أكدتها دراسة علمية حديثة..

الفقر والموبايل والإنترنت وراء الانحرافات الجنسية فى مصر

الخميس، 23 يوليو 2009 01:55 م
الفقر والموبايل والإنترنت وراء الانحرافات الجنسية فى مصر القيم الأخلاقية فى طريقها للزوال فى عصر الفضائيات والإنترنت - صورة ارشيفية -
كتب شوقى عبد القادر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كشفت دراسة حديثة عن انتشار الانحرافات الجنسية بين المراهقات فى الفئة العمرية من سن 12 إلى 18 عاما، وهى المرحلة العمرية التى أصبحت هدفا للاستقطاب من شبكات الدعارة والبغاء، من خلال التواجد فى أماكن تجمع المراهقات سواء أكانت مدارس أو نوادى أو أماكن التسول.

وأرجعت الدراسة انتشار الظاهرة لعدة أسباب اجتماعية اقتصادية، ونبهت الدراسة إلى أن الجرائم المتنوعة التى ترتكبها السيدات، وتقضى فترات عقوبة بسببها خلف القضبان، ترجع إلى انحرافهن فى مرحلة المراهقة، وأكدت الدراسة على وجود ارتباط بين حالة المنزل وبين سن الانحراف ونوع الجريمة.

الدراسة قام بإعدادها الباحث ناصر ضرغام، ونال عنها درجة الدكتوراة من جامعة حلوان، وقال فيها إن ظاهرة الانحراف الجنسى لدى المراهقات مؤخرا لم تعد قاصرة على المستويات الاجتماعية المنخفضة بل انضم إليها أيضا مستويات اجتماعية مرتفعة، ولكل فئة أسبابها التى أدت بها إلى ذلك، فمن خلال عينة شملت 120 فتاة قام الباحث بدراستها .

وأكد ضرغام أن مرحلة المراهقة تتميز بوجود تغيرات البلوغ وما يرتبط بها، مثل طفرة النمو الجسمى، بالإضافة إلى ما تشعر به المراهقة من أحاسيس واضطرابات نتيجة للضغوط الجنسية، بالإضافة إلى أن الاضطرابات السلوكية، أكثر ظهورا فى هذه المرحلة، حيث تسعى الفتاة فى هذه السن إلى التحرر وتحقيق الذات، كما أنها تتشوق إلى أن تجد نفسها فى عالم آخر خارج دائرة الأسرة، وهو ما يؤدى بها إلى الانحراف ما لم تلق الرعاية والتوجيه من الأسرة.

ونظرا لحساسية هذه المرحلة العمرية، فإن ضرغام أكد من خلال دراسته الميدانية، أن هناك علاقة وثيقة بين سهولة استقطاب المراهقات للأنواع المختلفة من الانحرافات، وبين توتر العلاقات فى الأسرة الذى ينعكس على أفرادها، فى ظل سوء تربية الأبناء عن طريق المبالغة فى استخدام القسوة أو التسيب فى التربية، والأخطر من ذلك أحيانا أن بعض المراهقات يجدن انحرافات أخلاقية داخل الأسرة نفسها، كممارسة البغاء لدى سيدات العائلة أو تعاطى الخمور والمخدرات وسلوك الجريمة لدى رجالها.

وتشير الدراسة لوجود حالات أخرى لانحراف الفتيات، تتمثل فى السرقة من الأهل لمواكبة صراعات الموضة، ولامتلاك جهاز موبايل وتغطية نفقاته، وهى الظاهرة الأخطر حاليا، حيث تحاول الفتاة تقليد غيرها، بالإضافة إلى الرغبة الدائمة فى امتلاك كل ما هو جديد، لتتفاخر به أمام صديقاتها سواء كن من نفس المستوى الاجتماعى أو أقل، وكذلك استعمال الإنترنت فى البداية بغرض التعليم، ثم التسلية، ويلى هذه المرحلة الدخول على مواقع إباحية مما يسهل عملية استقطابها .

بالإضافة إلى عدم التمييز بين ما هو ضرورى، وما هو ترفيهى فتقوم بالسرقة من أهلها لترضى رغباتها الشخصية.

ومما يزيد الأمر تعقيدا من وجهة نظر ضرغام، هو أن تلك الفئة من المنحرفات عندما تنقضى مدة عقوبتهن فى مؤسسات الرعاية تصبح الفتاة أكثر خبرة وشراسة وجرأة وحقدا على المجتمع بصفة عامة وعلى غيرها من الفتيات بصفة خاصة، نتيجة لانخراطها بعالم المنحرفات المتعدد والمتنوع فى أشكال الإجرام المتاحة بوفرة فى تلك المؤسسات.. ومن هنا فإن عودة الفتاة إلى أسرتها بعد قضاء فترة فى هذه المؤسسات يمثل خطرا على الأخريات سواء كن من شقيقاتها أو زميلاتها بالدراسة، ومن هنا تظهر ضرورة الاهتمام بمشكلة انحراف الفتيات وتقديم الحلول اللازمة لمكافحتها والحد من خطورة هذه الظاهرة .

ويعتبر ضرغام أن جنوح الفتاة المراهقة وانحرافها هو بمثابة الخروج على جميع القيم والتقاليد، واصفاً ذلك السلوك بـ"الانحلال الأخلاقى"، وخاصة فى ضوء ما عرف عن الأنثى من سمات وخصائص فى مجتمعنا الشرقى الذى يختلف عن باقى المجتمعات.

واهتمت الدراسة كذلك بالتركيز على الجوانب الخلفية وراء كل جريمة ترتكبها مراهقة، سواء الجوانب النفسية والاجتماعية، نظرا لارتباط هذه العوامل بنوع الجريمة، حيث إن البحث الميدانى كشف خطورة هؤلاء المراهقات على أنفسهن والأسرة والمدرسة والمجتمع ككل، خاصة وأن بعضهن لم تكن هذه التجربة هى الأولى فى عالم الجريمة وقد لا تكون الأخيرة. وكشف البحث الميدانى أيضاً أن مرتكبات جرائم الدعارة والسرقة لديهن "تشوها معرفيا"، كما أن لديهن مفهوما سلبيا عن الذات أكثر من المنحرفات مرتكبات جرائم التسول والتشرد وتعاطى المخدرات.

كما تناولت الدراسة الفتيات المراهقات المتسربات من التعليم، حيث أكدت على أن أهم السمات التى تميز الفتاة فى هذه الحالة، أنها ذات بناء نفسى خاص يتميز بالعديد من مظاهر الانحرافات النفسية المتمثلة فى الوحدة النفسية ومشاعر الذنب بين التصنع والحقيقة على وجه العموم وسوء التنشئة الاجتماعية والمناخ الأسرى الطارد والمستوى الاقتصادى المتدنى الدافع للتسول والتشرد وغياب مشاعر الذنب وضعف الضمير وشيوع الانحرافات الجنسية.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة