الوضع السيئ للسائقين والمحصلين يماثله، وضع أسوء لعمال الورش الفنية بالهيئة، والذين أوضحوا أنهم يتم سرقتهم على الملأ من قبل المسؤلين سواء بالهيئة أو محافظة القاهرة المسئولة عنهم من خلال إعطائهم رواتب لا تتعدى 200 جنيه فى الشهر، بالإضافة إلى حرمانهم من حوافز الإثابة، وبدلات العدوى والمخاطر التى هى حق لهم، مقارنة بالعاملين فى المؤسسات الحكومية الأخرى.
يقول صبحى فؤاد "44 سنة" ويعمل بالهيئة منذ 18 عاما إن الهيئة تقوم بشراء قطع غيار تقدر بملايين الجنيهات، رغم أن 90% منها تالفة، مؤكدا على تستر هيئتهم على أتوبيسات نقل عام انتهى عمرها الافتراضى منذ 25 عاما، ورغم ذلك تستخدمها لخدمة المواطنين، موضحا أن الاستمرار فى استخدام قطع غيار غير صالحة تصيب الجميع بمخاطر تؤدى إلى وفاة السائقين والمحصلين وعمال الصيانة والركاب أيضاً.
واتهم صبحى عددا من مسئولى هذه الهيئة بسرقة مليارات الجنيهات من خلال استبدال قطع الغيار المستوردة والجديدة، بقطع غيار يتم توفيرها من نفس أتوبيسات النقل القديمة. وتابع منتقداً الهيئة، أن العمال يتعرضون لمخاطر عديدة إلى حادثة مأساوية تعرض لها أحد زملائه فى الورش، وهى قطع يده أثناء إجراء تصليح لأحد أتوبيسات الهيئة، ورغم ذلك لم تصرف له الهيئة أى تعويض ولم تقم بمعالجته على نفقتها، مؤكدا أن مستشفى الهيئة لا يتوفر فيها سوى ثلاث أصناف من العلاج كلها مسكنات. وأكد أنه يتم سرقة قطع الغيار بمليارات الجنيهات من المسئولين "عينى عينك" وبيعها لبعض الشركات المتخصصة فى النقل الجماعى، والذين يحصلون على بدل حوافز 80% فى حين يحصلون هم على 30 % فقط.
أما حسام محمد أحمد، عامل صيانة بجراج الأميرية، يقول إن قطع الغيار القديمة والمنتهى عمرها، تتسبب فى تعطيل 60 % من الأتوبيسات التابعة لهيئة النقل العام، مشيرا إلى أنهم يتعرضون للنهب والسرقة يوميا من خلال إعطائهم 10 قروش فى اليوم الواحد عن حافز الإثابة، و118 جنيها راتب شهرى و100 جنيه مخالفة، يعنى تجد نفسك آخر الشهر "تحصل على ملاليم لا تأكلك ولا تشربك ولا تسكن حتى على الرصيف".
كما أكد أن الإهمال لم يصبهم وحدهم، بل أصاب جميع أتوبيسات النقل العام حتى أتوبيسات المرسيدس الجديدة، والتى أصبح معظمها غير صالح للعمل بسبب استخدام قطع الغيار القديمة التى تتسبب فى تكرار أعطال الأتوبيسات وتعطيل آلاف السائقين والمحصلين من العمل، وهذا ينعكس على رواتبهم وجزاءاتهم آخر الشهر.
فى حين أشار محمد عبد النبى رمضان الذى يحصل على 136 جنيا فى الشهر، إلى أن الظلم يصل إليهم حتى بعد ترك الهيئة، من خلال حرمانهم من المعاش لمدة خمسة شهور، بالإضافة إلى تصفيته تماما بعد خصم المخالفات التى لا ذنب لهم فيها، موضحا أن عامل الصيانة هو أقل فئة فى الهيئة فى كل شىء سواء من ناحية الرواتب أو الحوافز أو البدل، مؤكدا أنهم محرومون من بدل العدوى التى يحصل عليه الجميع فى المؤسسات الحكومية، بالإضافة إلى عدم وجود بدل مخاطر.
وفى النهاية، أجمع الميكانيكية على وجود فساد يجتاح هيئة النقل العام، سواء من سرقة قطع الغيار أو سرقة رواتبهم وتأميناتهم ومعاشاتهم بعد إنهاء الخدمة، إلا أنهم اتفقوا على الاستمرار فى الإضراب حتى تحقيق مطالبهم المتمثلة فى نقل تبعيتهم من هيئة النقل العام التابعة لمحافظة القاهرة إلى وزارة النقل والمواصلات، بالإضافة إلى زيادة رواتبهم التى أصبحت لم تطعمهم "عيش حاف"، ومعاملتهم أسوة بعمال السكة الحديد، بالإضافة إلى توفير قطع غيار غير تالفة.
وطالبوا بضرورة ووجود بدلات المخاطر والعدوى التى يحصل عليها جميع موظفى المؤسسات الحكومية، بالإضافة إلى إعطائهم أرقاما وأوراقا حقيقية تثبت تأمينهم فى البنوك، وإن وجدت يتم تشغيلها بالفوائد، وأيضا العناية بمستشفياتهم وتوفير أطباء وعلاج آدمى لهم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة