مع كل مرة يذهب فيها الدكتور محمود حمدى زقزوق وزير الأوقاف إلى مكتبه كل صباح، يتذكر جيدا أنه وبعد مضى 5 أعوام على اقتراحه بتوحيد الأذان فى مصر، لم يستطع أن يحقق ما اعتبره التحدى الأكبر له فى منصبه الدينى، ورغم الهجوم الذى لقيه بسبب المشروع من المتشددين أو الإخوان لم يستسلم، واستطاع أن ينتزع الشرعية للفكرة بفتوى صريحة من الدكتور على جمعة مفتى الجمهورية، ولكن القلق بدأ يتسرب لمترقبى المشروع، خاصة أن الوزير حدد أكثر من موعد لانطلاقه كان آخرها رمضان الماضى ولم يحدث حتى الآن.
زقزوق دافع عن مشروعه، لكنه واجه عقبتين الأولى التعثر الفنى، وعند أول تجربة للأذان فى شهر رمضان من العام الماضى على 17 مسجدا بالقاهرة، بسبب الشوشرة التى شابت أجهزة الاستقبال فى المساجد، التى اضطرت الأوقاف لرفعها رسميا من المساجد، وصرح وزير الأوقاف وقتها بأن المشروع لم يتعثر، وأن الهيئة العربية للتصنيع تتولى التجهيزات الفنية فى 4 آلاف مسجد بالقاهرة.
العوامل الإنسانية أيضا كانت العقبة الثانية فى طريقه، والتى بدأت من هجوم الإخوان المسلمين عليه بسبب المشروع، واتهامه أنه أذعن لدعاوى من يشكون من «الضوضاء» التى يتسبب فيها تداخل أصوات المؤذنين، الدعوى التى رفعها مواطن يدعى محمود رياض، يطالب فيها بإلغاء الأذان الموحد، مستندا لتقارير فنية وعلمية تقول إنه سيؤدى لمزيد من الضوضاء.
ولكن ما زاد من مأزق غضب ضحايا مشروع توحيد الأذان من المؤذنين «الغلابة»، والذين يقترب عددهم من 25 ألف مؤذن، ورغم أن الوزير قد أعلن أنه لن يسرح أيا منهم، وسيتم تحويلهم إلى أعمال أخرى، ولكن الأمر صار أقرب إلى الابتزاز العاطفى، حيث اعتبر المؤذنون عملهم عملا يتقربون به إلى الله، استنادا إلى الحديث النبوى «المؤذنون أطول الناس أعناقا يوم القيامة» حتى أن بعضهم هدد بالثورة ضد الوزير والاعتصام داخل المساجد لإلغاء المشروع.
وبسبب هذه العقبات وغيرها تحول مشروع الأذان الموحد من حلم يراود زقزوق، إلى عبء كبير وتحد لم يستطع أن ينجزه، ولا يجرؤ على التخلى عنه وإعلان استسلامه، إنه ينتظر فقط الدعم الفنى، وبقاءه فى منصبه كضمانة لتنفيذه دون أن يتعثر، أو يأتى من بعده شخص يتخلص منه من باب الابتعاد عن المشاكل.
زقزوق يرفض الخضوع «للابتزاز العاطفى» من الإخوان والمؤذنين ويصر على «الأذان الموحد»
الجمعة، 13 نوفمبر 2009 12:54 ص
حمدى زقزوق
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة