حصل اليوم السابع على تقارير طبية صادرة عن مستشفى قليوب تضمنت تشخيصات مختلفة للمصابين بالحمى التيفودية، بسبب المياه الملوثة، إذ أشارت التقارير الصادرة من المستشفى إلى أن المرضى مصابون بنزلات معوية ونزلات برد، على الرغم من احتجازهم داخل المستشفى على أساس أنهم مصابون بالتيفود وإعطائهم علاجا للتيفود.
والمفارقة الغريبة أن المستشفى نفسه منح إحدى المريضات تقريرا طبيا يفيد بإصابتها بالتهاب فى المسالك البولية، على الرغم من خلو المستشفى من هذا القسم أساسا. وعلى الرغم من استمرار معاناة أهالى قرية البرادعة حتى هذه اللحظة فى الحصول على قطرة مياه آمنة، بسبب ارتفاع حدة الصراع بين محافظة القليوبية ووزارة الإسكان فى التنصل من كارثة تلوث المياه التى تسببت فى إصابة المواطنين بالتيفود.
نجد أن موقف وزارة الصحة مع هذه الحالات فى مستشفى قليوب يحيط به كثير من علامات الاستفهام، حيث رفض المسئولون هناك استقبال هذه الحالات إلا بعد أخذ تعهد عليهم بأنهم ليست لديهم أعراض مرض حمى التيفود.
وقد أصيبت سيدة تدعى أمينة عبد المؤمن حجاج، بارتفاع حاد فى درجة الحرارة، وتم نقلها إلى مستشفى حميات قليوب فى 26 يوليو الماضى، وتم تشخيص الحالة على أساس أنها اشتباه بمرض الحمى التيفودية، وبعد قضائها 4 أيام داخل المستشفى، تم تحرير شهادة خروج لها باعتبار أنها كانت مصابة بالتهاب مسالك بولية. وهذا التشخيص مخالف للحقيقة تماما، حيث إن مستشفى حميات قليوب لا يوجد به قسم مسالك بولية.
حالة أخرى لسيدة تدعى ليلى عبده رجب، دخلت المستشفى مصابة بالتيفود وتم تشخيص حالتها بعد الخروج أنها أجريت لها جراحة. وحالة أخرى لمريض يدعى محمود طه محمد، دخل مستشفى حميات قليوب، لم يتم تسجيل التشخيص أثناء الدخول وتركت إدارة المستشفى مكان خانة التشخيص خالية من أى شىء وبعد 4 أيام قضاها داخل المستشفى باعتباره مصاباً بالحمى التيفودية "ب"، بسبب تناوله مياه ملوثة، وكان أقاربه وأهله يزورونه، ويتم التعامل معه بأنه مريض بالتيفود وبعد خروجه تم تسليمه تقريرا بأنه كان مصابا بنزلة برد شديدة، مما أثار استياء أهالى المريض، واستنكروا ما تقوم به إدارة المستشفى إلا أن المسئولين أكدوا لهم أن هذه تعليمات وزير الصحة بعدم إعطاء أى مواطن من قرية البرادعة أى شهادة طبية تؤكد إصابته بمرض التيفود.
قمة التناقض فى قرارات وزارة الصحة كانت فى حالة المريضة "فايزة محمود طه" من قرية البرادعة التى دخلت مستشفى حميات قليوب بعد إصابتها بمرض التيفود، حيث تم علاجها لمدة 5أيام، وكان الأطباء يؤكدون لها ولأقاربها أنها مصابة بحمى تيفودية، إلا أنها فوجئت بعد خروجها بتسليمها شهادة من المستشفى، تؤكد أنها كانت تعالج من التهاب القولون، وهذا يتناقض مع الأدوية التى كانت تتناولها.
وتكشف إحدى المستندات التى تحت أيدينا كذب مستشفى الحميات بأن المريضة تعانى التهاب القولون، حيث أظهرت نتيجة التحاليل الطبية التى قام بها المستشفى على المريضة، أنها مصابة بحمى تيفودية شديدة، وجاءت نسبتها أكثر من 1/640، مما يؤكد أن هناك تعليمات سرية بعدم الاعتراف بمرض التيفود للمرضى من قرية البرادعة.
الأمر الذى فسره البعض بأن ما يحدث لأهالى القرية هو أمر متعمد من قبل المسئولين لإخفاء خطورة المرض فى القرية، والذى انتشر بشدة فى الآونة الأخيرة، حيث يوجد أكثر من 470 حالة مرضية بالتيفود دخلت مستشفيات الحميات ولم تحصل على شهادة تؤكد إصابتها بالمرض.
بالمستندات "حميات قليوب" تمنح مصابى التيفود تقارير بتشخيص "نزلات برد" لحماية المسئولين من المحاسبة فى كارثة انتشار التيفود
الجمعة، 25 سبتمبر 2009 04:44 م
أعطى شهادة لمريضة بالتهاب فى المسالك رغم عدم وجود هذا القسم فى المستشفى - تصوير عصام الشامى
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة