قال إن حماس تريد تحزيم غزة بحزام ناسف وتفجيره فى وجه إسرائيل

د. هانى عنان أبرز مؤسسى حركة كفاية: مصر لو حكمها ملائكة سنحتاج إلى 10 سنوات حتى يتغير البلد

الجمعة، 02 يناير 2009 01:13 ص
د. هانى عنان أبرز مؤسسى حركة كفاية: مصر لو حكمها ملائكة سنحتاج إلى 10 سنوات حتى يتغير البلد تصوير: عصام الشامى
حاوره أحمد سميح

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
◄مهما كان ضعف السلطة الحاكمة فلن يصل الإسلاميون إلى الحكم وإذا حدث فسأقاومهم بكل قوتى وإذا لم أستطع فسأهاجر
◄دور حركة كفاية الذى أدته بامتياز وهو تحريك الشارع قد انتهى والصحافة المستقلة هى اللاعب الأساسى فى تغيير مصر
◄ ليست الحكومة وحدها الفاسدة ولكننا فاسدون حكومة وشعبا.. والاستعمار كان أرحم بالمصريين من الأنظمة الشمولية

بدون أدنى شك ستكون آراء دكتور هانى عنان صادمة، لقطاعات من قوى المعارضة، و لكثير من رجال السلطة الحاكمة، فالرجل الذى كان من أبرز مؤسسى حركة كفاية يرى أنها قدمت دورها فى تحريك الشارع، وبالتالى استمرارها هو نوع من القصور الذاتى، وبعض القضايا المطروحة من المعارضة خارج الأجندة المصرية، وأنه ليس صحيحا أن السلطة الحاكمة وحدها الفاسدة، ولكننا فاسدون شعبا وحكومة منذ حركة يوليو 1952. ويعتبر أن الاستعمار كان أرحم بالمصريين من الأنظمة الشمولية.

دكتور عنان الذى يقول ما يؤمن به علنا، يؤكد أن البلد لو حكمها ملائكة فلن تتغير بالسهولة التى يصورها البعض، وأنه من المستحيل أن يحكم مصر أحد من خارج نظامها الحاكم، ولو حدث فهذا معناه احتمال للفوضى، والمصريون يفضلون الاستقرار والعدل على الحرية.

ما هى سلبيات 2008 السياسية؟
على عكس الكثيرين، لا أرى سلبيات، بمعنى أننا بصدد عملية تطور مستمرة، وفى الاتجاه الصحيح. الشعب المصرى اليوم أصبح لدية قدرة أكبر على تحديد المشاكل، الناس أصبح لديها مطالب واضحة تخص جودة التعليم ومستوى المؤسسات الصحية التى يتلقون فيها العلاج، ونسبة الثقافة التى يتمتع بها المصريون جعلت احتجاجاتهم الاجتماعية تدفع بشدة فى اتجاه التغيير، وتدفع السلطة الحاكمة دفعا لأن تغير نفسها.

وهل النخبة السياسية مؤيدة ومعارضة تسير فى ذات الاتجاه؟
بعض القضايا العامة التى تتبناها النخبة خارج الأجندة المصرية، وبلا حل، فمن بين كل 10 قضايا توجد اثنتان يمكن أن نصل فيهما إلى حل، والمثال الجيد على هذا، اعتصام موظفى الضرائب العقارية، وهو من القضايا التى لها حل، فقد استمر الاعتصام 11 يوما، وكانت مطالبهم محددة وقابلة للتحقق، وليس هناك حديث سياسى عن تحرير فلسطين أو العراق أو بقية المشكلات التى ليس لها حل قريب. وانتهى الاعتصام بتفاوض واضح مع الحكومة يتضمن خطة محددة لتنفيذ المطالب، وتم تتويج هذا الجهد بإشهار نقابة مستقلة، فالنقابات اليوم دورها المهنى مفقود، وهى إما مدجنة وإما خاضعة للحراسة، ولهذا نرحب بالنقابة الوليدة المستقلة.

لكن هناك مقاومة عنيفة للاستقلال النقابى من قبل السلطة الحاكمة ورجال الأعمال، فهل هناك ضرر اقتصادى من ورائها؟
لقد أسست نقابة داخل شركاتى، والنقابات المستقلة لا تهدد مصالح رجال الأعمال، بل هى عامل محفز داخل المؤسسات الإنتاجية، فمصلحة رجال الأعمال الحقيقية هى الحصول على درجة عالية من الكفاءة الإنتاجية، وهذا دور مهم للنقابات الحقيقية، فالعملية الإنتاجية مكونة من رأس المال وإدارة العمال، وعلى صاحب رأس المال أن يبحث عن المشكلات التى تواجه من يعملون معه، وهم لهم الحق فى ممارسة كل أنواع الضغوط التى تضمن مصالحهم من خلال القانون والدستور.

هل تحقيق استقلال النقابات فقط عن الحكومة أم أيضا عن التيارات السياسية؟
أمر طبيعى أن تقول النقابات رأيها فى قضايا المجتمع، وخاصة فيما يخص مصالحها، والحقيقة أن إقحام النقابات المهنية فى العمل السياسى هى من بدع ثورة يوليو وما زالت مستمرة حتى الآن.

وهل الصحيح أن تتحول النقابات عن دورها المهنى وتصبح ساحة إطلاق نيران ضد الحكومة أو العكس؟
أولا: النقابات الحالية لا تقوم بوظائفها وهى خدمة مصالح أعضائها. وثانيا: النقابات فى الأصل يجب أن تكون مستقلة وليست فى عباءة الدولة أو غيرها، وعلى صعيد اجتماعى وسياسى النقابات هى مكون رئيسى من الرأى العام داخل المجتمع.

وما الحل فى أن فرص العمل أصبحت محدودة أمام الفقراء، لأنهم لا يحصلون على عمل جيد، لأنه يحتاج لتعليم جيد؟
صحيح، هناك طبقية فى العلم والمعرفة، وهو أخطر من الطبقية الاجتماعية، فالذين يملكون هذه القدرات المعرفية هم الأثرياء الذين يتيحون لأولادهم تعليما راقيا بمصروفات باهظة، وبالتالى فرصهم فى العمل أعلى من الآخريين.

لماذا تغيب عن نقابة الأطباء وأنت طبيب ومهتم بالعمل العام؟
نقابتى محتلة من قبل التيار الإسلامى منذ فترة، وأعتقد أننى كنت آخر رئيس اتحاد طلاب علمانى فى كلية الطب، ومن بعدها جاء الصديق عبد المنعم أبو الفتوح عضو مكتب الإرشاد فى جماعة الإخوان الآن، وهم يحكمون قبضتهم بقوة، ويطبقون طريقتهم المعروفة، وهى البعد عن منصب النقيب والاستيلاء على المجلس، والتيار الإسلامى عموما هو تيار ميكافيلى بدرجة كبيرة.

هل التيار الإسلامى قادر على الوصول للحكم فى مصر؟
لا يمكن لهذا أن يحدث مهما كانت درجة ضعف النظام فى مصر، ولا يوجد أحد يريد أن يعيش فى دولة كإيران، ومرشد الإخوان صرح منذ عدة أيام بأنه لا يفهم لماذا الناس ضد إمارة حماس! ولو جاء التيار الإسلامى للحكم سأفعل كل ما أستطيع لمقاومته، وإذا فشلت فسأهاجر خارج البلاد.

قلت قبل التسجيل إن الحكومة والشعب فسدا، أليس هذا حكما إجماليا ظالما على الشعب؟
أستطيع أن أدعى أنه منذ يوليو 1952 حدث تدهور كبير لقيم ومعايير المصريين، وهذا التدهور يزداد كل يوم.

ألا ترى أن هذا ظلم فادح لمجتمع كامل؟
لا أقصد الإساءة، ولكن المواطن المصرى اختلف كثيرا، لأنه لم يجد الرعاية الكافية من الدولة، صعب أن تجد مدرسا أو طبيبا أو حتى لاعب كرة قدم يكون صاحب أداء متميز فى وظيفته دون منظومة رعاية من مؤسسة أو من شخص. هذا التدهور يحدث فى ظل النظام الشمولى الذى حرم المبادرات الفردية منذ 1952، المدارس لم تعد تقدم التربية وحتى المساجد التى كانت من مؤسسات التربية فى المجتمع المصرى أصبحت تهتم أكثر بالخطاب السلفى، وبالتالى لم أعد أسمع شيخ المسجد يشرح للشباب كيف يتعاملون مع آبائهم فى البيت، لم تعد المساجد تعلم مكارم الأخلاق، بل بالعكس أصبح خطابها يدعم إقصاء وتهميش الآخر.

لماذا تقول دائما إن حركة كفاية انتهت رغم أنها ما زالت موجودة؟
لم أقل إنها ماتت، ولكن كما أوضحت من قبل هى أدت دورها بامتياز فى تحريك الشارع، وأنا فخور جدا بحركة كفاية، وإذا كان لمصر عندى دين، فقد وفيت جزءا منه من خلال عملى فى صفوفها، ومازلت مدينا للبلد بالكثير، ولكن رغم ذلك أرى أن حركة كفاية دورها انتهى، وهو فى تصورى أن تكون شرارة، فقد روعى فى هيكلها أن تكون شرارة، أى بهيكل تنظيمى مرن، وبدون مستويات قيادية، وبدون لجان، فهى حركة شعبية علنية، من حق أى مواطن أن يحضرها، والأمن كان يعلم كل شىء، ولم تكن لدينا مشكلة لأننا لسنا تنظيما سريا، لأن ما يحدث فى الاجتماع ستنشره الصحف فى اليوم التالى ويعرفه كل الناس.

ماذا تقصد بأن كفاية كان دورها شرارة؟
شجعت قطاعات مختلفة داخل المجتمع للمطالبة بحقوقها المختلفة ومنها حقوقها المهنية، وهذا الحراك مستمر حتى الآن، وأحب أن أقول لك، لو لم تفعله كفاية لفعله غيرها، فالبلد كانت فى لحظة زخم ومهيأة لما فعلناه. رياح الديمقراطية هبت على أوروبا فى التسعينيات، وهبت على جنوب شرق آسيا فى أواخر الثمانينيات، وفى السبعينيات كانت إسبانيا واليونان، ونحن لم نكن بعيدين عن كل هذا، فالعولمة جعلت العالم يسرع فى تطوير المناطق المتخلفة، لأنه عندما يتركها، تهدد فيما بعد استقراره، ودعنا نأخذ الصومال نموذجا، فالبلد الذى دخلته الولايات المتحدة لتبحث عن فرح عيديد، قتلوا لها عدة جنود، فهرولت وتركت خلفها بلدا مفككا بلا سلطة مركزية، وتجاهل العالم المشكلة لسنوات، واليوم يدفع الثمن بالقرصنة التى تصل تكلفة مكافحتها إلى 12 مليار دولار، قابلة للزيادة، وربع هذا المبلغ كان من الممكن أن يحل مشاكل هذا البلد ويطوره.

ولكن حركات التغيير الاجتماعى فى أوروبا الشرقية كحركة اوبتر الصربية مثلا، لم تكن فقط مجرد شرارة، ولكنها غيرت البلد؟
فكرة المقاومة السلمية نشأت فى مجتمعات أوروبية، نسبة التعليم فيها عالية جدا، حتى تلك التى كانت شمولية. ثانياً الديمقراطية فى أوروبا موجودة من زمن بعيد، والدول الشمولية كانت جارتها دولا ديمقراطية. ثالثا الأنظمة الشمولية، ومنها مصر، حصنت نفسها بشكل كبير، فالنظام المصرى حاد جدا فى مواجهة المعارضة بكافة السبل، وما حدث فى حزب الغد ليس ببعيد.

إذا كان هناك اتفاق بين قيادات كفاية على أنها شرارة، فلماذا انسحبت، ولماذا استمروا؟
هذا هو تقييمى وتقييم عدد كبير من الناس، واستمرار بعض القيادات هو حركة بالقصور الذاتى، وبعضهم كان يحلم بتوحيد المعارضة، والخروج فى مظاهرات مليونية تخلع النظام الحاكم، وهذا لم ولن يحدث فى تاريخ مصر، وكل ما فى الأمر أننا تدافعنا مع السلطة الحاكمة لتحريك المياه الراكدة، فمصر ستتغير بالتطور وليس بالثورة، فلا يوجد قوى حقيقية تستطيع أن تقوم بهذا فى مصر الآن، والشعب المصرى الذى يعتمد أغلبه على الأجر اليومى، لن يشارك فى أى أنشطة سياسية تعطل عمله، يوما أو يومين، فما بالك بشهر أو شهريين.

أليس كلامك محبطا؟
هذا كلام واقعى، وهذا الواقع أثبت أن المشكلات أكثر تعقيدا من أن يتم حلها بالنيات الحسنة، فعندما بدأنا فى حركة كفاية كنت أتصور أننا نلمس الشجرة، واكتشفت فيما بعد أنها رجل الفيل، كما يقول المثل المعروف، بمعنى أن الصورة الآن أكثر وضوحا وواقعية.

إذن على ماذا تراهن لتغيير البلد؟
أراهن على الأجيال الحديثة، فهناك أجيال جديدة تتكون اليوم فى مصر، وتفرز نفسها وتنتج ثقافتها الخاصة، ولا تعتمد على الدولة فى أى شىء، وهى التى ستوصلنا إلى التغيير بالتراضى.

ماذا تقصد بالتراضى؟
نحن أمام احتمال من عدة احتمالات، إما حكم علمانى مدنى، أو حكم دينى، أو حكم شمولى، والأخير يعنى استمرار مسلسل التدهور الذى نحن فيه، وإذا كان حكما دينيا فأنت تواجه مصيرا قريبا مما يحدث فى إيران. وانظر إلى ما تفعله حماس فى غزة، فهى تريد أن تحزم غزة بحزام ناسف وتفجره فى وجه إسرائيل، يجب أن تعمل قوى المعارضة بشكل مكثف على تغيير المادة 77 من الدستور المصرى، فإذا عرف الجالس على حكم مصر أنه سيغادر ويحاسب بعد 12 عاما، فهذا كاف بالنسبة لى، وإذا وافق جمال مبارك على هذا، فسأكون أول من يؤيده، فهو الوحيد الذى تم السماح له بأن يتدرب داخل أروقة الحكم.

أى من داخل السلطة الحاكمة؟
تاريخيا مصر لم يحكمها أحد من خارج النظام، والبلد فى حالتها الراهنة، إذا لم يحكمها أحد من داخل النظام، فسوف يحدث تفكك شديد واستقطابات داخل السلطة وهذا لم تعتد عليه البلد، وهو أمر غير مقبول للمصريين، لأنهم يفضلون العدل والاستقرار على الحرية.

لم تقل لى ماذا تعنى بالتراضى على التغيير؟
دستور 1923 جاء بالتراضى بيننا وبين المستعمر، فالوفد المصرى طالب بحقوقنا وترافع أمام البرلمان البريطانى، أى حدث تراض بيينا وبين المستعمر، فى حين لم يحدث تراض بين ثورة يوليو وبين الشعب وهو ما استمر إلى الآن، فنحن نكافح لعمل دستور مصرى حديث، وكان الاحتلال أرحم على شعوبنا من الشمولية، فالبنية التحتية التى أقيمت منذ أيام الاحتلال مازالت قائمة حتى الآن، ومنها السكك الحديدية والرى، بينما البنية التحتية التى أقامها النظام الشمولى الآن خربها الفساد.

لماذا ترفض تصور بعض قوى المعارضة بأن الإطاحة بالسلطة الحاكمة سيغير مصر إلى الأفضل؟
غير صحيح، فمصر لو حكمها بوضعها الحالى ملائكة، لاستغرقنا من 5 إلى 10 سنوات لتغيير البلد.

أليس هذا تشاؤما مبالغا فيه؟
ليس هذا تشاؤما، ولكن هذا هو واقع الحال فى مصر، فنحن فاسدون حكومة وشعبا، افترض أن أحدنا سيترشح للانتخابات وأن النظام سيكون محايدا، فالجهاز الإدارى فاسد ويمكن أن يحقق لى الفوز، فرغم حالة التدين الظاهرة على المصريين، لكن الأخلاق والقيم تنهار، نحن شعب عبقرى فى الشيزوفرانيا، وهذا حال أى مجتمع تفترسه الشمولية، ومن النادر أن تجد نظاما شموليا وشعبه طبيعى.

إذا ما الأجندة التى تقترحها على المعارضة؟
استمرار الضغط على النظام الحاكم لإحداث تغييرات، وهذا ما سيحدث، فالقضاء أصدر حكما بإلغاء الحرس الجامعى، وهذا ليس نهاية المطاف، لأن الأمن يمكن أن يحكم الجامعة من خارجها، أى أن لجوء المصريين للقضاء للحصول على حقوقهم أمر جيد، ولكنه يستلزم استكمال المشوار، ورغم أن المصريين لم يشاركوا تاريخيا فى اختيار حكامهم، وأقصى ما نفعله هو أن نتظاهر ضد الأوضاع السيئة، ولكن هذا الحق قادم لا محالة، فنحن جزء من العالم الذى أصبح يتعامل فى الأغلب الأعم بمعايير واحدة، هى معايير الديمقراطية والاقتصاد الحر وحقوق الإنسان.

هل هذا سيؤثر إيجابيا؟
طبعا، فالحراك الذى حدث فى السنوات الماضية كان أحد أسبابه الضغوط من الخارج، العالم يعيد النظر فى كيفية التعامل مع دول العالم الثالث، وأعتقد أنه فى العقد القادم سيتقدم بمشروع شبيه بمشروع مرشال لإنقاذ العالم الثالث، والبداية واضحة، انظر كيف يتم الضغط بوضوح على على موجابى رئيس زيمبابوى، ليترك السلطة، فبلده مهمله ومخربة من الداخل، انهيار كامل فى الاقتصاد، والكوليرا اقتربت من مرحلة الوباء.

يبدو كلامك وكأن كل شىء يعتمد على الخارج؟
لا أقصد ذلك طبعا، فالأصل هو القوى المعارضة الداخلية، والرأى العام، فالصحافة المصرية المستقلة على سبيل المثال، تلعب دورا تنويريا مذهلا، بل يمكن القول إنها اللاعب الأساسى فى التغيير، بالإضافة إلى الجنود المستمرين فى النضال لإحداث التغيير، وأظن أننا نحتاج بشدة إلى «المعارض الزاهد» الذى يخرج فى سبيل الوطن، وكانت حركة كفاية مليئة بمثل هؤلاء.

هل هذا هو السبب فى عدم انتمائك لحزب من أحزاب المعارضة؟
بالطبع.

وإذا خيرت فى الدخول لحزب أيها تختار؟
كل الأحزاب مضغوطة ومدجنة، وأنا لا أتهم الأحزاب، ولكن السلطة الحاكمة هى التى أفسدت المؤسسات الحزبية المختلفة، الأمن يصنع انشقاقات، وأنا مندهش لأن رجال السلطة يفكرون بهذه الطريقة. فتخريب الأحزاب ليس عملا استراتيجيا مفيدا على أى نحو، فما الذى سيستفيدونه، عندما يدمرون الخلايا العصبية للمجتمع، أقصد الأحزاب، فهى التى تعرف أين هى الأوجاع، فى البداية قد لا تشعر بالألم ولكن ستحترق يداك، وللأسف وصلنا إلى درجة أن الأحزاب تعمل بطريقة «برو العتب»، بمعنى أنها تحضر الفعاليات لمجرد التظاهر بأنها موجودة، وتحب المشاركة فى القضايا التى لا يختلف عليها أحد، ولكن أغلب هذه القضايا قضايا شعبوية لن تغير شيئا فى المجتمع.

لماذا لا تؤسس حزبا؟
أنا مع فكرة التنوير، ومن ثم التطوير ولا يوجد خامات كافية لصناعة حزب قوى، والتيار الليبرالى فى مصر لم يأخذ مساحته بعد، ناهيك عن انبهاره بالغرب دون تحديد أجندة مصرية، وهذا لا يؤدى إلى نجاحه بشكل كاف.

إذن ما الذى يدفعك لممارسة العمل السياسى؟
أولا لن أمارس عملا سياسيا هدفه توصيلى للحكم، أو للبرلمان، أو حتى لعضوية مجلس محلى، فأنا من جيل اسميه «سياسيو الشوارع»، فهى مكاننا الطبيعى، حين كانت أعمارنا 16 و18 عاما نزلنا للشوارع ونحن فى الجامعة عام 1972، ونحن فى الستين نزلنا فى حركة كفاية، وإذا أحسسنا أن البلد تحتاج لنا، فسننزل مرة أخرى، فنحن لا نجيد السياسة داخل أى إطار ضيق، فهذه هى ظروف تكوين جيلنا، وما زلنا مدينين لمصر بالكثير.

وماذا تفعل الآن؟
أتصدى لقضايا ومشكلات بعينها، مثل تطوير التعليم والأقليات وتطوير الصحة فى مصر من خلال المنظمات غير الحكومية.

لمعلوماتك...
مواليد 1954 خريج طب القاهرة عام1976، مارس الطب لمدة عام واتجه للعمل الحر فى تجهيز المستشفيات ومصانع الأدوية ،شارك فى مظاهرات عام 1968 وأصيب بطلق نارى وشارك فى الحركة الطلابية عام 1972 كان رئيسا لاتحاد طلاب كلية طب جامعة القاهرة
2004 تأسست كفاية بوثيقة كتبها عدة مثقفين وسياسيين
2006 تأسست حركة كفاية فى السودان من حوالى 3 الآف مثقف






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة