فى الماضى القريب كان المواطن المصرى يشعر بالأمان والطمأنينة عند سيره فى شوارع وطرقات البلد فى أى وقت وساعة، وكانت الشهامة والمروءة هما السمتان الغالبتان على الشارع المصرى آنذاك، فلو حدث لأى مواطن مكروه عند سيره فى الطريق العام كان الجميع يلتف حوله ويهب لمساعدته ونجدته بشتى الطرق وكان رجال الشرطة يجوبون الشوارع ليل نهار لبث الطمأنينة والشعور بالأمان فى قلوب المواطنين.
أما فى هذه الأيام فقد تبدل الحال وأصبحنا نخاف أن ننزل للشارع فى النهار فما أدراك بالنزول ليلا. ولقد انتشر البلطجية وأسلوب البلطجة فى الشارع المصرى والتعدى على المارة جهارا نهارا سواء كان بالقول أو الفعل.
ولقد انتشرت فى الشارع المصرى فى أكثر من محافظة الموتوسيكلات الصينية التى لا تحمل لوحات معدنية والتى يقودها بعض البلطجية محترفى النشل، وأصبحت هذه وسيلة سريعة وخفيفة لنشل وسرقة المارة وترهيبهم، حيث لا يمكن الإمساك بهم أو استيقافهم، وذلك بالطبع فى حالة من عدم التواجد الأمنى بالشوارع، ولا يملك المجنى عليه سوى الصراخ وتحرير محاضر فى أقسام الشرطة وبالطبع يستحيل الوصول إلى مرتكب الجريمة لأننا كما سبق أن ذكرنا أن هذه الموتوسيكلات غير مرخصة ولا تحمل لوحات معدنية، والمصيبة الكبرى أن هذه الحوادث يحدث أغلبها فى وضح النهار. أما الحوادث الليلية فحدث ولا حرج مثل سرقة السيارات والمساكن وسرقة المارة بالإكراه.
أما إذا وقفنا وأمعنا النظر فى هذه الظواهر التى لم تصبح غريبة على مجتمعنا فيمكن أن نرجعها إلى أسباب عدة منها على سبيل المثال غياب الوازع الدينى وانتشار البطالة والرغبة فى الكسب السريع حتى وإن أودت بصاحبها خلف أسوار السجون، أما السبب الرئيسى لانتشار هذه الظواهر هو غياب الأمن فلم يعد المواطن المصرى يشعر بالوجود الأمنى مثلما كان الحال سابقا، فسماع "سرينة" سيارة الشرطة يرهب ويرعب كل من تسول له نفسه أن يرتكب مثل هذه الجرائم التى تروع الآمنين.
أما المقترح الذى نراه حلا بسيطاً لهذه الظاهرة المرعبة – لعلها تجد صدى لدى المسؤلين – هو ضرورة تكثيف التواجد الأمنى ووضع دوريات للشرطة فى أماكن شبه متقاربة مع التشديد على ضرورة الاستجابة السريعة لاستغاثات المواطنين فى مثل هذه الحوادث، وضرورة إنارة الشوارع المظلمة التى تكون مرتعا للمدمنين والخارجين على القانون.
وأخيرا نحلم ونتمنى أن يعود الأمن والأمان – الغائبين – لذلك الوطن وللمواطنين بعد أن فقدناهما لفترة طويلة حتى تعود مصرنا الغالية بلد الأمان والأمان.
فهل من مجيب؟
أحمد إسماعيل أحمد يكتب: قالوا زمان.. مصر بلد الأمن والأمان
الأربعاء، 06 مايو 2009 11:23 ص
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة