تناقض واضح بين مواقف الإخوان المسلمين من الشيعة والمد الشيعى الذى أحدث أزمة قبل شهور، ففى الوقت الذى أكد فيه مهدى عاكف، المرشد العام، أنه يؤيد المد الشيعى وأنه لا يقلق من وجود إيران واحدة شيعية وسط 56 دولة سنية أعضاء فى منظمة المؤتمر الإسلامى، نفى الدكتور محمد حبيب، النائب الأول لمرشد الإخوان المسلمين، أن يكون تصريح أو حوار المرشد العام للصحيفة الكويتية هو تأييد أو تضخيم للمشروع الإيرانى فى المنطقة، أو تهوين من إمكانيات إيران بما لا يعد تأييدا للمد الشيعى.
وأكد حبيب أن الإدارة الأمريكية حاولت تقسيم المنطقة إلى محورين أحدهما محور اعتدال والآخر محور تطرف، فأما محور الاعتدال فيضم مجلس التعاون الخليجى ومصر والأردن والعدو الصهيونى والمعروف بمحور (6+2+1)، أما محور التطرف فيضم إيران وسوريا وحزب الله فى لبنان والجهاد وحماس فى فلسطين .
واعتبر حبيب أن مشكلة الشيعة والسنة ومحاولة التفريق والتركيز على ما يسمى بالمد الشيعى والتخويف من نفوذ إيران وسلطاتها فى المنطقة، يأتى من باب أن الولايات المتحدة، حسب ما يقول حبيب، تحاول أن تستخدم المحور الأول فى مواجهة المحور الثانى كنوع من التضييق والحصار عليه وإنهاء المقاومة والممانعة التى يبديها تجاه المشروع الأمريكى، أى أن هناك مشروعا أمريكيا صهيونياً يسعى إلى تفكيك المنطقة وإعادة رسم خريطتها بهدف تركيع الأمة ونهب خيراتها والقضاء على خصوصيتها القافية وطمس تراثها الحضارى.
وأكد أن المشروع الأمريكى مفزع ومخيف وخطير بكل المقاييس والمعايير، وإذا كان هناك مشروع إيران يحاول ملء الفراغ فى المنطقة، مستفيدا من إمكانيات الدولة فنحن نتساءل أين المشروع العربى الذى يقيم حوارا مع المشروع الإيرانى أولا للحد من نفوذ المشروع الإيرانى وثانيا لمواجهة المشروع الأمريكى والصهيونى من جانب آخر.
كان الشيخ يوسف القرضاوى حذر مرارا من خطر السكوت على الخطط التى قال إن إيران وضعتها بهدف نشر التشيع فى المجتمعات السنية، لافتاً إلى أن وراء هذه الخطط دولة لها أهدافها الاستراتيجية تسعى إلى توظيف الدين والمذهب لتحقيق أهداف التوسع ومد مناطق النفوذ. وقال القرضاوى إن الغزو الشيعى للمجتمعات السنية ثابت وأقر به الشيعة أنفسهم، و"مَن يستريب فى قولي، فلينظر إلى مصر والسودان وتونس والجزائر والمغرب وغيرها، فضلا عن البلاد الإسلامية فى أفريقيا وآسيا، ناهيك بالأقليَّات الإسلامية فى أنحاء العالم".
"بل يجب أن ينظر إلى أرض الإسراء والمعراج (فلسطين)، التى حاول الشيعة فى إيران اختراقها، وفُتن قليل منهم بذلك، كما حدَّثنى بعض رؤساء الفصائل، وهذه جريمة لا تُغتفر، لضرورة دعوة الفلسطينيين إلى التوحُّد لا إلى مزيد من الانقسام".
وطالب بيان "العلماء" أهل السنة بالوقوف ضد المد الشيعى، مؤكدين أن هناك دولا عديدة ترصد للمد الشيعى المليارات طمعاً فى تشييع جماهير السنة، كما طالب البيان إيران بتحمل مسئوليتها فى وأد الفتنة وإطفاء نارها. وأكد العلماء فى بيانهم أن تصريحات القرضاوى، جاءت انطلاقاً من مسئوليته الشرعية فى تنبيه الأمة إلى ما يحدث من تصرفات قد تؤدى إلى إشعال نار الفتنة المذهبية، وأن التبشير المنظم يمزق الوحدة الإسلامية ويزرع بذور الصراع ويزعزع الاستقرار.
محمد الدرينى، أمين المجلس الأعلى لرعاية آل البيت، قال إن تصريحات مهدى عاكف جاءت لتقر واقعا موجودا فى عصر السماوات المفتوحة التى جعلت من المعلومات مادة متوافرة للجميع يستطيع من خلالها الأفراد التعرف على الأديان والمذاهب المختلفة، مؤكدا أن مهدى لن يضره أن يتشيع سنى أو العكس بقدر أن يتنصر مسلم خاصة، وأن الأزهر أجاز التعبد بالمذهب الجعفرى فى فتوى للشيخ شلتوت.
الدرينى أضاف أن التصريحات جاءت لأهداف أبعد من مجرد ذكرها ، حيث جاءت لتؤكد أن الشيعه هم مسلمون كالسنة تماما، وهى رد مباشر على من يرفع دعاوى ما تسمى بالمد الشيعى لتوضيح عدم حقيقة أن المد الشيعى ممنهج ايرانيا، مرددا "تصريحات المهدى تدل على صلابه الفكر الذى ينتمى إليه وسلامته" .
عاكف يؤيد وحبيب يتحفظ..
انقسام "إخوانى" حول المد الشيعى فى المنطقة
الجمعة، 26 ديسمبر 2008 11:19 ص
عاكف أكد عدم قلقه من وجود دولة شيعية واحدة وسط 56 دولة سنية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة