تشكيلة الطرح والإيشاربات التى تقابلها عيناك بمجرد دخولك إلى المحل الخاص بها فى حلمية الزيتون تخبرك عن ذوق حقيقى يتضح من خلال تشكيلة الألوان، الموضات، التطريزات، مما يدفعك دفعاً إلى الرغبة فى الشراء، وما يبدو للبعض مفاجأة هو أنك عندما تدخل ستجد ترحاباً ودوداً من امرأة اسمها مريم، وزوجها عادل رزق جورجى، وابنهما جورج!
تقول أم جورج عن مشروعها التجارى كسيدة مسيحية تبيع ملابس للمحجبات: «أفتخر أننى أول من قام ببيع طرح وإيشاربات المحجبات فى منطقة حلمية الزيتون، أنا بالفعل سبقت التجار المسلمين هنا، ولا أجد أى غضاضة فى عملى، بالعكس أنا شايفاه طبيعى ومفيش مشكلة».
هذا ما تراه بالفعل مريم وفقاً لتفكيرها ولكن ما حدث لها كان على العكس من ذلك، يقول زوجها: «ده تانى محل لمريم لأننا قعدنا سنين فى محل تمليك فى السنتر فى الزيتون ولكن تركناه وجينا هنا لأننا تعرضنا لمضايقات كتيرة من بعض الناس، يعنى مرة أترمى على المحل مية نار، ومعرفناش اللى عمل كده مسيحى ولاّ مسلم، بالإضافة إلى أن نوعية التجار فى السنتر اختلفت وبقينا مش عارفين نتعامل مع أحد منهم».
ويستكمل عادل جورجى حديثه فيقول: «نحن نتعامل مع الجميع بدون حساسيات، تدخل إلينا السيدة أو الفتاة المنتقبة والمحجبة، ولا نضايق أحدا، بالعكس نعرض عليها بضاعتنا ونتركها تتفرج وتقلب فيها كما تحب، ولكن مرة سيدة منقبة دخلت هى وبناتها المحجبات دخلوا المحل وبعد أن اختاروا تشكيلة من المعاصم والطرح والبندانات مد ابنى جورج إيده علشان ياخد الحاجات فشافوا الصليب على إيده، ولقيناها فجأة قالت له: لأ خلاص، شكراً مش عايزين!!، ومرات كتيرة طبعاً يجى لى جيرانى وصحابى من المسيحيين يلومونى علشان ببيع حاجات خاصة بالمسلمات ولكن أنا وزوجتى متفقين إننا مبنعملش حاجة غلط، بالعكس أنا بنفسى بأرد عليهم، وبقولهم هاتوا لى صورة واحدة للعدرا مش مغطية فيها شعرها، هوه اللى لابساه ده إيه، مش هوه نفسه اللى بنبيعه؟!».
أما جورج خريج آداب القاهرة فيبدو هو الآخر سعيدا بعمله، يقول: «فور تخرجى فى الجامعة اشتغلت فى إحدى الشركات ولكننى وجدت أن والدى على الرغم من أنه يعمل مهندس كهرباء إلا أنه يعمل مع والدتى فى البيع وبحب شديد، كما أن والدتى من زمان وأنا أرى حبها للألوان والخامات ومتابعتها للموضات والتعديلات والتغييرات التى تظهر كل حين فى هذا المجال، فهذه المهنة «جوّه بيتنا»، ولذلك حبيت أنى أبقى معاهم لأننى فى الحقيقة تأثرت بيهم، كما أننى بكون حريص جداً على أن يتم تعاملى مع الفتيات والسيدات المترددات على المحل بكل ذوق واحترام لأن ده واجبى».
أما مريم فتضيف بإصرار: «المحل ده إيجاره 3 آلاف جنيه فى الشهر، وده مبلغ كبير جداً بالنسبة لى وحتى الآن لم يحدث إنى غطيت الإيجار وكان فيه ربح، وممكن ده يكون شىء محبط بالنسبة لى يدفعنى إلى تغيير نشاطى، أو إغلاق المحل، أو أى بديل آخر وفقاً لتفكير التجار فى أى مجال، ولكن أنا بحب شغلتى جداً، ومش شايفة إنى بعمل حاجة غلط، فمن تشترى منى مصرية سواء كانت مسلمة أو مسيحية، حتى تجار الجملة عرفونى كويس ولما بتأخر عليهم، بيبادروا ويتصلوا بيا، وبيقولوا لى فينك يا أم جورج».
أم جورج شغلتها تجارة الطرح ولبس الصلاة للمحجبات والموضوع مش بس تجارة لأن العدرا مريم كانت مغطية شعرها
الجمعة، 27 نوفمبر 2009 08:02 م
مريم منهمكة فى تجارتها برغم الاعتراضات
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة