استعادت مصر عين تمثال الملك أمنحوتب الثالث والد أخناتون، قادمة من سويسرا بعد خروجها من مصر بطريقة غير مشروعة منذ نحو 36 عاماً. ونجحت جهود المجلس الأعلى للآثار فى استرداد العين من متحف بازل بسويسرا، عقب إثبات خروجها من مصر بطريقة غير مشروعة.
وأمنحوتب الثالث هو الفرعون التاسع من الأسرة الثامنة عشرة التى حكمت مصر فى عصر الدولة الحديثة وهو ابن تحتمس الرابع من زوجته موتمويا، وحدث أنه تزوج من تى وكانت فتاة لا تنتمى للعائلة المالكة، مخالفاً بزواجه منها عادة المصريين القدماء الذين كانوا يتزوجون من أخواتهم وكان ذلك بعد عامين من اعتلائه العرش، وكان لتلك الزيجة تأثير بالغ على زوجها وعلى مصر حيث قام بإنشاء العديد من المعابد والتماثيل التى أظهرت رقى صناعة الفن فى عصره وكان من بينها معبد الأقصر.
واحتفظ أمنحوتب الثالث بعلاقات طيبة مع البلاد المجاورة، مما أدى إلى زيادة التبادل التجارى، فقد كانت هناك زيادة ضخمة فى كميات المواد التى نقلت من مصر إلى اليونان خلال فترة حكمه.
وبفضل السلام الذى كان يعم، احتل الفن المصرى فى ذلك الوقت مكانة عظيمة، وقام أمنحوتب الثالث بإنشاء العديد من الآثار الأنيقة من بينها معبد الأقصر، أما معبده الجنائزى، فى الضفة الغربية من طيبة، فقد تبقى منه فقط تمثالا ممنون، كما تبقى معبدان بنيا فى السودان.
وقال زاهى حواس الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، إن الجانب المصرى اتفق مع مسئولى متحف الآثار فى مدينة بازل السويسرية، على إعادة عين تمثال أمنحوتب الذى حكم البلاد بين عامى 1417 و1379 تقريباً قبل الميلاد.
وأضاف حواس أن العين يبلغ طولها 50 سنتيمتراً وسرقت من التمثال عند نقله عام 1972 من موقعه بمنطقة كوم الحيان بالبر الغربى بمدينة الأقصر جنوب مصر على بعد نحو 690 كيلومتراً جنوبى العاصمة القاهرة، مشيراً إلى أن التمثال عثر عليه عام 1970.
وكان عهد أمنحوتب الثالث، عهد رخاء، وقد كلف الملك الذى كان يقدر الفنون والعمارة الضخمة، وزيره ومدير أعماله العبقرى أمنحوتب ابن حابو; بتشييد معابده وقصوره، فأقيمت الأبنية الضخمة الأنيقة بالأقصر والكرنك وغرب طيبة والنوبة.
كما نحتت التماثيل الضخمة، من الجرانيت والحجر الجيرى العادى والمتبلور للملك والملكة والأرباب آمون، ورع، وموت وخنسو التى تعرف أيضاً باسم ثالوث طيبة وهذه التماثيل محفوظة الآن بالمتحف المصرى بالقاهرة وفى متحف الأقصر، فيما شيد بهو الأعمدة الخاص بالمواكب لأمنحوتب الثالث; أساساً لأعياد ثالوث طيبة، وتظهر مشاهد مواكب هذه الأعياد بالنقش البارز على جدران بهو الأعمدة. وتبين بالتفصيل، رحلة تماثيل الأرباب من الكرنك إلى الأقصر، والعودة، كما تبين أنشطة التطهير وتقديم القرابين والرقص خلال الرحلة الصيفية التى كانت تستغرق عادة 22 يوماً.
وتميز عهد أمنحوتب الثالث أساساً بالسلام مع الأقطار المحيطة، وعلى العموم فالاعتقاد العام هو أن ذلك الملك لم يكن مولعاً بشئون القتال، وأراد فقط الحفاظ على الوضع الذى تركه أسلافه، واحتفل بعيد الحب فى الأعوام الثلاثين والرابع والثلاثين والسابع والثلاثين من أعوام حكمه.
واختار أمنحوتب الثالث الإله آتون رباً خاصاً به، كما يتضح من مصادر مختلفة، ولكنه استمر فى عبادة الأرباب الأخرى أيضاً، وبالتالى، فإنه مهد الطريق للإصلاحات الثورية الدينية التى قام بها ابنه أمنحوتب الرابع (إخناتون).
وامتد عهد أمنحوتب الثالث لنحو 38 عاماً ثم توفى تاركاً العرش لابنه إخناتون، وربما بعد حكم مشترك دام ما بين عام وعامين و12 عاماً بعد أن شارك والده فى الحكم وهو فى سن السادسة عشرة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة