علم اليوم السابع، أن عددا من التهم سيتم توجيهها لأفراد تنظيم "الجهاد" الذى تم القبض عليه أوائل أكتوبر، وأعلن عنها مساء الأربعاء الماضى، أولها الانخراط فى جماعة دينية مسلحة و"محظورة"، وتنفيذ عمليات إرهابية ضد عدد من المصالح الحيوية والسفارات الأجنبية، بجانب السعى لإقامة نظام الخلافة الإسلامية فى مصر.
ولفتت مصادر قريبة الصلة من القضية إلى أن أجهزة الأمن تتخوف من ارتباط "جهاد المنصورة" بتنظيم القاعدة "عقائدياً"، خاصة أن الأخير يعتمد على التيار السلفى السنى فى الانتشار داخل مصر، وبحسب أفكار القاعدة، يتعين على أى مسلم المشاركة فى الجهاد لاستعادة مركز الإسلام الذى يليق به، ولا يستهدف الصراع "الكفار" الذين لا ينتمى إليهم "غير المسلمين" فحسب، بل أيضاً الأنظمة العربية والإسلامية التى لا تسير على نهج الإسلام الصحيح، وتميل إلى الغرب وإسرائيل وتسعى لاعتماد طريقه، معتمدين على مبدأ الحرب الشاملة التى لا هوادة فيها ضد أعدائه، وبالتالى فإنه يرى جواز اللجوء إلى جميع الإجراءات لبلوغ أهدافه، ومنها استخدام الأسلحة غير التقليدية وإصابة المدنيين بمن فيهم النساء والأطفال..إلخ.
وبدأت أجهزة الأمن المصرية توسيع دائرة الاشتباه فى التنظيم الجهادى الجديد، وذلك بعد أن اكتشفت تردد عدد كبير من المتهمين على مجموعة أخرى، يشتبه فى تورطهم فى القضية، وذلك من خلال التحريات الأولية، وأن أجهزة الأمن تشك فى تورط "تنظيم المنصورة" فى القيام بعمليات إرهابية قبل الإيقاع به، وأنه رغم تركز نشاط الجماعة فى مصر، إلا أن هناك أنباء عن وجود شبكة لها فى الخارج موزعة على كل من الملكة العربية السعودية ولبنان واليمن والسودان وأفغانستان وباكستان.
غياب أى بيان رسمى صادر عن وزارة الداخلية بخصوص التنظيم كما كان يحدث دائماً، وكما هو الحال فى أغلب عمليات القبض على تنظيمات إرهابية سابقة، وضع علامة تعجب واستفهام لكثيرين، وهو ما أرجعته مصادر إلى أن الداخلية أرجأت بيانها، حتى تتمكن من جمع كل خيوط القضية وتفاصيلها وستعلنه عنه قريباً.
وكشفت التحريات المبدئية عن قيام عدد من أعضاء التنظيم بعمليات إرهابية فى شرم الشيخ وطابا ضد أجانب وإسرائيليين، بعد أن تم ضبط كمبيوتر ومجموعة من الأسطوانات تحمل مخططات وأهدافا لعمليات إرهابية بمنطقة شرم الشيخ وطابا، كما عثر بحوزتهم على مواد كيماوية تستخدم فى صناعة متفجرات يدوية ورسوم تخطيطية لتصميم صاروخ، وتمت مصادرة أجهزة كمبيوتر ومحمول من المعمل ومن منازلهم.
المخططون والمنفذون لتلك العمليات شخصان هما، محمد محمد عباس، ويعمل مهندسا مدنيا بشرم الشيخ، وتم إلقاء القبض عليه يوم 24 أكتوبر الماضى بمنزله بطلخا، وعلى عبد الحليم أحمد عبد الحليم، صاحب معمل أسنان، حاصل على بكالوريوس علوم بيولوجية ألقى القبض عليه فى 25 أكتوبر الماضى، وأن أعضاء التنظيم كانوا يوزعون اجتماعاتهم ما بين مسجدى "الحصين" بالخيارية و"محمد" بقولنجيل، خاصة أن أحد الأفراد المجموعة هو الشيخ مؤنس، إمام مسجد الحصين، المتهم بجمع أموال عن طريق التبرعات وتوظيفها لخدمة أهدافهم، وهو ما نفاه أعضاء مجلس إدارة المسجد، لافتين فى تصريحات خاصة لليوم السابع: أن المسجد يتبع جمعية أنصار السنة، وكل المبالغ التى تحصلها الجمعية من التبرعات تتم بإيصالات رسمية، ويتم صرفها بالطرق الرسمية للجمعية ومعروفة للجهات الأمنية.
وذكر أهالى المتهمين أن أبناءهم المتهمين ظلوا لفترة طويلة محتجزين لا يعلم أحد عنهم شىء، وأنهم يخشون تعرضهم لعمليات تعذيب أو إجبارهم على الاعتراف تحت ضغط، لذلك قدم عدد منهم بلاغاً للنائب العام يطالبونه فيه بالكشف عن أماكن احتجازهم وما التهم الموجهة إليهم تحديداً، مضيفين أن أبناءهم "مجرد مجموعة من الأفراد المتدينين بالفطرة ليست لهم أى توجهات سياسية أو منخرطين فى أى تنظيمات إرهابية، وأنهم فقط يقومون بعمل دعوى خالص"، وأن أجهزة الأمن لم تضبط بحوزتهم سوى مجرد خطابات وشعارات دينية، ومجموعة كتب لعلماء السلف وخطب وأناشيد على أسطوانات محملة على أجهزة كمبيوتر.
أخبار متعلقة..
الإفراج عن 5 من معتقلى "تنظيم جهاد المنصورة"
مفاجآت فى قضية "جهاد المنصورة".. ضبط مواد كيماوية لصناعة متفجرات ورسوم صواريخ.. التنظيم يرتبط بـ"القاعدة" وله فروع فى السعودية والسودان ولبنان.. ويسعى لإقامة خلافة إسلامية
الثلاثاء، 10 نوفمبر 2009 03:50 م
مركز اجتماع تنظيم جهاد المنصورة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة