حسمت القدرة الفائقة لحشد الصحفيين من أعضاء الجمعية العمومية لنقابتهم، فوز الأستاذ مكرم محمد أحمد نقيبا للصحفيين لدورة ثانية، بعد أن حصل على 2360 صوتا فى مقابل 1535 صوتا لمنافسه ضياء رشوان، وبعد أسبوع من تصاعد تبادل الاتهامات بين أنصار الطرفين والتى دارت حول شعارات مثل التحذير من «اختطاف النقابة»، و«المهنة فى خطر»، و«تسييس النقابة »، وغيرها من الشعارات الأخرى، تتراجع الآن حدة هذه الاتهامات، ليقفز إلى المشهد الصحفى شعار «وحدة الصحفيين»، وتسليم معظم القاعدة الصحفية ورموزها بمن فيهم الذين وقفوا إلى جانب مكرم محمد أحمد بجرأة ضياء رشوان، بالإضافة إلى ترقب مدى قدرة مكرم بما له من خبرة نقابية على تنفيذ برنامجه الانتخابى، والذى وصفه الكاتب الصحفى محمد على إبراهيم رئيس تحرير الجمهورية، بأنه برنامج انتخابى واقعى، وثق فيه جموع الصحفيين، إلا أنه لم ينكر وجود العديد من العقبات أمام تنفيذ البرنامج الانتخابى قائلا: «توجد عقبات ولكن الأستاذ مكرم قادر على تجاوزها بما قدمه للنقابة»، وأشاد بقيادة مكرم للنقابة مؤكداً أنه أهل للثقة من جموع الصحفيين، لكن هذا لا يقلل من المرشح الآخر الذى التف حوله الشباب.
ورأى الكاتب الصحفى مرسى عطا الله رئيس مجلس إدارة الأهرام السابق، أن نتيجة الانتخابات منطقية، وعكست كما هى العادة حرية الإرادة، والمنافسة النظيفة، وتمنى أن تنتهى جروح المعركة سريعاً، وتعود العلاقة بين الصحفيين لوضعها الطبيعى، مشيراً إلى أنه يجب تجاهل التيارات السياسية المختلفة للصحفيين والمشاركة سوياً فى تنمية المجتمع.
وأوضح محمود صلاح رئيس تحرير جريدة أخبار الحوادث، أن الانتخابات أكدت اسم وشخص نقيب الصحفيين الذى أراده الصحفيون المصريون لأنفسهم، مشيرا إلى أن مكرم قدم الكثير للصحافة وللصحفيين، وننتظر منه الأكثر، وحيا «الأخ والزميل ضياء رشوان على جرأته وشجاعته».
واتفق معه جمال عبدالرحيم عضو مجلس نقابة الصحفيين، إلا أنه أكد أن الفائز الفعلى هو ضياء رشوان، لأنه حقق معركة تنافسية طيبة ومحترمة، ودعا الجمعية العمومية للنقابة بتوجيه تحية خالصة له، لأن جولة الإعادة دفعت الحكومة إلى حل العديد من المشاكل، خاصة أزمة صحفيى جريدة «الشعب».
وقال الكاتب الصحفى عبدالحليم قنديل، إن الانتخابات شهدت فى جولتها الثانية تغيراً للقواعد الانتخابية المعهودة من تزايد الإقبال فى الجولة الثانية وقلته فى الأولى وهو عكس المعتاد، إلا أنه نظر للجانب الإيجابى فى تأييد ما يقرب من 1600 صحفى، تشاوروا بحزم ووضوح وبلهجة حاسمة للتغيير على يد ضياء رشوان، لأن التغيير فى النقابة ليس بقيمة النقابة، لكن يعكس روح الديمقراطية فى المجتمع.
وأشار قنديل إلى أن الكتلة المضافة لمكرم اعتمدت على الأتوبيسات والسندويتشات والتعبئة العامة، الملاحظ تدخل الدولة فيها، لذلك ذهبت الأصوات النائمة إلى الجولة الثانية.
وقال كرم جبر رئيس مجلس إدارة روز اليوسف أنه توقع فوز مكرم محمد أحمد بمنصب نقيب الصحفيين لعدة أسباب، أولها أن الأسبوع الأخير عالج وصحح مكرم فيه كل الأخطاء.
وأضاف جبر أن أخطاء ضياء رشوان ساهمت فى نجاح مكرم، وخاصة مزايدة ضياء على المشاكل، ولم يقدم بدائل.
وأوضح رئيس مجلس إدارة روزاليوسف أن هناك دروسا مستفادة من الانتخابات، تتمثل فى: حينما تكون الانتخابات نزيهة وشفافة تحقق الهدف منها، وأن الأغلبية إذا نظمت نفسها تستطيع أن تفوز، كما أن الشعوب تؤمن بالإنجازات أكثر من القسم والوعود وهو ما ينطبق على ضياء الذى كان يساند الاخوان المسلمين رغم مخالفتها لقيم المهنة.
لمعلوماتك..
868 صوتا هو عدد الأصوات التى فاز بها مكرم محمد أحمد على منافسه ضياء رشوان فى انتخابات الإعادة على منصب نقيب الصحفيين، التى جرت أمس الأول الأحد، حيث حصل مكرم على 2362 صوتا فى اللجان الانتخابية بمحافظة القاهرة، و57 صوتا فى لجنة نقابة الإسكندرية الفرعية.
5633 هو عدد أعضاء الجمعية العمومية، منهم 5406 أعضاء لهم حق التصويت فى الانتخابات، مقسمين على القاهرة، والإسكندرية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة