فاينانشيال تايمز: اختيار الأمير نايف ينسف آمال شباب آل سعود

الأربعاء، 01 أبريل 2009 03:21 م
فاينانشيال تايمز: اختيار الأمير نايف ينسف آمال شباب آل سعود صحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية علقت على قرار العاهل السعودى
إعداد ريم عبد الحميد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
علقت صحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية على قرار العاهل السعودى الملك عبد الله بن عبد العزيز تعيين الأمير نايف نائباً ثانياً لرئيس الوزراء، مما يجعل ترتيبه الثالث فى العرش. وقالت إن التوريث فى المملكة العربية السعودية هو لعبة تخمين مألوفة، لكنها لعبة هادئة دائماً. كل شخص لديه رأى، لكن قليلين فقط قادرون على التعبير عن آرائهم علانية.

لذلك لم يكن غريباً تماماً أن تهرع الصحافة السعودية للإشادة بالأمير نايف البالغ من العمر 74 عاماً، والذى يشغل منصب وزير الداخلية، بعد أن أصبح ترتيبه الثالث فى العرش قبل عدة أيام، حيث أشادت جميع الآراء والتعليقات فى الصحف المحافظة والليبرالية بهذا الاختيار.

ونُشرت إعلانات التهانى تحمل صورة الملك عبد الله وولى عهده المريض الأمير سلطان الذى يشغل أيضا منصب وزير الدفاع، والأمير نايف الذى أصبح الآن النائب الثانى لرئيس الوزراء. كما أن بعض السعوديين نشروا قصائد مدح لـ "حامى الدولة" على الفيس بوك.

ووسط هذا، برز صوت معارض جاء من داخل عائلة آل سعود المالكة، وهو الأخ غير الشقيق لنايف، الأمير طلال الصريح، الذى حث الملك على ألا يتجاوز مجلس البيعة الذى أسسه بنفسه عام 2006 لاختيار ولى العهد القادم، ويضم 35 عضواً من العائلة الملكية.
حيث قال طلال "أدعو الديوان الملكى لتوضيح ماذا يعنى هذا الترشيح، ولبيان أنه لا يعنى أن الأمير نايف سيصبح ولياً للعهد".

وبذلك، فإن قضية الخلافة فى الدولة التى تعد أكبر مصدر للنفط فى العالم تمت تسويتها بعد أن خضع ولى العهد للعلاج الطبى فى الخارج لمدة خمسة أشهر، مما أدى إلى سيادة شعور بالاطمئنان داخل المملكة وخارجها. إلا أن البعض أصيب بخيبة الأمل، لأن القرار أوضح أن الخلافة لن تمر فى أى وقت قريب على جيل الشباب فى العائلة المالكة، وأنها ستبقى بين المسنين من أبناء الملك الراحل عبد العزيز، مؤسس المملكة العربية السعودية.

وخلال قضائه الثلاثين عاماً الماضية فى وزارة الداخلية، فإن الأمير نايف دافع عن الدولة السعودية خلال أصعب الأوقات التى مرت بها. حيث أشرف على وضع حد لحصار المسجد الحرام فى مكة من قبل المتطرفين عام 1979. وقادت وزارته فى الآونة الأخيرة حملة لسحق عناصر القاعدة الذين عقدوا العزم على زعزعة استقرار آل سعود.

ورغم ذلك، فإن النظر إلى الملك عبد الله على أساس كونه إصلاحياً حريصاً على توجيه المملكة نحو مزيد من التسامح وكبح جماح التطرف الدينى وتعزيز مشاركة النساء فى الاقتصاد، فإن اختيار الأمير نايف جاء مفاجئاً للبعض.

فالأمير نايف ينظر إليه باعتباره محافظاً. فقبل عدة أيام فقط، صرح للصحفيين بأنه لا يرى ضرورة لمشاركة النساء فى مجلس الشورى (البرلمان)، أو انتخابهن بين أعضائه، وفقاً لما أوصت به إحدى الجماعات المدافعة عن حقوق الإنسان. كما أن وزارته كانت هدفاً لاتهامات بانتهاك حقوق الإنسان، وهناك العديد من الشكاوى المقدمة ضد الوزارة من جانب أسر الذين تم اعتقالهم دون محاكمة بتهمة الانتماء لتنظيم القاعدة.

ومع ذلك، فقد كان من المرجح دائماً أن يتصرف الملك عبد الله فى حدود التقاليد واختيار أحد كبار الأعضاء البارزين فى العائلة المالكة. وكان المحللون قد حذروا دائماً من أن التحرك نحو الجيل القادم فى آل سعود سيثير الصراع داخلها، حيث إن كل أمير سيدعم أبناءه.

ويؤكد أحد المراقبين المقيمين فى العاصمة السعودية الرياض على أن الأمير نايف سيكون ولى العهد القادم لأنه فى المملكة العربية السعودية، لا توجد توقعات بحدوث تغييرات جذرية. ويرى المراقب أن التكهنات التى تحيط بأعضاء آخرين كانت بسيطة منذ القرارات التى تميل إلى كونها محافظة، ولمنع حدوث انقسامات.

من ناحية أخرى، فإن الاختيار يأخذ فى الاعتبار مصالح المملكة وضرورة التوافق والأقدمية وسجل الخدمة الخاص بالمرشح. وفى هذه الحالة، كان هناك دوماً شعور بالإلحاح بسبب صحة الملك عبد الله.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة