اشتعلت النيران داخل معهد بحوث صحة الحيوان بعد تقرير د.منى محرز مدير المعهد الذى يؤكد إصابة صفقة الجمال السودانية المحتجزة بالحجر البيطرى بالشلاتين بمرض الحمى القلاعية، الأمر الذى أغضب د.حامد سماحة رئيس الهيئة العامة للخدمات البيطرية، مشككا فى صحة التقرير، ومؤكدا استحالة إصابة الجمال بالحمى القلاعية، وأنه لم يثبت إصابتها بهذا المرض على مدار التاريخ، وهو ما دفعه أيضا إلى تشكيل لجان لسحب عينات من الجمال المحتجزة وفحصها مرة أخرى بمعامل خارجية لم يتم تحديدها حتى الآن.
التقرير لم يغضب سماحة وحده بل امتدت نار الغضب إلى ديوان عام وزارة الزراعة والوزير أمين أباظة لتخوفه من تضخيم الموضوع وتحوله إلى قضية رأى عام، على غرار "القمح الروسى الفاسد" الذى ما تزال توابعه تهز أركان وزارته حتى الآن، وهو ما اضطره إلى عقد اجتماع عاجل مع د.منى محرز مدير معهد بحوث صحة الحيوان موجها لها انتقادات حادة بشأن التقرير وما جاء فيه حسب مصادر مسئولة بالوزارة.
أباظة لم يكتف بذلك بل طالب بوضع دراسة لاعتماد معامل حكومية أخرى تابعة للوزارة بخلاف المعمل المرجعى للرقابة التابع لمعهد بحوث صحة الحيوان، وذلك حتى لا تفقد مصر مصداقيتها على المستوى الدولى فى ظل مخاطر الأمراض الوبائية التى تنتشر حاليا فى العالم، خاصة وأن التحاليل التى أجريت على عينات الجمال السودانية والإعلان بأنها مصابة ستسبب توترا فى العلاقات بين مصر والسودان، التى تستورد مصر منها سنويا ما يتجاوز 140 ألف رأس.
وأشار المصدر بأن قرار وزير الزراعة باعتماد معامل أخرى بخلاف المعمل المرجعى التابع للوزارة سيفقد منى محرز مدير المعهد قوتها واعتمادها على مساندة الوزير لها، كما أن القرار سيجعل حامد سماحة لا يعتمد على معهد بحوث صحة الحيوان فى فحص أية عينات باعتباره المعمل الوحيد فى مصر المختص بذلك.
وتشير مصادر فى "الزراعة" بأن صراع "القط والفأر" بين سماحة ومحزر ليس وليد اللحظة بل هو قديم، متجدد، و سبق لمحرز أن وضعت رئيس هيئة الخدمات البيطرية فى مأزق مماثل، حينما كذبت تقريرا صادرا عن الهيئة عن عدد البؤر المصابة بمرض أنفلونزا الطيور منذ عدة أشهر مشيرة إلى أن البؤر المصابة أكبر بكثير ما يقوله تقرير الهيئة، وهو ما دفع سماحة إلى شن هجوم عنيف ضد محرز وقتها مؤكدا أن المعهد لا علاقة له بإحصاء البؤر، واختصاصه ينحصر فقط فى فحص العينات التى يتم سحبها من خلال لجان الهيئة.
الخلاف مابين "محرز وسماحة" يراه مسئولين بهيئة الخدمات البيطرية نتيجة لحب الظهور الإعلامى لكل منهما، ويؤكد الدكتور سامى طه رئيس حركة "بيطريون بلا حدود" أن مرض الحمى القلاعية يصيب الحيوانات ذات الحوافر المشقوقة ومن ضمنها الجمال وليس صحيحا أن الجمال لم يسبق أن أصيبت به فقد تم عزل المرض عام 1989 بمعرفة الدكتور على موسى رئيس الهيئة وقتها وتم تسجيله فى المنظمة الدولية للصحة الحيوانية.
وأشار طه إلى أن سياسة استيراد الحيوانات الحية سياسة خاطئة لأننا نستورد أمراض وبائية عديدة وهو ما حدث فى عام 2006 خير دليل عندما استوردت مصر سلالة جديدة للحمى القلاعية فى صفقة حيوانات إثيوبية دمرت وقتها الثروة الحيوانية فى مصر وتسببت فى خسائر قدرت بـ 3 مليارات جنيه..
والغريب وحسب طه أن الأمر ظل طى الكتمان لمدة زادت عن ثلاثة أشهر، وذلك لعدم قدرة رئيس الهيئة الإعلان عن المرض، نظرا لإحكام وزير الزراعة قبضته على الهيئة ورئيسها فهو منتدب من قبل وزير الزراعة ويخضع لأوامره، على الرغم من صدور قرار جمهورى عام 1984 بضرورة تعيين رئيس للهيئة من قبل رئيس مجلس الوزراء ويكون تحت إشراف وزير الزراعة وذلك حتى لا يستطيع التأثير عليه أو على قراراته.
نيران فى وزارة الزراعة بسبب صفقة "الجمال".. تقرير "محرز" يؤكد إصابتها بالحمى القلاعية و "سماحة" غاضب من التقرير و"أباظة" يطالب بمعامل أخرى غير تابعة للوزارة
الإثنين، 29 يونيو 2009 04:36 م
الوزير أمين أباظة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة