تباينت ردود الأفعال بين السياسيين فى ألمانيا لنتائج الاستفتاء السويسرى يوم الأحد الماضى الرافض لبناء مآذن المساجد، بين من يعتبر تصويت الأغلبية ضد بناء المآذن نتيجة طبيعية لتنامى الخوف فى الأوساط الأوروبية من أسلمة المجتمع الأوروبى، ومن يعترض على نتيجة الاستفتاء من منطلق تعارضها مع مبادئ حقوق الإنسان والحريات الدينية.
وجاءت أغلب ردود الفعل فى ألمانيا التى تضم أكثر من 2000 مسجد من أوساط المسلمين، إذ انتقد أيمن مزيك أمين عام المجلس الأعلى لمسلمى ألمانيا بشدة قرار حظر بناء المآذن، معربا عن مخاوفه من أنه فى حال إجراء استفتاء مماثل فى ألمانيا فإن نتيجة من هذا القبيل تعتبر كارثية.
كما انتقد الدكتور نديم إلياس، مستشار رئيس المجلس الأعلى للمسلمين فى ألمانيا موقف فولفجانج بوسباخ القيادى فى حزب الاتحاد المسيحى الديمقراطى "حزب المستشارة ميركل" ومسئول لجنة الشئون الداخلية فى البوندستاج والذى قال: "إن نتيجة التصويت تعكس الخوف من أسلمة المجتمع وهذا الخوف يجب أن يؤخذ على محمل الجد.
ويرى الدكتور إلياس، أن القضية الرئيسية لا تكمن فى أسلمه هذه البلاد بل ما نلاحظه هو العكس أى أن الإسلام والمسلمين هم الذين يتعرضون للاستفزاز بمثل هذه القرارات، مؤكدا أن الاعتداءات ضد الإسلام تأتى من جهات يمينية متطرفة رافضة للقيم الألمانية والأوروبية ومبادئ حقوق الإنسان والحريات الدينية، ولا يمكن تبرير أفعالها بالخوف من الإسلام".
ويؤكد البروفيسور جيرهارد روبرتز، أستاذ القانون العام بجامعة "تريا" الألمانية إن قرار الناخبين السويسريين يطرح إشكالية من الناحية القانونية، لأنه فى نهاية المطاف يتعارض مع الحرية الدينية والمبادئ العامة للمساواة.
ويأتى الجدل فى ألمانيا حول الاستفتاء السويسرى، فى الوقت الذى واصلت فيه الصحف الألمانية اليوم انتقادها لنتائج التصويت ووصفته بالمفاجئة.. فقالت صحيفة "فرانكفورته الجيماينة" أن خطر الإرهاب الناجم عن التطرف الإسلامى يكاد يقتصر على تقارير تصل إلى مسامع السويسريين من وسائل الإعلام، أما المشاكل القائمة مع بعض المسلمين فى سويسرا فلا يمكن حلها من خلال حظر بناء المآذن.
" مآذن سويسرا" تثير مخاوف ألمانيا من أسلمه أوروبا
الثلاثاء، 01 ديسمبر 2009 02:41 م
قرار سويسرا بحظر بناء المآذن يثير الجدل فى أوروبا
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة