الصدفة وحدها هى التى أزاحت الستار عن المشهد المروع، كارثة بكل المقاييس، دور البطولة لعبه مسئولو مستشفيات عين شمس وأحد المتعهدين، أحد حراس الجامعة ارتاب فى شخص يغادر المستشفى، وبعد اطلاعه على بطاقته الشخصية تأكد أنه هو الشخص المطلوب للنيابة، للتحقيق فى بلاغ يتهم إدارة المستشفى وهذا الشخص بالاتجار فى نفايات طبية سامة ومشعة، وبيعها لشركات تصنيع أدوات التجميل لأكثر من عشر سنوات.
حرس مستشفيات جامعة عين شمس لم يفطن طوال عشر سنوات للجريمة التى تتم، إدارة المستشفيات تتخلص من نفايات خطرة وتبيعها لمتعهد، يقوم بدوره ببيعها لمصانع مستحضرات التجميل.. ولم تبال إدراة المستشفى بخطورة ما يحدث، والأمراض الخطيرة التى يسببها للنساء، حتى تلقت النيابة بلاغا من مجهول بتفاصيل الصفقة المشبوهة بين إدارة المستشفى ومتعهد النفايات الخطرة.. أحد الحراس استوقف شخصا وهو يغادر إحدى بوابات مستشفى عين شمس التخصصى، قبل أسابيع الشخص المطلوب اسمه «أحمد..» وبعد القبض عليه واصطحابه إلى قسم شرطة الوايلى.. التحقيقات مع المتهم أمام النيابة كشفت عن الأخطر، لم ينكر المتهم، بل أكد أنه يعمل فى مجال ترويج وبيع النفايات بالاتفاق مع مستشفى عين شمس التخصصى منذ عشر سنوات، وتعجب المتهم من استيقافه بهذه الطريقة من جانب حرس الجامعة، وقال إنه يعبر أمامهم من بوابات المستشفى طوال تلك الفترة، لولا وجود بلاغ من مجهول، فى نقل المواد المستهلكة عن احتياجات المستشفى، وتصريفها وبيعها إلى عدد من شركات التجميل التى تستخدمها فى صناعة أدوات التجميل، بجانب شركات تصنيع البلاستيك، المتهم قدم للنيابة ورقة تحمل مفاجأة من العيار الثقيل، عبارة عن أمر إسناد يحمل رقم 1274، وقال إن تلك النفايات هى عبارة عن أفلام مستهلكة للأشعة، وأحماض مثبتة، وبعض من المواد الأخرى، النيابة استعانت بأحد الخبراء الذى أكد لها خطورة هذه النفايات، وتسبب الأمراض السرطانية، وهنا انقلبت التحقيقات التى تجريها نيابة الوايلى، رأسا على عقب، حيث تم التأكد مما اعترف به المتهم..
وشكلت نيابة الوايلى لجنه لفحص آخر شحنة نفايات كان المتهم قد تسلمها من المستشفى، وتبين حسب تقرير الخبراء للنيابة أن محتويات الحمولة عبارة عن مواد مسرطنة، ونفايات سامة، ومشعة محظور تداولها أو بيعها أو حتى نقلها، لأن القانون ينص على إلزام كل مستشفى ببناء محرقة خاصة به، للتخلص الآمن من تلك النفايات، وليس بيعها من خلال مزادات وأوامر إسناد، لتتحول القضية من مجرد تهمة استيلاء أحد الأشخاص على المال العام، إلى فضيحة داخل جميع مستشفيات جامعة عين شمس.
لمعلوماتك..
◄1979 هو تاريخ إنشاء مستشفى عين شمس التخصصى
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة