بعد فترة من الاختفاء، عاد الثعلب العجوز ريتشارد أرميتاج الدبلوماسى الأمريكى المخضرم ،وأحد صقور اليمين فى الولايات المتحدة، إلى الظهور مرة أخرى بتنبؤات نارية حول الوضع السياسى فى مصر، لينضم بذلك إلى قائمة المراقبين الغربيين الذين يضعون سيناريوهات لمستقبل القاهرة السياسى، بناء على تحليلات وشواهد ومعلومات وأحيانا كثيرة تسريبات.
أرميتاج خرج علينا هذه المرة بنبوءة غامضة ،حيث ألمح إلى وقوع حدث تاريخى فاصل فى تاريخ مصر فى الفترة القادمة، منتقدا ما وصفه بتحجر النظام المصرى الذى يسير فى اتجاه صعب، وهو ما جعل أرميتاج يؤكد أن الشعب المصرى على وشك القيام بثورة لتغيير الأوضاع الحالية، قد تكون بدعم من جماعة الإخوان المسلمين، وهى النبوءة التى وصفها مصدر دبلوماسى مصرى رفيع بأنها «دعوة صريحة للعصيان المدنى».
تصريحات أرميتاج يراها السفير هانى خلاف مساعد وزير الخارجية السابق «ليست جديدة ،وسبق التعامل معها لمدة 40 سنة كاملة، وكررها نيكسون وكيسنجر وأولبرايت ورايس، والأخيرة عمل أرميتاج مساعدا لها»، لكن خلاف يرى أنه لا ينبغى الاستخفاف بتصريحات أرميتاج، فهو عضو سابق فى مجلس الأمن القومى الأمريكى ويسير على منهج هنرى كيسنجر، فهناك أوضاع فى مصر تحتاج إلى تغيير ووقفة، ولكن ذلك لن يتم كما يرى الأمريكان بشكل فجائى أو مرسوم من الخارج، أما الدكتور وحيد عبدالمجيد خبير الشئون الأمريكية بمركز الأهرام للدراسات، فيختلف مع السفير خلاف مؤكدا أن كلام أرميتاج يدل على استمرار الفهم المحدود لليمين الأمريكى الذى ظل فى الحكم 8 سنوات، ولم يفهم طبيعة الشرق الأوسط السياسية والاجتماعية والنفسية، ويشير د. عبدالمجيد إلى أن تصريحات أرميتاج ليس لها أى تأثير على سياسة إدارة أوباما، وإذا كان هناك تحجر فى النظام المصرى فلن تحدث أية ثورات شعبية أو فوضى خلاقة أو غير خلاقة، وهو كلام فى مجمله تصور إيديولوجى يحمل قناعات يمينية لن تتغير بتغير الظروف.
وكان أرميتاج قد صرح لمجلة بريزم الأمريكية بأن الوضع فى مصر يظل معضلة حقيقية بالنسبة لنا «يقصد الأمريكان».
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة