شوف الإعلانات واتعلم، بين القنوات تعرف تتنقل، فرغم أن الهدف الأساسى من الإعلان هو إخراج النقود من جيب حضرتك لوضعها فى جيب المعلن مقابل سلعة، فكثيرا ما يلجأ المعلن إلى طرق تستفزك لدرجة أنك يمكن أن تلقى أى شىء على التليفزيون لتكسر شاشته، فتخسر فلوسك والمعلن والسلعة وربما زوجتك وجيرانك وشقتك، لا قدر الله.
الإعلانات تقوم أصلا على مبدأ: الزن على الودان أمر من السحر، ومن منا ينسى: «غسالة جى إم سى يا حسين»، و«قطعنى يا معلم.. واعملنى يا معلم.. مرقة يا معلم»، و«كريستال الدرة الشهية.. ألفين سلام وتحية»، و«بيوكلينا الأزرق الذى يغسل كموج البحر»، وماما عبلة كامل الراعى الرسمى لشقاوة العيال مادام فيه برسيل.
الزن فعلا يحقق هدفه، فتجد ربة البيت تضرب تعظيم سلام لكريستال إذا ما تبقى من ميزانية الشهر ما يفيض لشرائه هربا من زيت التموين المكركر، وستجد الفرخة تصرخ فى المعلم قبل أن تصاب بالأنفلونزا، حتى لا تضعها المرأة فى الغسالة الفول أوتوماتيك ضمانا لتطهيرها نهائيا رغم أن أقساط الغسالة التى طبقت على أنفاس الزوجة تحتاج حتما إلى مروحة توشيبا العربى بالموسكى وشبرا وبورسعيد.
ولا يلومن أحدكم الإعلانات إذا اختفت الرجولة إذ فجأة - من على شاشات الرادار، بعد تعرضها لعوامل تعرية أخلاقية واقتصادية واجتماعية، فالمعلن معذور عندما يقول لك «استرجل»، ومتعيطش، واسترجل وادى مراتك قلمين علشان تحرّم تناقشك تانى، واسترجل واتجوز تانى فالنساء شفاشق الرجال، ولا إنت مش راجل؟! واسترجل واوعى تترعش لو اتكهربت، الله هو انت مش راجل؟! استرجل يا أخى ولو كده وكده للحظات واشرب بـ«ريل» أو من غير «ريل».
شرائح البطاطس المقلية هى العامل الوحيد الذى يجمع طبقات الشعب وكل فئاته (انظر هشام سليم)، وفى هذا ثورة تصحيح مطلوبة للوعى الاجتماعى، ولقطة أخرى وطنية تحرضك على الثبات على قضيتك ومبدئك فى طلب حاجة ساقعة، ولو اتحطيت فى موقف خطر، خطف مثلاً أو اعتقال أو حتى وقفت قدام عشماوى بعد قضية قتل وسألك نفسك فى إيه، انظر (أحمد السقا)، و(كريم عبدالعزيز)، و(أحمد حلمى).
مدرسة الإعلانات للأخلاق الحميدة تؤكد لك أيضاً أنك إذا جمدت قلبك وكان ابنك بيموت ولازم تتصل بالإسعاف فمن الأوفر والأفضل لحياة أكثر رفاهية إنك تتكلم «بالليل»، وأخيراً ليه تزنق نفسك وتركب الميكروباص أو حتى التوك توك؟! T.E.BATA بتمتلك 70 % من سعة الإنترنت فى مصر!
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة