علق روبرت فيسك فى صحيفة الإندبندنت على الانتخابات الرئاسية التى شهدتها أفغانستان أمس الخميس، وقال تحت عنوان "الديمقراطية لن تحقق الحرية" إن المواطنيين الأفغان قاموا بالتصويت فى الانتخابات، لكن هل كان تصويتهم للديمقراطية؟
ويجيب على هذا التساؤل بالنفى "كلا"، ليست الديمقراطية التى يذكرنا بها الرئيس الأمريكى باراك أوباما. نعم أراد الأفغان التصويت، وأظهروا شجاعة كبيرة فى تحدى تهديدات طالبان، لكن تظل هناك مشكلة. ولا تتعلق هذه المشكلة فقط بأن حكومة الرئس المنتهية ولايته حامد كرازى ستعود فى أغلب الأمر، أو أن مجرمى الحرب الذين يعملون مع (عبدالرشيد دوستم يجب أن يكون فى لاهاى أمام محكمة العدل الدولية بسبب جرائم حرب وليس فى كابول)، أو بالفساد وانتهاكات حقوق الإنسان، ولكن أيضا بالحقيقة التى لا خلاف عليها بأن المجتمعات التى تقسمها الصراعات العرقية تصوت على أساس عرقى.
ويشكك فيسك فى أن يكون أحد فى أفغانستان صوت أمس، انطلاقاً من قناعته ببرنامج مرشحه المفضل، بل صوتوا لمن طلب منهم زعيم جماعتهم العرقية التصويت له، ولذلك استنجد حامد كرازاى بعبد الرشيد دوستم لمنحه صوت الأوزبك، واعتمد عبد الله عبد الله على صوت الناخبين الطاجيك وكرزاى على صوت الناخبين البشتون.
ويرى فيسك أن الوضع فى أفغانستان لا يختلف كثيراً عن الوضع فى العراق، حيث يصوت الشيعة للحكومة الشيعية، ولا عن الوضع فى لبنان، حيث يتحالف السنة مع جزء كبير من المسيحيين للوقوف أمام وصول الشيعة إلى السلطة، بل إن الأمر لا يقتصر على العالم الإسلامى فقط، فالبروتستانت فى أيرلندا الشمالية على سبيل المثال يصوتون لحزب شين فين الكاثوليكى.
ورغم ذلك، فهو يقول إن مشكلة أفغانستان أعمق من ذلك، فالغرب يعتقد أنه يقدم للأفغان ثمرة جهوده فى جميع الجهات، كما أنه، أى الغرب، ما زال يؤمن بعصر التنوير وبأن كل ما عليه فعله هو اللعب بالقوانين الأفغانية وتحويل هذا البلد إلى مجتمع ديمقراطى يحترم حقوق الإنسان وينعم بتحقيق المساواة بين الرجل والمرأة.
وهناك بالتأكيد من الأفغان من يكافح من أجل إرساء هذه القيم فى بلادهم وربما يكونوا قد دفعوا حياتهم ثمنا لذلك، لكن لا تزال بعض المناطق يوجد فيها صعوبة شديدة فى إقناع كبار السن بتعليم الإناث على سبيل المثال.
ويختتم فيسك تعليق بالقول إنه يشعر بالطبع بالارتياح لرؤية النساء والرجال وهم يدلون بأصواتهم فى الانتخابات، ويعتقد أن الأفغان يريدون التصويت مثلهم مثل العراقيين، لكنهم أيضا يتوقون إلى الحرية التى ليست بالضرورة مرادفة الديمقراطية.
روبرت فيسك: الديمقراطية لن تحقق الحرية لأفغانستان
الجمعة، 21 أغسطس 2009 04:30 م
روبرت فيسك يكتب عن الديمقراطية بأفغانستان
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة