"فيس بوك" و"يوتيوب" و"فليكر".. ثلاثة مواقع استعان بها موقع "شارك" الذى بث لقاءات جمال مبارك الجماهيرية، وهو ما يشير إلى اتجاه الحزب الوطنى "الجديد" للتعامل العاقل مع هذه المواقع المصنفه كمواقع "مشاغبة" لما تتضمنه من نقد مباشر للنظام والحزب الوطنى، بدلا من دعاوى إغلاقها وحظرها السابقة التى تبناها بعض أعضاء الوطنى.
إدراك جمال مبارك لتأثير هذه الموقع، واستعانته بها لتسويق لقاءاته أمر يحسب له بالتأكيد، خاصة وأن المواقع المختارة، فيس بوك، وفليكر، ويوتيوب، ضمن أهم المواقع وأكثرها استخداما فى مصر، فضلا عن أن موضوعاتها المتعلقة بجمال مبارك تقترن بالنقد والسخرية اللاذعة، فى الغالب، وهو ما يعنى أن جمال مبارك انتبه أخيرا إلى أهمية تلك المواقع، وقوتها، يؤكد ذلك لجوؤه إلى الاستعانة بالمواقع الثلاثة المذكورة فى وقت واحد، رغم أن موقعا واحدا منها كان كفيلا بالأمر، دون أن نغفل رغبة جمال مبارك فى الوصول بلقاءاته إلى أكبر عدد ممكن من مستخدمى الإنترنت عبر أهم ثلاثة مواقع فى مصر.
"فيس بوك" أول المواقع التى اعتمد عليها جمال مبارك لتسويق لقائه، وهو فى نفس الوقت أكثر المواقع التى تعرض جمال مبارك للنقد على صفحاتها، خاصة وأن علاقة الشارع المصرى الحقيقية بالفيس كانت استجابة لدعوة إضراب 6 إبريل التى أطلقتها إسراء عبد الفتاح، مؤسسة جروب 6 إبريل .. إضراب عام لشعب مصر"، وهو أكثر المواقع التى ترفع شعار "مش عايزين جمال" من خلال 200 جروب، وآلاف المشاركات والصور وملفات الفيديو، قبل أن يظهر جروب "محبى جمال مبارك" قبل عدة أشهر، لتتبعته جروبات أخرى مثل "بنحب جمال مبارك"، و"عايزين جمال مبارك"، و"أنصار جمال مبارك".
حرب "جمال مبارك" على الفيس بوك بدأت بمجرد إنشاء جروبات "محبى" و"عشان" و"أنصار"، لتنطلق حرب الجروبات الموازية "جمال مبارك.. مش عايزينك"، و"لا لجمال مبارك"، و"المبادرة الوطنية لرفض التوريث.. قول لأ"، و"جمال مبارك لا لا لا" فضلا عن معارك التعلقيات التى احتدمت بين الجانبين أثناء مناقشات كل منهما لوجهة نظر الآخر، وهى المعارك التى انتقلت إلى أسئلة لقاء جمال مبارك الأخير، التى تلقى أحد جروبات تأييد جمال مبارك بعضا منها، ليشتبك الفريقان مرة أخرى حول نفوذ جمال مبارك وتدور مبادرة "شارك" فى التمهيد للتوريث.
أما موقعا "يوتيوب" و"فليكر" فلجمال مبارك حظ وافر من النقد على صفحاتهما، خاصة من المدونين الذين عددوا صور نقدهم لجمال مبارك على الحسابات الخاصة بهم على تلك المواقع، ردا على عنف الأمن فى التعامل معهم من جانب، ولصعوبة إغلاق تلك المواقع وحجبها – كما يحدث فى مدوناتهم ومواقعهم الشخصية – من جانب آخر.
وللسبب السابق تحديدا يصطدم المتصفح لـ"فليكر" بكم هائل من صور القمع الأمنى للمتظاهرين، وبروفيلات أعضاء "كفاية" بـ"استيكر" الحركة الشهير مكمما وجوههم، بالإضافة لعشرات اللوجوهات والصور المصممة بالجرافيك، والتى تظهر جمال مبارك فى صورة "الجزار" مرة، و"القرصان" مرة أخرى، والتى يعد الناشط الذى يطلق على نفسه لقب "يسارى مصرى" صاحب الرصيد الأكبر منها على موقع فليكر، أما "يوتيوب" فيرصد رفض الشارع لجمال مبارك بالفيديو، عبر مئات المقاطع المناهضة له، والتى تم تركيب بعضها على أغنيات وطنية شهيرة، لتسخر فى النهاية من جمال مبارك والفكر الجديد الذى تبناه، لتناقض الصور مع كلمات الأغانى.
وفى محاولة منه لتغيير صورته النمطية على المواقع الأكثر شهرة فى مصر، لجأ جمال مبارك إلى المواقع الثلاثة، التى هى الأكثر شهرة واستخداما والأعنف فى نقده من جانب، وليضمن وصول برنامجه ولقاءاته إلى شريحة مستخدمى هذه المواقع الكبيرة من جانب آخر، لكن هذه المبادرة على ذكائها وحرفيتها لا تعنى انتهاء حرب جمال مبارك وثلاثى المواقع المشاغبة، قد تنجح فقط فى تغيير صورة جمال مبارك الذهنية "السيئة" لدى الشارع المصرى، وربما تسببت فى مضاعفة مساحة نقده ورفضه شعبيا.
جمال مبارك يعتمد على أكثر المواقع انتقادا له لتسويق لقاءاته الجماهيرية.. "فيس بوك" و"يوتيوب" و"فليكر".. "أعداء الأمس" الذين أصبحوا "أصدقاء اليوم"
السبت، 12 سبتمبر 2009 10:39 ص
جمال مبارك أمين لجنة السياسات بالحزب الوطنى
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة