انتقد د.أحمد الطيب رئيس جامعة الأزهر نظام التعليم فى مصر متسائلاً عن مدى استعداد المجتمع للاستثمار فى مجال التعليم، كما انتقد نظام كادر المعلمين واصفاً إياه بـ"المسرحية"، فكل ما حدث أنهم أعطوا المعلمين ورقة الأسئلة وأقلام رصاص ثم أباحوا لهم أن يغشوا"، على حد قوله، مضيفاً "الأزهر لا يختلف عن التعليم العام فالطالب الشاطر فيه هو اللى يعرف يغش".
وكشف الطيب خلال لقائه بأساتذة جامعة الأزهر اليوم الثلاثاء، عما سماه "فضيحة" حينما استدعاه د.محمد سيد طنطاوى لينقل له شكوى عدد من الطلاب الوافدين الذين يدرسون فى الأزهر، بأن المعلمين والأساتذة يدرسون اللغة العربية بالعامية، معلقاً بأن الأموال التى صرفت على الكادر لو أنفقت على تنمية المعلم لكان أفضل.
ولخص د.حسام بدراوى رئيس لجنة التعليم بالحزب الوطنى ما وصفه "روشتة لإصلاح التعليم العالى فى مصر" فى سبع نقاط أساسية على رأسها إعادة صياغة علاقة الدولة بالتعليم، مؤكداً أن الحكومة عامة ليست مقدم خدمة "جيد" فى التعليم العالى، فبالتالى يجب أن يعطى التعليم العالى الحرية والاستقلالية فى إدارة نفسه، بحيث تكون لدى الجامعات موارد حقيقية تليق بها، إضافة إلى حرية إيجاد موارد أخرى فى إطار من العدالة والمساواة.
ونفى بدراوى أن يكون حديثه هذا يعنى أنه ينادى بخصخصة التعليم ولكنه يعنى التزام الدولة التى ستظل ملكيتها للتعليم هى الأساس، ويصبح استمرار تمويلها للتعليم العالى حق للمجتمع على الدولة، مؤكداً أن مصر ستحتاج فى السنوات القادمة ما يقرب من 200 جامعة إضافية، وهو ما سماه "التوسع فى التعليم العالى وفقاً لرؤية محددة ومعلنة".
مشيراً إلى أنه فى حالة تطبيق هذا الشرط ستنقص حالة الهلع والخوف التى تسود طلاب الثانوية، التى هى عنق الزجاجة للمرحلة الجامعية، فتطبيق التوسع فى الجامعات على حد قوله سيجعل الجامعة هى التى تسعى خلف الطالب لضمه إليها وليست العكس.
وتطرق بدراوى بعد ذلك إلى مجانية التعليم واصفاً إياها بأنها حق دستورى غير مطبق فى الواقع. مستشهداً بتفشى الدروس الخصوصية، مؤكداً أن اللوم فى هذه الحالة لا يلقى على المواطنين ولكنه يلقى على النظام التعليمى الذى دفعهم إلى ذلك، وأضاف "لقد ضغطت كثيراً من أجل إصلاح التعليم لأننى أعتقد أنه ليس فقط هدفاً اجتماعياً وثقافياً وحضارياً فقط، ولكنه أيضاً سيزيد من دخل الأسرة، فلا يوجد بيت فى مصر يصرف 200 أو 300 جنيه كل شهر على الدروس الخصوصية.
كما أشار بدراوى إلى ضرورة تطوير نظام التعليم بالتعدد والمرونة اللازمة لتتفق مع احتياجات النمو، وإعادة تنظيم المؤسسات التعليمية جذرياً بتطبيق معايير الجودة والاعتماد.
مشدداً على ضرورة تأسيس بحث علمى "حقيقى" فى الجامعات، ففى رأيه "الجامعة بدون بحث علمى لا تزيد عن كونها جامعة بمبانى كبيرة.
كما تطرق إلى ضرورة تنمية العلاقات بين التعليم العالى وسوق العمل، والالتزام بالنزاهة والأكاديمية المؤسسية واحترام الأمانة التعليمية. مشيراً إلى أنه بمرور الوقت أصبح "بعض الفساد" معترفاً به فى الجامعات فيما يخص ترقيات الأساتذة، قائلاً إن أى أمة لا تنهض سوى بالعدالة، كمنا يجب أن تتوافر لعضو هيئة التدريس حياة كريمة ففى مصر ما لا يزيد على 70 ألف أستاذ جامعى سيكون استثمار الدولة فيهم أفضل بكثير من الاستثمار فى الصرف الصحى والمياه.
رئيس جامعة الأزهر يؤكد أن "الكادر" مسرحية كبيرة والمعلمين نجحوا فيه بـ"الغش".. و"بدراوى" يرى أن الاستثمار فى الأستاذ الجامعى أفضل من الصرف الصحى
الثلاثاء، 22 ديسمبر 2009 04:33 م
د.حسام بدراوى فى لقاءه بأساتذة الأزهر
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة