عبد الحميد عمران يكتب.. نصائح مجانية للرئيس أوباما

الخميس، 04 يونيو 2009 08:10 م
عبد الحميد عمران يكتب.. نصائح مجانية للرئيس أوباما

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
اسمح لى أولا أن أبدى احترامى لشخصك، وما تمثله من آمال مرجوة على الصعيد الإنسانى حتى الآن.. فأنت كما تبدو لى إنسان متواضع.. مستقيم.. نشأت نشأة صالحة.. تتسم شخصيتك بالمرح مقرونا بالجدية والحزم مثلك مثل أى مواطن أمريكى سوى، مختلفا فى ذلك مع عقلية وشخصية الكاوبوى التى تتمثل فى الرئيس السابق بوش ونائبه ديك تشينى ورامسفيلد ورايس إلى آخر هؤلاء الذين امتلأت قلوبهم بالكراهية للعرب والمسلمين.

إسرائيل ليس لها عدو سوى العرب والمسلمين، على الأقل فى الوقت الراهن- ولقد تسابقت الإدارات الأمريكية المتعاقبة فى استرضاء إسرائيل وفى معاداة العرب والمسلمين، وذلك بمحاباة إسرائيل على كافة الأصعدة.. فحين تقوم أمريكا بتزويد إسرائيل بالأسلحة المتطورة التى تضمن لها التفوق العسكرى التام على جميع الدول العربية مجتمعة، فهذا حرب معلنة من أمريكا ضد العرب والمسلمين.. وحين تقوم أمريكا بتأييد إسرائيل علنا عقب أى عدوان تقوم به على الدول العربية، فهذا حرب معلنة من أمريكا ضد العرب والمسلمين.. وحين تقوم أمريكا بحماية ظهر إسرائيل بمنع الأمم المتحدة والمؤسسات الدولية ومؤسسات الاتحاد الأوروبى التابع الذليل من إدانة أى عدوان إسرائيلى يقع على هذه الدول، حتى ولو كان هذا العدوان واقعا على منشآت الأمم المتحدة ذاتها، فهذا حرب معلنة من أمريكا ضد العرب والمسلمين.. وحين تقوم أمريكا بغض الطرف عن امتلاك إسرائيل للأسلحة النووية التى تمكنها من تدمير جميع دول المنطقة، فى الوقت الذى تحرم فيه على هذه الدول الاستخدام السلمى للطاقة النووية فى إنتاج الكهرباء، فهذا حرب معلنة من أمريكا ضد العرب والمسلمين.. وحين تدعم أمريكا وتؤيد وتحمى أى نظام عربى يدافع عن إسرائيل ضد مواطنيه ويجرم المقاومة، ويدين أى جهد لاسترداد الحق العربى أو الوقوف فى وجه العدوان الإسرائيلى، فهذا حرب معلنة من أمريكا ضد العرب والمسلمين.

لقد عانى العالم العربى والإسلامى لعقود عديدة من جور معظم الحكومات الأمريكية، وعدائها غير المبرر للعرب والمسلمين والذى بدأ عقب نشأة دولة إسرائيل وقيام الصراع العربى الإسرائيلى، وقد أدى هذا الانحياز والظلم والكراهية من جانب الإدارات الأمريكية المتعاقبة إلى أن بادلتهم الشعوب العربية الكراهية بالكراهية، وما كانت أحداث الحادى عشر وقبول من قاموا بها بفقدان حياتهم فى سبيل ما يعتقدونه إلا رد فعل انتقامى يائس غير مدروس على هذا الظلم.

أنا أرجوك أن تجلس ولو للحظة وتفكر من منهما يعتدى على الآخر.. العرب أم الإسرائيليون.. وإياك أن تخدع نفسك وتقول إنهما يتبادلان الاعتداءات.. قد تكون هذه إجابة سهلة تريحك من عناء التفكير، ولكنها ليست صحيحة ولا عادلة.

إن إسرائيل تمارس العدوان الإرهابى المستمر على الفلسطينيين فى قطاع غزة بغرض القضاء على أى صورة من صور استقلال القرار الفلسطينى أو القدرة على الفعل، وتدجين باقى الفلسطينيين كما فعلت مع حكومة رام الله، كما تمارس التدخل السافر فى العراق تحت الغطاء الأمريكى باستنبات الصدام بين الطوائف المختلفة، مما أدى لتمزيق العراق شر ممزق، ولعل تمزيق شعب العراق ودولة العراق كان أحد الأهداف الرئيسية للتدخل الأمريكى حتى لا يشكل العراق فى المستقبل أى تهديد للطفل المدلل إسرائيل، يضاف إلى ذلك الدعم الإسرائيلى للأكراد فى شمال العراق وتحويلهم إلى دولة حكم ذاتى تشكل الحديقة الخلفية للاقتصاد الإسرائيلى بوجود أكثر من 500 شركة إسرائيلية تسيطر على اقتصاديات الأكراد، وذلك رغم أنف الحكومة المركزية فى بغداد وربما برضاها.

إن إسرائيل تمارس العدوان على من حولها جميعا، ليس بفضل ما تمدونها به من سلاح – وهو كثير – ولكن بالدرجة الأولى بفضل ما تقدمونه لها من دعم سياسى وحماية دولية على جميع المستويات وفى جميع المحافل التى تحاول إدانة العدوان الإسرائيلى.

نحن لم ولن نطلب منك أن تنصرنا على إسرائيل أو أن تنضم إلى جانبنا، فقط نريد منك العدل، وألا تقف إلى جانب المعتدى ضد المعتدى عليه، وربما نتمادى فى التفاؤل ونأمل أن تعيد إلينا ما سلب من حقوقنا تحت مظلة الانحياز الأمريكى السافر لإسرائيل، وأنت قادر على هذا فأنت تقود أكبر قوة عرفها العالم عسكريا وسياسيا واقتصاديا، يضاف إلى ذلك أنك شاب وكما سبق أن قلت.. نشأت نشأة صالحة.. تتسم شخصيتك بالجدية والحزم مثلك مثل أى مواطن أمريكى سوى، ولم تتلوث يداك بعد بدماء الأبرياء ولم تدخل بعد فى الجانب السيئ من الألاعيب السياسة، ولنا حديث آخر فى هذا.

* لواء أركان حرب متقاعد وخبير استراتيجى





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة