«دخول البرلمان حرام والانتخابات، وبناء وزيارة الأضرحة شرك بالله وهدم الأضرحة فرض عين»، والتعامل مع البنوك حرام.. هذا جزء من الأفكار التى يزرعها ويروج لها الشيخ محمد إسماعيل المقدم الملقب بإمام الوهابية فى الإسكندرية، والمولود بمحرم بك وخريج كلية الطب وكان من أوائل الجمهورية فى الثانوية العامة، حيث يعتبره الوهابيون مجدد الفكر السلفى فى الـ30 سنة الأخيرة تعلم على يديه كل الشيوخ المحسوبين على هذا الفكر المستورد من السعودية مثل محمد حسنين يعقوب ومحمد حسان.
يحظى «المقدم» باهتمام كبير من أتباعه ومريديه.. كما أصدر سلسلة من الكتب أسماها «عودة الحجاب» وأن تغطية الوجه والكفين أمر واجب على المرأة المسلمة، ومن لا تلتزم بذلك وهى مقتنعة بضرورة تغطية الوجه والكفين فهى آثمة، وعن المرأة أيضا يقول المقدم إنه لا يجوز لها العمل ومن الأفضل أن تظل فى البيت وأنه من الممكن أن تعمل فى عمل لا تختلط فيه بالرجال، ويبقى ختان الإناث موضوعا مهما لدى الوهابيين فى الإسكندرية فهم يستندون للحديث الشريف (حفى ولا تنهكى) ولذلك يبقى الختان واجبا والقاعدة الأساسية عند المقدم أن الأصل فى الشرع هو القرآن والسنة وبالتالى من يرفض الختان فهو يرفض شيئا من الشرع الذى أمر بالختان على عكس ما يتردد الآن من أنه يمثل انتهاكا للمرأة.
الحركة السلفية فى الإسكندرية تدين بالولاء لشيوخ السلف السعوديين مثل الشيخين ابن عثيمين والجهيمان، كان ذلك فى نهاية السبعينيات عندما بدأ الدعم السعودى يتدفق على السلفيين وكان شيوخهم يسافرون لأداء مناسك العمرة ويلتقون مع شيوخ الوهابية فى الخلوات التى كانت تقام فى بدروم الحرم المكى، ولم تتوقف هذه اللقاءات إلا عام 1979 بعد حادث عبد الكريم الجهيمان الذى احتل الحرم واحتجز عددا من المصلين عقب صلاة الفجر وادعى أن صديقه محمد عبد الله القحطانى هو المهدى المنتظر.
الولاء للسعودية يتضح بقوه عند استطلاع هلال رمضان كل عام حيث يلتزم الوهابيون الاسكندرانيون بفتوى دار الإفتاء السعودية حتى لو اختلفت من دار الإفتاء المصرية، والشيخ المقدم يرى أن الأهلة كلها واحدة فى الدول الإسلامية فهو يأخذ بالرؤية السعودية وأن من يصلون فى مساجد بها أضرحة لأولياء فلا صلاة لهم.
«المقدم» لا يخطب الجمعة وتبريره أنه لا يتقن أسلوب الخطابة وإن كان صاحب فتاوى خطيرة، منها هدم ضريح الحسين بالقاهرة وكل الأضرحة ويشدد فى كل كلامه على أنها شرك بالله.
الشيعة من وجهة نظره كفار ويطلق عليهم اسم «الروافض» الذين يخوضون فى عرض السيدة عائشة ويسبون عمر بن الخطاب وأبو بكر. وأنهم أخطر على الإسلام من اليهود.
محمد إسماعيل المقدم مؤسس العمل الإسلامى فى السبعينيات بالإسكندرية هو وسعيد عبد العظيم وياسر برهامى، حيث كانوا يعملون تحت إطار الجماعة الإسلامية فى الجامعات المصرية.
الشيوخ الثلاثة شهدوا الفترة الذهبية للعمل الطلابى فى السبعينيات ورغم أنهم لا يمارسون أى نشاط سياسى الآن فإن لديهم قدرا من الوعى السياسى والاهتمام بمسائل الحريات والحياة العامة.. هذه كانت رؤية حسام تمام الباحث فى شئون الجماعات الإسلامية، حيث قال إن كون المقدم طبيبا نفسيا أسهم فى انفتاح فكره على الآخرين.
لكنه يظل متمسكا بثوابت الخطاب السلفى مثل النقاب كزى إسلامى شرعى لا بديل عنه، ويهاجم حزب الله، ويعتبره العامل المهم فى المد الشيعى وإبان حرب حزب الله مع إسرائيل أصدر المقدم شريطى كاسيت الأول اسمه الحاج محمد هتلر، والثانى حصان طروادة (كناية عن حسن نصر الله).
وعن علاقة المقدم والوهابيين بالإسكندرية بالأمن -كما يراها تمام- فإن المؤسسات الأمنية قد لا تفضل هذا الخطاب ولا تفضل وهابية الإسكندرية ولذلك تفرض عليها قيودا أمنية.
المقدم انضم للإخوان المسلمين بهدف الوعظ والعبادة والدعوة وليس العمل فى السياسة، لكن ذلك لم يحدث واستشعر أن الهدف هو احتواؤه فتركهم، من هنا حدث الانقسام وتحول المقدم ومجموعته إلى إنشاء المجموعة الوهابية.
الدكتور محمد فؤاد شاكر أستاذ الحديث بجامعة عين شمس قال إن التيار الوهابى، وخطابهم واحد لا يتغير فى الإسكندرية عن القاهرة أو فى أى محافظة أخرى فهم يتشبثون بفكر وافد حتى أصبحت الدعوة مطية لمن لا مطية له، وهى فكرة سياسية انتشرت فى السعودية وغايتها الأخذ بأحادية الرأى وأتمنى أن يخرج هؤلاء من عبائة التكفير.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة