مع كامل التقدير للجهد الذى تبذله السيدة عائشة عبد الهادى بعد أزمة سجن وجلد الطبيبين فى السعودية، ومع الإشادة بقرارها الأخير بمنع التعامل مع 26 مؤسسة وشركة خاصة، فإن كل ذلك جاء متأخرا، ومرتبكا ويخلو من استراتيجية واضحة.
فالكوارث التى تحدث للمصريين فى الخارج كثيرة وقديمة، أى أنها ملف معروف ومؤلم ومهين، فلعلنا نتذكر واقعة الاعتداء الجنسى على ابن طبيب مصرى فى السعودية منذ عدة سنوات، ولأن الرجل أبلغ واعترض دفاعا عن ابنه جلدوه وسجنوه.. وواقعة سجن المصرى جمال طه عدة سنوات ظلما، لأنه تصدى لمن أرادوا سرقة أمواله.. وغيرها وغيرها.
إذن فالمشكلة مزمنة، وليس فقط فى السعودية، وإن كانت هى الأكثر بشاعة، ولكن فى كل الدول العربية، وأحيانا غير العربية، وما نخشاه أن يكون تحرك السيدة وزيرة القوى العاملة، تحت ضغط الرأى العام ثم تهدأ.. لتعود الكوارث مرة أخرى.
نعرف أن ملف العاملين فى الخارج ليس فى يد السيدة عائشة وحدها، فتتداخل فيه وزارة الخارجية وسفراءها وقناصلها ومستشاريها العماليين، وتتداخل فيه رئاسة الوزراء، بل رئاسة الجمهورية، ونعرف أن هناك اعتقادا غريبا وعجيبا، بأن التصدى لهذا الملف دفاعا عن كرامة المصريين، يمكن أن يلحق الضرر بالعاملين فى الخارج، ويقلل بالتالى تدفقات أموالهم. وهذا مفهوم خاطئ، فوجود قواعد حاسمة يعطى الأمان للمواطنين، كما أنه يمنحهم قدرة أكبر على التفاوض على حقوقهم المادية وغير المادية.. وهو ما يعنى بحسبة المال تدفقات أكبر. ومع ذلك تظل السيدة عائشة عبد الهادى هى الأقدر على تغيير هذه المفاهيم، وقيادة لجنة وزارية، تضم الوزارات المعنية، بالإضافة إلى اتحادات المصريين فى الخارج، لدراسة الملف، تمهيدا لوضع قرارات وقواعد حازمة مع مختلف الدول لصيانة هيبة المصريين وهيبة دولتهم.
لمعلوماتك..
◄ 7 ملايين عدد المصريين فى الخارج طبقا لتقديرات وزارة الخارجية.
-75%
عائشة عبدالهادى ليس لديها استراتيجية لإنهاء معاناة المصريين فى الخارج
الأحد، 23 نوفمبر 2008 04:51 م
عائشة عبدالهادى
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة