حناطير.. حناطير.. حناطير
خناقات.. خناقات.. خناقات
سواقين.. سواقين.. سواقين
كل هؤلاء وأكثر يتجمعون هنا فى ميدان العرفانى بحرى بملوى فى المنيا، هذا الميدان الذى يعرف بوجود أكبر تجمع للمدارس به، سبع مدارس فى محيط 150 مترا فقط وأغلبها تعمل بنظام الفترتين وهى«الثانوية بنات، الإعدادية بنات، السادات الإعدادية بنين، مدرسة النهضة الابتدائية، مدرسة رمسيس الإعدادية بنين، مدرسة الزخرفية بنات، مدرسة النصر الابتدائية»، المثير للدهشة والأسى أنه فى هذه المدارس تختلط أصوات المدرسين أثناء شرح الدروس لطلابهم مع الألفاظ النابية، والشتائم والسباب والألفاظ الخادشة للحياء التى تنطلق من رواد الموقف والعاملين على تلك السيارات، حيث لا يفصل بين موقف السيارات ونوافذ المدارس سوى مترين، ولا تتعجب هنا إذا ما وجدت أستاذة تشرح فى حصتها إلا أنها تفاجأ بسائق يقحم نفسه من شباك الفصل ويقول كلمة أو لفظا غير مرغوب فيه، ده غير المعاكسات وقلة الأدب.
يقول محمد سند 29 سنة أحد سكان الميدان: «إحنا طول السنة بنتعذب ولكن العذاب بيزيد مع بدء العام الدراسى، فنحن ببساطة فى كابوس دائم وتحت رحمة السائقين وأصحاب الغرز، فطلوع الصباح هو الإيذان ببداية المعاناة التى تتنوع ما بين ضجيج السيارات، وأصوات السائقين وشتائمهم، وكل أنواع المواصلات تتجمع هنا، حناطير، ميكروباصات، سيارات أجرة تأتى لتتجمع تحت نوافذ البيوت من أكثر من 25 قرية لتستولى على الشارع الذى لا يتجاوز عرضة 20 مترا.
«إحنا نفسنا السواقين يلتزموا بمكانهم فى الموقف الجديد اللى عملته محافظة المنيا خارج كردون المدينة بجوار مستشفى ملوى العام، وتكلف حوالى 5 ملايين جنيه، لكن السائقين نظموا إضرابات لرفض الموقف الجديد نظرا لبعده عن قلب المدينة، وقد كان لهم ما أرادوه، حيث استولوا على الميدان الرئيسى فى المدينة وأقاموا فيه موقف سياراتهم بسياسة الأمر الواقع، والنتيجة اننا إحنا وبناتنا بندفع الثمن، فإلى متى يغيب التخطيط الجيد، وتنتصر البلطجة، وتضيع الحقوق؟.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة