استقبل فاروق حسنى وزير الثقافة والمرشح المصرى لمنصب اليونسكو خبر هزيمته فى انتخابات المنظمة لصالح البلغارية بوكوفا داخل غرفته التى يقيم فيها منذ بداية الانتخابات فى أحد فنادق العاصمة الفرنسية باريس، حسنى جلس فى انتظار النتيجة التى كان يتوقعها منذ إعلان نتائج الجولة الرابعة والتى قفزت فيها المرشحة البلغارية 16 صوتا كاملا لتتساوى معه فى عدد الأصوات 29/29.
وكمحارب نبيل يتعامل بأخلاق الفرسان قام حسنى بالاتصال بمنافسته بوكوفا وهنأها بفوزها بمجرد أن تم إعلان النتائج، رغم أنه يعرف جيدا الأساليب غير الشريفة التى اتبعتها أمريكا لتحصل بوكوفا على هذا الفوز.
وأثارت خسارة حسنى العديد من ردود الأفعال السلبية فى مصر والمناهضة لموقف منظمة اليونسكو الذى انحاز بشكل صريح للمرشحة البلغارية على حساب المرشح المصرى، خاصة بعد تصريحات حسنى قبل الجولة الأخيرة بساعة واحدة فقط بأن انتخابات المنظمة تم تسييسها وهذا يتنافى مع الطابع الثقافى للمنظمة.
تصريحات الوزير لم تكن الأولى من نوعها التى تعبر عن حجم الأزمة التى عاشها الوفد المصرى خلال اليومين الماضيين، وذلك عندما بدأت كل الأمانى والتوقعات تنهار واحدة تلو الأخرى، فالوزير الذى استطاع الحصول فى الجولة الأولى على 22 صوتا بأغلبية ساحقة، حيث جاءت البلغارية فى المركز الثانى بثمانى أصوات فقط لا غير، أى أن الفرق بينهما كان 14 صوتا، لم يكن ليتوقع أن تنتهى الانتخابات بهزيمته من المرشحة نفسها التى تفوق عليها فى الجولات الثلاث الأولى. تصريحات حسام نصار، مستشار الوزير، هى الأخرى قبل الجولة الأخيرة بيوم واحد كشفت عن المؤامرات التى واجهها فاروق حسنى فى معركته الانتخابية حيث أكد "أن الحقيقة ستنكشف يوما ما"، ورفض أن يوضح أكثر من ذلك.
اليوم السابع علم من مصادر داخل وزارة الثقافة أن هناك ثلاثة عوامل أدت إلى هزيمة فاروق حسنى، أهمها العنصر الأول والذى تحكم فى باقى العناصر، وهو ضغوط المندوب الأمريكى باليونسكو لإسقاط حسنى رغم العلاقات الطيبة السائدة حاليا بين مصر وأمريكا، ثانيا الرشاوى التى دفعتها الدول الكبرى خاصة التحالف الأمريكى- اليابانى الألمانى لمنع وصول حسنى للمنصب.
وأكدت المصادر أنه لا أحد يستطيع أن يذكر أسامى الدول التى حصلت على رشاوى، لكن التوقعات تذهب إلى بعض الدول الأفريقية التى تعانى من ظروف اقتصادية سيئة، حيث قبل مندوبوها التخلى عن تأييد حسنى بسبب رشاوى مادية أو ضغوط اقتصادية قد يتم فرضها عليهم فى حالة دعم المرشح المصرى.
وأشارت المصادر إلى أن السبب الثالث يعود إلى تخلى دولتين من دول أمريكا اللاتينية عن تأييد حسنى، وسحب أصواتهم التى أعطوها لحسنى فى الجولة الرابعة، لتذهب إلى البلغارية بوكوفا، وهو ما يفسر زيادتها صوتين عن الجولة الرابعة.
هذا بالإضافة إلى دور اللوبى الإسرائيلى المحرك للمندوب الأمريكى، حيث استغلت الجماعات اليهودية علاقاتها العالمية بشكل كبير للضغط ومنع وصول حسنى، واستجابة لها العديد من الدول الأوروبية مثل ألمانيا التى قامت بدور فاعل ومؤثر فى إسقاط حسنى، بسبب عقدة الذنب التى تربط علاقاتها بإسرائيل.
كواليس هزيمة وزير الثقافة المصرى فى معركة "اليونسكو".. فاروق حسنى استقبل الخبر فى غرفته بالفندق.. ورشاوى اليوم الأخير وضغوط واشنطن.. أهم أسباب الخسارة
الأربعاء، 23 سبتمبر 2009 05:05 م
وزير الثقافة فاروق حسنى
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة