«التليفزيون المصرى باع نفسه ونزل السوق، وأصبح يتاجر فى البرامج والمسلسلات مثله مثل الفضائيات، وفقد مميزاته بالاحتفاظ بالأصالة أو بالحفاظ على القيم وتقاليد المشاهدة العريقة» بهذه الكلمات بدأ الكاتب الكبير أسامة أنور عكاشة كلامه لـ «اليوم السابع» منتقدا المشهد الرمضانى الدرامى والبرامجى.
فى البداية أوضح عكاشة أن المشاهدة أصبحت عملية تعذيب، وفقد المشاهد المصرى والعربى متعة المشاهدة، وأصبح المشاهد يصاب بتخمة مشاهدة مثلها مثل تخمة الطعام التى تصيب المواطنين من كثرة الأصناف على المائدة الرمضانية. وأكد عكاشة أن السبب فى ذلك هو تحكم المعلنين فى قوانين السوق الدرامى والبرامجى، وأصبحت النتيجة أو المحصلة النهائية، إسهالا من البرامج التافهة والمتشابهة فى الأفكار والضيوف والإجابات النمطية، وللأسف الشديد يرى عكاشة أن التليفزيون المصرى انجرف وراء هذه التفاهة، وأصبح ينتج نسخا مشوهة من تلك البرامج ويستورد برامج ويشترى برامج، وتحول التليفزيون المصرى من جهة منتجة إلى آلة عرض فقط.
أما عن رأيه فى البرامج الحوارية هذا العام التى يقدمها عدد كبير من الفضائيات من نوعية برامج لميس الحديدى «فيش وتشبيه»، ومذيعة من جهة أمنية لهبة الأباصيرى، وأنا واللى بحبهم لغادة عادل والمخرج لساندرا نشأت وغيرها من البرامج يراها عكاشة مجرد تهريج وتسلية صيام، ويرى عكاشة أن الإعلامى محمود سعد وعمرو أديب ومعتز الدمرداش هم الأفضل.
أما المسلسلات فيؤكد عكاشة أن انحدار مستواها هذا العام ومنذ عدة أعوام مضت، سببه النجوم المبشرون بالإعلانات الذين يقومون بعملية «سلق بيض» أو بالبلدى كده «بيقلبوا» المسلسلات لكى يلحقوا برمضان وبسوق النخاسة الدرامى كما يصفه عكاشة، وللحصول على الأجور الفلكية، وفى النهاية تجد المحصلة مسلسلا تافها ومهلهلا لا يستحق العرض، وغير صالح للاستهلاك الآدمى، وأضاف عكاشة: وحتى لو افترضنا أن هذه المسلسلات مستواها الفنى جيد، لكن كميتها التى قد تتجاوز الـ«60» مسلسلا تجعل الحابل يختلط بالنابل، ولا نعرف الجيد من الردىء إلا بعد مرور أسبوع على الأقل، كما أن قدرة الإنسان وطاقته لا تتحمل مشاهدة أكثر من ثلاثة مسلسلات يوميا، ويقترح عكاشة إبعاد الدراما عن رمضان نهائيا، وأن يخصص رمضان فقط للبرامج الخفيفة ولا مانع من تقديم مسلسل تاريخى أو دينى.
وأشار عكاشة إلى أنه حتى الآن لم يعجبه سوى مسلسل وحيد هو الذى يحرص على متابعته وهو «حرب الجواسيس» فمنة شلبى من وجهة نظره تقدم أداء جيدا ومختلفا، وهى الوحيدة التى نجحت فى اختبار البطولة المطلقة، والمخرج نادر جلال أيضا يقدم صورة متميزة ومختلفة والمسلسل ككل مشوق وأحداثه مسلية، ولكن يؤكد عكاشة أننا افتقدنا المسلسل الذى تلتف حوله الأسرة وتتجمع، لأن مافيا الإعلانات أفسدت الدراما، والدولة متمثلة فى وزارة الإعلام، حولت التليفزيون المصرى لمحطة عرض فقط، وأهدرت أموالها على الفاضى.
قال إن التليفزيون المصرى باع نفسه فى السوق وتنازل عن الأصالة ودوره فى الحفاظ على القيم
أسامة أنور عكاشة: رمضان تحول إلى «إسهال» برامج تافهة.. ومسلسلات غير صالحة للاستهلاك الآدمى
الخميس، 03 سبتمبر 2009 11:28 م
أسامة أنور عكاشة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة