لم يكن أحد يتخيل أن بقايا الطعام التى يتناولها الأغنياء ومتوسطو الدخل أو حتى الفقراء فى مصر تخلق أزمات وأمراضا أصابت الجميع بالذعر والهلع، بل امتدت لتكشف عن كوارث عديدة تواجه مسئولى التعليم والصحة والنظافة الذين أعلنوا عن وجود خطة يتم تطبيقها لمنع انتشار مرض أنفلونزا الخنازير بين التلاميذ، إلا أن انتشار القمامة والقاذورات والحيوانات النافقة والحية فى الشوارع ومحاصرتها لأسوار المدارس والمنازل وارتفاع الكثافات وحالات الإصابة والاشتباه بالمرض داخل الفصول أوضحت عن مدى العجز والتخبط لدى المسئولين فى محافظتى الجيزة 6 أكتوبر فى تنفيذ الاستعدادات الخاصة بالوقاية من المرض فى المدارس.
عدسة اليوم السابع تنقلت فى الشوارع لالتقاط مجموعة من الصور لعدد من المدارس والتلاميذ بالجيزة وبشتيل بـ6 أكتوبر، والقمامة تحاصرهم فى صورة تعبر عن كارثة حقيقية تكفل وحدها بنشر المرض بين آلاف التلاميذ فى وقت قصير، بل تمكنت من التقاط صور لحيوانات وخرفان تقف بجوار أحد حوائط المنازل ببشتيل وخلفها لافتة إعلانية عن الدروس الخصوصية.
وأكد أولياء الأمور بمنطقة بشتيل المتنازع عليها بين محافظتى الجيزة و6 أكتوبر على وجود كارثتين، الأولى تسمى "القمامة" التى تصيبهم بأمراض مثل الحساسية والربوا وأمراض أخرى لا يعلمون لها مسمى نتيجة تراكم الناموس والذباب عليها لدرجة اقتحامها للغرف المعقمة بأدوات مثل البيرسول، مضيفين أن هذه الحشرات تأكل أجسادهم وتشرب دمهم رغم أنهم يدفعون دم قبلهم فى رسوم يجمعها المسئولين عن النظافة على فواتير الكهرباء شهريا، الثانية وتسمى "ارتفاع كثافات الفصول" التى وصلت فى بعض مدارسهم إلى 50 و60 طالبا داخل الفصل والتى تستحق بها هذه المدارس أن تدخل موسعة جينس القياسية وفقا للخطة المعلنة من الدكتور يسرى الجمل وزير التربية والتعليم بعد زيادة كثافة الفصل عن 40 تلميذا.
كما كشف الأهالى أن امتناع عمال النظافة عن رفع القمامة من شوارعهم إلى تراكمها أمام المدارس "مجمع مدارس بشتيل" بشكل يسىء إلى العملية التعليمية ويضر بصحة أبنائهم، مشيرين إلى أن القرارات التى يتخذها القيادات فى مصر بشكل هرمى مصيرها الفشل، لأن هذه القيادات لم تعط فرصة لأولياء الأمور والمعلمين المنوط بهم تحمل تبعة هذه القرارات وتنفيذها للمشاركة فى اتخاذ القرار، مما أدى إلى حالة من التخبط الشديد نتج عنها فشل تنفيذ الخطة والاستعدادات مع تزايد أعدد المصابين والمشتبه فى إصابتهم بأنفلونزا الخنازير.
وفى محاولة من عمال النظافة لتبرأت أنفسهم والدفاع عن النظام القائم فى منظومة النظافة، أشاروا إلى أنهم ليسوا وحدهم المسئولين عن الأزمة، بل هناك مسئولون عاجزون عن توفير أدوات ومعدات لرفع القمامة من الشوارع والمنازل، مؤكدين أنهم يعملون من الساعة السابعة صباحا حتى الخامسة مساء، ورغم ذلك الأزمة مازالت مستمرة نتيجة إصرار الأهالى على إلقاء القمامة فى غير الأماكن المخصصة لهم.
وفى اتهام صريح من عمال النظافة للمسؤلين الذين لم يوفروا لهم صناديق القمامة ولا سيارات لحمل القمامة، قالت نجوى عزت موظفة بالبلدية ببشتيل "اللى يخرب بيتهم المسئولين لم يرحمونا ولم يوفروا لنا المعدات وتركونا نعمل بأيدينا وبمقشاتنا لرفع آلاف الأطنان من المنطقة".
القمامة والحيوانات تحاصر مدارس الجيزة و6 أكتوبر
الخميس، 15 أكتوبر 2009 10:10 ص
القمامة تساعد على انتشار الأوبئة - تصوير ياسر عبد الله
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة