منظمة يهودية فرنسية تكشف سيناريو ضرب إسرائيل لإيران.. وتنصيب نجل الشاه

الجمعة، 31 يوليو 2009 09:39 م
منظمة يهودية فرنسية تكشف سيناريو ضرب إسرائيل لإيران.. وتنصيب نجل الشاه هل تسعى إسرائيل لضرب إيران بالفعل؟
كتبت ديرا موريس

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"كيف يمكن لإسرائيل ضرب المواقع النووية الإيرانية"، للإجابة على هذا السؤال، نشر موقع المجلس التمثيلى للمنظمات اليهودية فى فرنسا مقالا يتحدث فيه عن أهم النقاط الواردة فى التقرير، وتأييد المراسل العسكرى لصحيفة "هاآرتس" لما جاء فيه. كما أورد المقال خمسة خيارات استراتيجية يمكن لإسرائيل (والغرب) اللجوء إليها للرد على تهديد إيران لها، وأخيرا يذهب التحليل إلى أن الهجوم الوقائى قد يكون خير طرق الدفاع لدرء الخطر الإيرانى، ما لم يتم إقامة نظام ديمقراطى فى طهران. تعقيبا على التقرير الذى نشره مركز الدراسات الدولية والاستراتيجية بواشنطن، والذى أعده كل من عبد الله طوقان وانتونى كوردسمان.

وقال التقرير الصادر عن المركز الأمريكى إن من مصلحة جيش الدفاع الإسرائيلى ضرب إيران ليس عن طريق سلاح الطيران، وإنما بواسطة الصواريخ الباليستية الإسرائيلية "أريحا 3" التى تصل مداها بين 2600 إلى 3500 كيلومتر. وهذا من شأنه أن تكون له ميزة تجنب استخدام قاذفات القنابل فى مخاطرة قد تكون كبيرة وغير مؤكدة العواقب. وفضلا عن ذلك، سيكون بإمكان إسرائيل تدمير الجزء الأكبر من المنشآت النووية الرئيسية الثلاثة فى إيران بواسطة استخدام أربعين صاروخا، خاصة وأن إيران لا تمتلك فى الواقع حتى الآن المدفعية أرض-جو المضادة للصواريخ التى يمكنها اعتراض هذا الهجوم الإسرائيلى.

من ناحية أخرى، أعرب كاتب التقرير عن قلقه حيال مخاطر "الأضرار الجانبية" التى قد تنتج عن ضرب إسرائيل للمنشآت النووية الإيرانية.

يقول طوقان إن مثل هذه الضربات قد تودى على الفور بحياة الآلاف من المدنيين، وبغيرهم من آلاف الأشخاص على المدى البعيد، فى إيران والدول المجاورة فى الخليج (البحرين وقطر والإمارات العربية المتحدة.

لا يمكن تدمير إسرائيل كليا

ويتساءل المقال هل يغير بالفعل علم إسرائيل إذا كانت إيران ستمتلك السلاح النووى فى 2009 أو فقط عام 2012 من موقفها تجاه النظام الحاكم الإيرانى الذى يهددها بخطر تدميرها كليا، خاصة وأن الوقت الذى يستغرقه الوصول من مرحلة اختبار قنبلة نووية إلى مرحلة تشغيل نظام أسلحة كامل هو فى الواقع وقت قصير نسبيا؟

وأكد المقال أنه لا يمكن تدمير إسرائيل كليا، وذلك أن توجيه قنبلة أو اثنتين على هذا البلد قد يودى بحياة الكثيرين من اليهود والعرب، إلا أنه لن يفنى هذا البلد تماما، كما أنه لن يمنع جيش الدفاع الإسرائيلى من الرد ردا عنيفا. ولكن الأنظمة الحاكمة المتعصبة (فى إشارة لإيران) لا تعير اهتماما كبيرا للضحايا من مواطنيها كما تفعل الأنظمة الديمقراطية، إذ أنها غالبا ما تستخدم سكانها كدروع بشرية.

ما هى الخيارات الاستراتيجية أمام إسرائيل لردع إيران؟

إذا كان الأمر كذلك، يطرح المقال السؤال التالى: ما هى إذاً الخيارات أمام إسرائيل... والغرب لردع إيران؟

يعرض المقال فى البداية لخمس طرق تم اختبارها خلال الحروب السابقة بدرجات متفاوتة من النجاح وذات حدود معروفة.

أولا: الرد التدريجى، وهى الاستراتيجية التى وضعها الأمريكيون فى بداية الحرب فى فيتنام، والتى قامت بها إسرائيل فى مواجهة الانتفاضة الفلسطينية. وهى عادة استراتيجية لم تحقق نجاحا ولم تؤد سوى إلى تعميق الكراهية بين الأعداء وزيادة "دوامة العنف والقمع". وتتوقف مدة هذه الاستراتيجية ونتائجها على قدرة العدو على قبول الخسائر.

ومن ثم فإن الطريقة الوحيدة التى تعطى، وبشكل مؤقت، بعض النتائج هى فى الواقع الرد "غير المتكافىء"، الذى يثير عادة غضب الدول الغربية تجاه إسرائيل. وقد أدركت هذه الأخيرة أن الزعماء المتعصبين الذين لا يعيروا أهمية للخسائر التى تقع على مستوى أرواح شعوبهم، يكرهون أن يتم استهدافهم شخصيا.

ثانيا: توازن لعبة الرعب والردع. يعتقد الاستراتيجيون الغربيون أن هذه الاستراتيجية هى التى سمحت بعدم انتقال الحرب الباردة إلى تدمير البشرية. إلا أن جميع الشركاء فى هذه اللعبة كانوا أناسا عقلاء يقضون وقتهم فى تدعيم أدوات الاتصال بين رؤساء الدول، الأمر الذى يقوى بدوره ذلك الفكر العقلانى.

أما الديكتاتوريات المتطرفة فهى ليست عقلانية، حتى وإن كان البعض منها يعتقد أن امتلاك الأسلحة النووية يمكن أن يجعل المرء رشيدا، نظرا للتدمير واسع النطاق الذى قد ينشأ عبر قيام حرب بين قوتين نوويتين.

ثالثا: "قباب" الحماية.. "حرب النجوم".. سور الصين العظيم.. خط ماجينو.. خط بارليف.. الجدار الأمنى وغيرها.. جميعها حيل لم تثبت كفاءة عالية على المدى الطويل، حتى وإن كانت تجعل من الصعب القيام بعمليات إرهابية فى بيئة جغرافية وسياسية محددة، حيث إنه فى إمكان المهاجم تجاوز هذه "الجدران".

رابعا: الهجوم الوقائى. وهو ما يخشاه الغرب، خصوصا عندما يتعلق الأمر بإسرائيل. ولكى تكون هذه الاستراتيجية فعالة يجب أن تُتخذ فى وقت مبكر جدا من تطور التهديد. وقد عززت التسويفات الغربية تجاه إيران وكوريا الشمالية والعقوبات غير الفعالة أو المرنة، التى أسىء تنفيذها أو نُفذت جزئيا، من صلابة المتطرفين. وفى حالة إيران أصبح تأثير عنصر المفاجأة غير موجود، كما أن اكتساب هذا البلد للمعرفة (ما لم يكن للقضاء التام على سكانه أنفسهم) بات حقيقة لا رجعة عنها.
فضلا عن أن فكرة تدمير الترسانة النووية العسكرية الإيرانية، بالإضافة إلى حقيقة أن إسرائيل لا يمكنها التأكد من أن القواعد الإيرانية الأكثر سرية لا تزال قادرة على مواصلة عملها، لن تؤدى إلا إلى تدعيم قناعات الإيرانيين، حتى لو كان هذا الأمر سيؤجل من تهديدهم لإسرائيل.

خامسا: التفاوض. هذا الأمر المرغوب فيه دائما لن يكون ممكنا إلا إذا أدرك جميع الأعداء مدى خسائرهم فى حال فشلهم. ويبدو أن نظام الملالى الديكتاتورى فى إيران ليس مدركا لهذا الخطر. كما أن التفاوض يحتاج إلى طرفين على الأقل لا ينظران إليه كوسيلة لتضليل العدو وكسب الوقت.

الهجوم الوقائى خير سبل الدفاع

إذا فما الذى يمكن لإسرائيل القيام به لإبعاد التهديد الإيرانى؟
قد يكون الهجوم الوقائى حلا مؤقتا، شريطة أن تكون جميع الظروف مواتية، وبالاتفاق الواضح مع الأمريكيين، والضمنى نسبيا مع الأوروبيين.

وقد تقتصر الإمكانية الوحيدة الحقيقية على لجوء إسرائيل لنشر تهديدات صريحة وموزعة على نطاق واسع بالشروع فى عمليات عسكرية ذات نتائج مأساوية قد تمتد إلى أبعد من الشرق الأدنى والأوسط.

فى هذا السياق، من الممكن أن تقرر إسرائيل، المقتنعة بأن إيران على وشك امتلاك أسلحة
باختصار، بما أنه لا يمكن توقع إمكانية إقامة حوار جاد وصريح، فقد أصبح من المرجح على هامش مناورات إسرائيل أن يكون عنيفا، ما لم تحدث معجزة فجأة فى صورة "إقامة نظام ديمقراطى فى إيران"، على نحو ما دعا إليه رضا بهلوى، نجل آخر شاه إيرانى، أو أن يعى النظام الحالى القائم فى طهران المخاطر العظيمة التى يسوق بلاده إليها.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة