هذا المجتمع الإسلامى المحافظ، فهو اصطدم بالإسلاميين حين انتقد شعبية ارتداء النساء لغطاء الرأس" أو الحجاب

ويبدأ المجلس التنفيذى لليونيسكو فى باريس اليوم الاثنين اجتماعه من أجل تعيين مديره العام الجديد، ويؤكد حسنى الذى يشغل منصب وزير الثقافة فى بلاده منذ أكثر من عشرين عاما أنه يتمتع بأصوات 32 من أصل 58 بلدا أعضاء بالمداورة فى المجلس التنفيذى لليونيسكو.

أى أنه يملك أكثر من الأغلبية البسيطة اللازمة لتعيينه من بين تسعة مرشحين لمنصب مدير عام منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم. ونال المرشح المصرى منذ فترة طويلة دعم الجامعة العربية والاتحاد الأفريقى ومنظمة المؤتمر الإسلامى. كما سيستفيد من مبدأ التغيير الذى قد يجعله أول عربى يتولى إدارة اليونيسكو؛غير أن جدالا حادا زرع البلبلة فى العواصم الأوروبية بعد أن صرح حسنى عام 2008 أمام مجلس الشعب المصرى أنه "سيحرق بنفسه" الكتب العبرية التى قد يجدها فى مكتبات بلاده.

وفى مايو ندد مثقفون من بينهم حائز نوبل السلام ايلى فيزل فى صحيفة لوموند "بالغرق المخجل المقبل" لليونيسكو، متهمين حسنى بالإدلاء تكرارا بتصريحات "مقززة" ضد اليهود.
كما وصفت مجلة فورن بوليسى الأمريكية المرموقة ترشيحه بأنه "فاضح". وأكد الوزير المصرى أنه "آسف" على تصريحاته عام 2008، نافيا تهمة معاداة السامية وأكد أن ترشيحه يستند إلى "فلسفة أساسية هى مصالحة الشعوب".

وكتب فى مقالة نشرتها لوموند دفاعا عن نفسه "فى وقت ينبغى الاستنفار ضد قوى الرجعية والانغلاق الاجتماعى الناشطة فى كل مكان، يأتى اختيار عربى ومسلم ومصرى، بغض النظر عن شخصى ليوجه رسالة أمل رائعة".

غير أن الأجهزة المصرية رفضت الأحد الرد على أسئلة خطية أرسلتها وكالة فرانس برس حول الاتهامات المساقة بحق حسنى. وأشار مثقفون فرنسيون إلى أن حسنى وصف الثقافة الإسرائيلية بأنها "لا إنسانية" و"عنصرية" وانتقد عام 2001 فى مجلة "روز اليوسف"، "اختراق اليهود لوسائل الإعلام العالمية".

فى أغسطس صرح وزير الخارجية الفرنسى بيرنار كوشنير ردا على سؤال أن حسنى "لم ينتظر" 2008 للإدلاء بتصريحاته المثيرة للجدل. غير أن أوساط الرئيس الفرنسى نيكولا ساركوزى ألمحت الاثنين إلى أن باريس ستدعم حسنى. وقال مقرب من الرئيس إن "مصر عنصر سلام كبير فى هذه المنطقة من العالم ويسعدنا أنها هنا" ومشيرا إلى أنه للأسباب نفسها "لا تعترض إسرائيل ولا الولايات المتحدة على هذا المرشح".

ويبدو تعيين حسنى شبه مضمون فى أوساط اليونيسكو. وأقرت منافسته الرئيسية المفوضة الأوروبية للشئون الخارجية بنيتا فيريرو فالدنر النمساوية الجنسية الأسبوع المنصرم فى ستوكهولم أنها لن تتمكن من نيل موقف موحد من الأوروبيين بدعم ترشيحها.

وبعد عرض برنامج المرشحين التسعة وبينهم نائب وزير الخارجية الروسى السابق الكسندر ياكوفنكو والسفيرة الاكوادورية السابقة فى واشنطن ايفون باكى، سيتم التصويت اعتبارا من 17سبتمبر فى خمس دورات كحد أقصى. وبعد ذلك يؤكد اسم المرشح المعين فى أكتوبر فى جلسة المؤتمر العام التى تحضرها الدول ال193 الأعضاء فى المنظمة.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة