لا يزال إعلان إيران عن مفاعلها النووى الجديد يمثل هاجسا يسيطر على الصحافة العالمية التى بدأت فى رصد تداعيات هذا الإعلان، ومواقف الدول المختلفة منه، وخاصة الدول الست الكبرى التى من المنتظر أن تدخل فى جولة جديدة من التفاوض مع إيران الخميس المقبل بسويسرا.
صحيفة صنداى تايمز أبرزت المخاوف التى صاحبت الكشف عن وجود مفاعل نووى فى مدينة قُم، مشيرة إلى أن هذا الإعلان المفاجئ يثير مخاوف من احتمال وجود مفاعلات أخرى سرية، وقالت إن المشهد حالياً أقرب إلى مشهد من أحد أفلام جيمس بوند السينمائية، عملاء استخباراتيون يجوبون إيران بحثاً عن موقع نووى سرى كبير بما يكفى لتصنيع قنبلة نووية وصغير بما يكفى لإخفائه، وحددوا بعض الأنفاق المشبوهة فى مجمع الجبلبة الواقعة خارج مدينة قم المقدسة".
وتشير الصحيفة إلى أن هناك شكوكًا الآن تدور حول ما إذا كان هناك مفاعلات آخر تخفيها إيران. فبصرف النظر عن مفاعل ناتنز، من المعروف أن هناك منشآت بحثية فى أصفهان، وأول مفاعل نووى فى البلاد فى مدينة بوشهر ومفاعل المياه الثقيلة فى أراك الذى ربما يكون مستخدماً فى إنتاج البلوتنيوم.
أما صحيفة صنداى تليجراف والتى أفردت مساحة واسعة لتغطية الملف النووى الإيرانى وتطوراته الجديدة، فإنها تحدثت عن احتمال أن تقوم إسرائيل بتوجيه ضربة عسكرية ضد إيران، وقالت إن هذا الكشف ربما يقلل احتمال توجيه ضربة عسكرية إسرائيلية إلى منشآت طهران النووية، موضحة فى التحليل الذى أعده مراسلها فى القدس أدريان بومفليد، أن إسرائيل تجنبت إلى حد كبير التعبير عن رد فعل على المعلومات الهامة التى تم كشف عنها، لافتة إلى أن وزير الخارجية الإسرائيلى المتشدد أفيجدور ليبرمان هو العضو الوحيد فى حكومة بنيامين نتانياهو الذى أدلى بتعليق مطالباً برد لا لبس فيه من جانب الغرب عندما يبدأ مفاوضاته مع إيران يوم الخميس المقبل.
وتوقعت الصحيفة أن خطورة الوضع فى إيران الآن ستدفع المجتمع الدولى إلى تشديد العقوبات عليها، وتقتنع إسرائيل بأن روسيا والصين ستغيران الآن من موقفهما المستمر الذى كان رافضاً لتشديد العقوبات. وتلفت إلى أن الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا سلمت إسرائيل معلومات استخباراتية مفصلة عن منشأة تخصيب اليورانيوم الجديدة منذ ما لا يقل عن ستة أشهر.
ومن ناحية أخرى، نشرت صحيفة واشنطن بوست مقالاً للكاتب راى تاكيا يقدم من خلاله سيناريو للمحادثات المرتقبة بين إيران والولايات المتحدة والقوى الدولية الأخرى يوم الخميس المقبل، قال فيه إن القادة الغربيين سيجدون فى شخص الرئيس الإيرانى، محمود أحمدى نجاد قائداً أضعفته اضطرابات بلاده، يقول إنه على أتم استعداد للتفاوض، ولكنه لن يقدم سوى مقترحات غير مقنعة غرضها إثارة الجلبة فقط.
ويرى الكاتب أن الإدارة الأمريكية التى جعلت من جذب عدد من الدول إلى المشهد السياسى الدولى هدفاً لسياستها الخارجية، تواجه تحدياً كبيراً فى التعامل مع إيران المخادعة وليست مع إيران المحاربة.
أما نيويورك تايمز فأبرزت من جانبها مطالبة الإدارة الأمريكية لإيران خلال هذا الأسبوع بضرورة السماح للمفتشين الدوليين بالدخول إلى الموقع النووى الجديد لتخصيب اليورانيوم وفحصه "خلال أسابيع"، على حد تعبير مسئولين رفيعى المستوى فى الإدارة الأمريكية. وستخبر الإدارة إيران كذلك أن المفتشين سيكون لديهم الحق فى التحدث مع أبرز الموظفين الذين وضعوا الخطة السرية، وفى الاطلاع على المستندات الخاصة ببناء المنشأة.
وترى الصحيفة أن هذه المطالب التى تلت الإعلان عن وجود مفاعل سرى فى القاعدة العسكرية القريبة من مدينة قم، زادت من تعقيد الأمور على الصعيد الدبلوماسى، حيث شددت من موقف الغرب وزادت من اشتعال فتيل التوتر مع إيران، التى بصدد الجلوس إلى طاولة المحدثات مع الولايات المتحدة الأمريكية بعد انقطاع دام 30 عاماً يوم الخميس المقبل فى جنيف.
مفاعل إيران الثانى.. هاجس جديد يسيطر على الصحافة العالمية
الأحد، 27 سبتمبر 2009 03:40 م
الرئيس الإيرانى محمود أحمدى نجاد
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة