أجبرت حركة عدم الانحياز التى تتولى مصر رئاستها، القاهرة إلى التعاون مع إيران فى إطار ترويكا حركة عدم الانحياز، حيث عقد وزراء خارجية مصر وإيران وكوبا أعضاء الترويكا، اجتماعات مشتركة مع عدد من المسئولين الدوليين فى إطار التنسيق المشترك أثناء مشاركتهم فى اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك.
وقال السفير حسام زكى المتحدث باسم وزارة الخارجية، إن ترويكا عدم الانحياز اجتمعت مساء أمس برئاسة أحمد أبو الغيط مع وزير خارجية روسيا سيرجى لافروف، مشيراً إلى أن المشاورات تناولت عدداً من القضايا السياسية، وفى مقدمتها القضية الفلسطينية والأوضاع فى الشرق الأوسط، حيث عرض أبو الغيط المواقف الثابتة التى تتبناها الحركة دعماً للفلسطينيين ولإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ولرؤية مصــر إزاء الجهود التى يجب أن تبذلها الإدارة الأمريكية وغيرها من الأطراف الدولية الفاعلة لدفع إسرائيل إلى تجميد نشاطها الاستيطانى والدخول فى مفاوضات جادة مع الفلسطينيين على أساس محددات واضحة للتسوية الشاملة المنشودة بين الجانبين.
وأضاف زكى، أن وزير الخارجية الروسى حرص خلال الاجتماع على إطلاع ترويكا عدم الانحياز على أهم النتائج التى تمخضت عن اجتماع اللجنة الرباعية الذى عُقد فى نيويورك ورغبة روسيا فى دعم جهود السلام فى المنطقة بما فى ذلك من خلال استضافة مؤتمر دولى فى موسكو على النحو الذى أعادت اللجنة الرباعية التأكيد على تأييدها له.
تناولت المشاورات بين ترويكا الحركة ووزير الخارجية الروسى عدداً من قضايا نزع السلاح وعدم الانتشار النووى، وقال زكى إن الحركة أكدت خلال الاجتماع على ثوابت موقفها إزاء هذه الموضوعات، وبصفة خاصة فيما يتعلق بأهمية إنجاح مؤتمر مراجعة معاهدة عدم الانتشار النووى 2010 وتحقيق عالمية المعاهدة والتعامل مع القدرات النووية لإسرائيل وإخلاء منطقة الشرق الأوسط من الأسلحة النووية.
وأضاف المتحدث الرسمى، أن وزير الخارجية الروسى حرص من جانبه على إطلاع ترويكا الحركة، على آخر التطورات ذات الصلة بالمفاوضات الروسية الأمريكية للحد من التسلح، خاصة فى أعقاب تخلى الإدارة الأمريكية عن خططها لإقامة محطات رادار ثابتة فى شرق أوروبا فى إطار منظومة الدفاع الصاروخى التى سعت الإدارة الأمريكية إلى إنشائها، والحوار الدائر بين روسيا وحلف شمال الأطلنطى حول العقيدة الإستراتيجية للناتو، والرؤية الروسية لإنجاح مؤتمر المراجعة القادم عام 2010 واهتمامها بأن يتناول المؤتمر الأركان الثلاثة لمعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية بشكل متوازن.
كما عقدت رويكا عدم الانحياز اجتماعاً آخر مع وزيرة التعاون الدولى للسويد، التى تتولى بلادها حالياً رئاسة الاتحاد الأوروبى، وأشار زكى ألى أن أبو الغيط شدد خلال الاجتماع على أهمية الدور الذى يمكن أن تضطلع به أوروبا دعماً للجهود والاتصالات الأمريكية الرامية إلى دفع إسرائيل إلى تجميد نشاطها الاستيطانى، بما فى ذلك فى القدس الشرقية وبما يسمح باستئناف المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
كما طرح أبو الغيط رؤية الحركة لما يجرى فى العراق وكذلك فى السودان، مؤكداً على ضرورة تضافر الجهود الدولية للحيلولة دون تصاعد حدة العنف فى العراق مع اقتراب موعد انعقاد الانتخابات هناك، وأهمية العمل من أجل تدعيم اتفاق السلام بين شمال وجنوب السودان وتبنى إستراتيجية متكاملة تحافظ على وحدة السودان دون انفصال السودان واندلاع الاقتتال على نطاق واسع بين الأطراف والفصائل السودانية.
وأوضح المتحدث الرسمى لوزارة الخارجية أن ترويكا الحركة والجانب الأوروبى تبادلا الآراء حول عدد من القضايا الرئيسية المطروحة على جدول أعمال الأمم المتحدة، ومنها قضايا نزع السلاح وعدم الانتشار وصولاً إلى انعقاد مؤتمر المراجعة عام 2010، وموضوع مبدأ المسئولية فى الحماية والذى أكدت الحركة بشأنه على موقفها الثابت الرافض لاستخدامه كذريعة للتدخل فى الشئون الداخلية للدول، والجهد الدولى المطلوب للتصدى لظاهرة تغير المناخ وإنجاح مؤتمر كوبنهاجن الذى سيعقد فى وقت لاحق من هذا العام، إلى جانب مسألة حقوق الإنسان وعمل مجلس حقوق الإنسان فى جنيف.
"عدم الانحياز" تجبر مصر على التعاون مع إيران فى نيويورك
الجمعة، 25 سبتمبر 2009 08:24 م
السفير حسام زكى المتحدث باسم وزارة الخارجية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة