وليد الوصيف يكتب: شكراً لبلطجى الجزائر وتحيا السودان

السبت، 05 ديسمبر 2009 12:20 م
وليد الوصيف يكتب: شكراً لبلطجى الجزائر وتحيا السودان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى احتفالات نصر أكتوبر لهذا العام فكرت أن أكتب مقالا أناشد فيه الإعلام المصرى بتكثيف بث كل ما حدث فى الحرب أو بث قناة جديدة تسمى قناة الوطن أو برنامج خاص بعرض التاريخ والانتصارات والانكسارات ويسمى برنامج الأبطال أو برنامج التاريخ واستضافة أبطال أكتوبر، جاءتنى هذه الفكرة عندما رأيت وسمعت أبطال حرب أكتوبر فى برنامج مسلسلاتى هذا البرنامج الذى سجل أكبر مشاهدة فى هذه الأيام، برنامج كان يستضيف من يحكى عن واقع وبشكل مبسط ومشاعر صادقة تخرج من القلب لتصل إلى القلب، هذه الفكرة جاءتنى لأننى شعرت بالوطنية والفخر شعرت أننى كنت جاهلا لأننى لم أعرف شيئا عن نصر أكتوبر غير كلمة النصر.

أنا وهذا الجيل بأكمله ما نعلمه عن تاريخ وحضارة مصر لا يصل حتى لنقطة فى بحر لدرجة أن الكثير من أبناء جيلى لو سألتهم ماذا تفعلون لو قامت حرب فى مصر أو بين مصر وأى دولة فى العالم يحمل الرد لامبالاة غير عادية وتسمع كلمات عائمة لا تفهم منها أى شىء سوى توقعات يتصدر قائمتها أن الشعب سوف يحاول الهرب وأن هذا الجيل فاقد الوطنية، إلى أن حدث ما حدث فى مباراة مصر والجزائر على أرض حبيبة الدنيا السودان رأيت أننا لابد أن نٌعلم هذا الجيل المعذور معنى الوطنية رأيت أن هذا الجيل من حقه أن يعلم كل كبيرة وصغيرة عن تاريخ بلده لكى يستطيع الدفاع عن بلدة فى أى مكان فى العالم بشكل متحضر وبشكل ثقافى يليق بهذا الوطن العريق لكى يدافع بثقة ويتكلم وهو على أرض صلبة، وبث هذه القناة لن يكون حصريا على مصر بل سوف تكون قناة فضائية مثلها مثل كل الفضائيات ومن ثم يكون الدفاع عن الوطن ميسرا إلى الغاية.

وإلى من يقول إن تاريخ مصر معروف للجميع أقول له إنه كان معرف عند أجيال سابقة أما هذا الجيل لا يعلم شيئًا وبالطبع نفس الجيل فى جميع الدول العربية والعالم بأكمله لا يعلم شيئا عن التاريخ ولن أتوقع أن هناك من يبحث عن معرفة التاريخ إلا من رحم ربى ولذلك لابد أن يقدم للجميع من خلال قناة أو برنامج، لأن الثقافة انحدرت بشكل ملحوظ جداً من عبد الحليم حافظ لسعد الصغير من أحلف بسماها وبترابها، للعنب والبلح.

أجلت كتابة هذه المناشدة إلى أن جاءت المباراة لتفرض على بعد ما رأيته من وطنية وحب وصحوة أن أعرض هذه الفكرة البسيطة فى هذا الوقت المناسب جداً وأن أناشد كل من هو فى يده الأمر أن يجعل التاريخ محاضرات يومية على قناة فضائية أناشد كل من يعشق هذا الوطن المهان فى كثير من الدول العربية وبكل أسف، الوطن الذى جعل أبناؤه فى الخليج أقل الجنسيات الموجودة من شتى بقاع الأرض، المصرى الذى مات اسمه فى الخليج، وحل محل اسمه لقب المصرى وبكل طبع لو كان هذا اللقب بريئا لكان وساما على صدر كل مصرى ولكنه يستخدم بأسوأ الطرق يستخدم بطريقة المقصود بها الإهانة للشعب المصرى المقصود بها أنك جاى من بلدك لكى تشتغل عندى وتنفذ أوامرى ولو عجبك، وانت تروح ويأتى ألف غيرك من نفس جنسيتك.

لابد أن الجميع يعلم ما هى مصر وما هو تاريخها بالفعل وليس بالكلمات والشعارات التى ولى وعفا عليها الزمن، لابد أن يعلم الجميع أننا كتلة واحدة ويد واحدة وفى رباط ليوم الدين وأننا شعب وقيادة تملك عزيمة وأسرارا وقوة هائلة وهذا ما شعرت به فى ظل هذه الأحداث الراهنة بين مصر والجزائر فى السودان وهذا الشعور الذى أشعر به، وهذه الصورة الوطنية تجعلنى أتقدم بالشكر لبلطجى الجزائر الذى جعلنى أستوضح الكثير عن شعبى ووطنى العريق جعلنى أتعرف على حكومة وطنى بشكل عملى جعلنى أعشق رئيس دولتى أكثر مما كنت عليه جعلنى أتعرف على علاء مبارك المتخفى عن الأضواء الشاب الذى يتحدث بعفوية واضحة وبعيدة كل البعد عن الأحاديث الدبلوماسية والردود السياسية، الشاب الذى يتكلم كأى شاب مصرى جعلنى أتأكد بما لا يدع مجالا للشك أننى ابن لأب أمين مبارك صفة وليس اسما، نعم هذا القائد اسم على مسمى، مبارك زادت مصر بركة وهى تحت قياداته بلطجى الجزائر الذى جعلنى أعلم أن مصر التى تحركت لما حدث تستطيع أن تحتل العالم إن شئت ليست كما كنت أتوقع شعبا مسالما ومغلوبا على أمره وملهيا فى لقمة العيش وفاقد الوطنية شكراً يا جزائر يا من فجرتِ الوطنية فى الشعب بأكمله شكراً يا منتخبنا العزيز على كل ما تسببت فيه من فرحة لشعبك وأخيراً تسببت فى لم الشمل المبعثر وصحوة الوطنية ويقظتها من نومها.

ولا يوجد عندى شكر للحبيبة السودان لأنها أهل لكل ما حدث من كرم وأخلاق ونبل، فكل الكلام لا يكفى وكل الشكر لا يكفى عن ما قدمته السودان لإخوانهم المصريين على أرضهم وهذا هو شعب السودان العريق الملتزم الهادئ الوافى المعتدل الطموح الذى عاشرت الكثير من أبنائه ولن أشهد منهم غير الحب بعيداً عن هذه الأحداث وأحببتهم لدرجة أننى قلت يوماً لصديق سودانى السودانيون كلهم فى الجنة إن شاء الله؛ لأننى لا أرى سودانيا واحدا فى الشارع أثناء الصلاة، فوقت الصلاة تمتلئ المساجد بأهل السودان بكل حب وإيمان وخشوع ولكل هذا فأنا لا أملك أكثر من أن أقول تحيا السودان يحيا شعب مصر العريق.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة