◄◄ ضغط جوى منخفض تسبب فى عواصف رملية يوم وقوع الكارثة
مفاجأة من العيار الثقيل فجرتها دراسة علمية لهيئة الأرصاد الجوية، ربما تعيد فتح ملفات التحقيقات فى قضايا السفن والعبارات التى تعرضت للغرق فى المياه الإقليمية والدولية، وقد تقلب الموازين فى هذه القضايا رأسا على عقب، خاصة أن هذه القضايا تشغل اهتمام الرأى العام.
وركزت الدراسة العلمية على تحليل الأسباب الحقيقية وراء غرق عدد من العبارات والسفن ومن بينها العبارة السلام 98 التى أحدث غرقها عام 2006 دويا هائلا، وسيطرت على اهتمام القاصى والدانى فى مصر وخارجها، ربما بسبب عدد الغرقى الذى تجاوز الألف مواطن، أو نتيجة الأضواء التى سلطت على هذه الحادثة.
الدراسة العلمية أرجعت السبب الحقيقى وراء غرق العبارة السلام إلى سوء الأحوال المناخية، وأوضح فريق العلماء وخبراء هيئة الأرصاد الجوية -وهم: د.محمد محمود عيسى رئيس الإدارة المركزية لبحوث الأرصاد الجوية والمناخ، ود.مصطفى الرافعى الأستاذ بقسم الأرصاد الجوية والفلك بعلوم القاهرة، وفتحى العشماوى مدير إدارة الدراسات المناخية، ومصطفى بيومى إخصائى بمركز التحاليل الرئيسى بهيئة الأرصاد الجوية، والذين أجروا الدراسة وجميعهم حاليا خارج مصر، باستثناء الدكتور محمد عيسى أن هناك عدة أسباب تؤكد أن العبارة السلام تعرضت للغرق بسبب سوء الأحوال المناخية والبحرية.
وتوصلت الدراسة إلى أن يوم 2 فبراير، سيطر على مصر فى«سعت 00» أى الساعة الثانية عشرة صباحا امتداد منخفض السودان الموسمى القادم من المنطقة الاستوائية، الأمر الذى تسبب فى جلب هواء جاف شديد الحرارة، بالنسبة لهذا الوقت من السنة، بينما كان فى طبقات الجو العليا امتداد من الضغط الجوى المنخفض، الأمر الذى أدى إلى حالة من عدم الاستقرار وحدوث العواصف الرملية فى أماكن متفرقة من مصر.
وقالت الدراسة إن يوم 3 فبراير «سعت 00» حدثت إزاحة لامتداد منخفض السودان الموسمى تجاه شرق مصر، ليصبح فوق البحر الأحمر، وأن وجود كتل هوائية باردة زادت من حالة عدم الاستقرار، وتسببت فى تكوين السحب الرعدية العنيفة التى غطت شمال البحر الأحمر وبعض أجزاء من الساحل الشمالى على مصر وفلسطين، مسببة حدوث أمطار شديدة ورياح عاصفة أسفل السحب الرعدية تسبب فى حدوث دوامات بحرية شديدة شمال البحر الأحمر.
وأوضحت أن الفترة من 1 إلى 3 فبراير تقع ضمن أيام احتمالية حدوث «نوة باقى الكرم» وأن نسبة حدوثها تصل إلى 70 % كما أنها تحدث سبع مرات كل عشر سنوات، وأن رياحها إعصارية تصل إلى 61 عقدة. وأضافت الدراسة أن هذا النظام المناخى الذى تسبب فى غرق العبارة يشبه النظام المناخى الذى حدث يوم 2 نوفمبر 1994 والذى أدى إلى سيول مدمرة على وديان جبال البحر الأحمر، كما أنه يعمل على إثارة الرمال التى تعمل على إتلاف المحاصيل الزراعية وبعض حوادث الطرق، المثير أن نتائج هذه الدراسة تتفق وتكاد تصل إلى حد التطابق مع الدراسة التى أجرتها وكالة ناسا لعلوم الفضاء الأمريكية، وأشارت إلى أن العبارة السلام 98 تعرضت لعواصف رعدية ودوامات بحرية أدت إلى اندلاع حريق ساعدت سرعة الرياح التى وصلت إلى حد الأعاصير فى انتشار النيران بسرعة مخيفة وأدى إلى غرقها.
اللافت هنا أن أكد ممدوح إسماعيل صاحب العبارة المنكوبة عقب حادث الغرق، من أنه حذر كثيرا من إبحار العبارات التابعة لشركة السلام للنقل البحرى وكذلك اللنشات السريعة بسبب وجود عواصف فى البحر الأحمر فى هذا اليوم.
وطالب بضم تقارير وكالة ناسا إلا أن القضية خلت من أى تقرير حكومى حول الأحوال الجوية يوم الكارثة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة