كشفت أزمة الحجاج الفلسطينيين أمام معبر رفح عن خطورة الانقسام على مستقبل الشعب الفلسطينى المحتل، وأشارت المصادر إلى أن كلاً من إسرائيل وحركة حماس هما اللتان تمنعان الحجاج، مع رغبة حماس، التى تسيطر أمنيا على قطاع غزة، فى توظيف قضية الحجاج للتغطية على ما قامت به من منع بعض الحجاج لأسباب سياسية، وأشارت مصادر فلسطينية إلى أن الحركة منعت الحجاج من غير أعضائها بالقوة، خاصة المحسوبين على حركة فتح، وبعدها أشاع أعضاء حماس فى وفد الحجاج أن السلطات المصرية طالبتهم بالتوقيع على تعهد بالعودة إلى قطاع غزة عن طريق معبر كرم أبوسالم وليس معبر رفح، وأن الحجاج رفضوا وأصروا على العودة عبر رفح.
وهو ما نفاه حسام زكى، المتحدث باسم الخارجية، محملا حركة حماس مسئولية منع الحجاج لأسباب سياسية وقال: «يجب على الرأى العام أن يفهم الأسباب التى تدفع حركة سياسية لكى تتلاعب بهذه المسائل بالشكل الذى نراه، مشيراً إلى أن الحركة ترفض السماح بعبور الحجاج الفلسطينيين.. وأشارت المصادر إلى أن حماس تستغل التعاطف الطبيعى من المواطنين المصريين مع فلسطين، لتبرير تعاملها بالتفرقة بين أبناء الشعب الفلسطينى لأسباب سياسية، ترجع إلى الخلاف المستمر مع حركة فتح ورئيس السلطة الفلسطينية، وهو الخلاف الذى حاولت مصر التوصل إلى إنهائه، كما دعا بيان وزراء الخارجية العرب فى اجتماعهم الأخير بالجامعة العربية إلى ضرورة إنهائه، معتبرا أن مأساة الشعب الفلسطينى ترجع فى جزء منها إلى الصراع بين فتح وحماس، التى تعرقل جهود المصالحة، حتى تظل منفردة بالسلطة فى غزة.
وقال أيمن طه، المتحدث باسم حماس، الموجود ضمن المجموعة لـ«بى بى سى» إنه لا عودة إلا عن طريق معبر رفح حتى لا يعتقل الجيش الإسرائيلى أعضاء حماس، مشيراً إلى أن هناك مطلوبين بين الحجاج، وهو أمر يتعلق بإسرائيل وليس مصر، وأبدى حسام زكى دهشته من موقف حماس من الحجاج الفلسطينيين من العبور، قائلا: «أعتقد أن المسألة تدخل فى إطار صراعاتها السياسية المتعددة والمتكررة»، مؤكداً أن معبر رفح مفتوح من الجانب المصرى لاستقبال أى حاج فلسطينى يحمل تأشيرة دخول صالحة للسعودية، حيث يتم إدخالهم إلى مصر وتوصيلهم إلى منافذ دخولهم للأراضى السعودية»، دون النظر إلى انتماءاتهم السياسية، معربا عن أسفه الشديد لوجود خلافات داخل قطاع غزة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة