بعد خمسة أسابيع من الأنشطة المتنوعة، أسدل مهرجان القاهرة لمسرح العرائس الستار على فعالياته، باختتام آخر موائد الحوار المستديرة، والتي جاءت تحت عنوان "فن العرائس كجسر بين الإبداع التشكيلي والجاذبية الجماهيرية"، ضمن الدورة الأولى من المهرجان.
أدار اللقاء الفنان هشام علي، واستضافت قاعة عاطف عوض في مدرسة الفنون نقاشًا ثريًا شارك فيه عدد من المتخصصين في فنون الطفل والمسرح والعرائس، أبرزهم الدكتورة أمنية أحمد يحيى، الأستاذة بكلية الفنون الجميلة – جامعة حلوان، التي شكرت أكاديمية الفنون على جهودها في إحياء فن العرائس، مؤكدة أهمية دمج أقسام الديكور والنحت لتكامل عملية تصميم وتحريك العرائس.
فيما شدد الدكتور طارق مهران، عميد المعهد العالي لفنون الطفل، على أن "الفن الموجه للطفل هو أمن قومي"، مؤكدًا أن التعامل مع الطفل يجب أن يتم بمنتهى الجدية، لأن تأثيره يمتد لسنوات طويلة. كما أشار إلى تجربته في توظيف الألحان الشعبية ضمن مشروعه الموسيقي، داعيًا لتطوير التراث بأسلوب علمي يجمع بين الأصالة والابتكار.
أما الفنان ومصمم العرائس محمد فوزي بكار، فقد استعرض تجربته الشخصية التي بدأت من التشكيل الفني إلى احتراف العرائس، متحدثًا عن أنواع متعددة منها، وخاصة "عرائس المنضدة"، وأهمية العمل الجماعي في تحريكها، مشيرًا إلى تجربته في بريطانيا وتعلمه كيف يتم الاهتمام بالممثل داخل العروسة.
من جانبه، أكد الدكتور حسام محسب، رئيس المهرجان، أن هناك أزمة حقيقية في ندرة المتخصصين في تحريك العرائس، لعدم وجود مسار تعليمي واضح لهذا الفن، مقترحًا إدراجه ضمن برامج المعاهد الفنية.
وشددت الدكتورة أمنية على ضرورة صناعة عرائس مستوحاة من الشخصيات التي يحبها الأطفال، لتكون وسيلة تربوية مستدامة، كما دعت لإرسال البعثات الفنية إلى الخارج للاطلاع على التجارب العالمية، أو استقدام عروض دولية لتوسيع أفق فناني العرائس المحليين.
وفي الختام، وجه الدكتور طارق مهران نداء إلى وزارة الثقافة لدعم مسرح العرائس ماديًا ومعنويًا، محذرًا من خطورة تهميش هذا الفن، بينما أكد بكار أن "تطوير المنتج يبدأ بتطوير عقلية من يديره"، مطالبًا شركات الإنتاج والمؤسسات المعنية بفهم القيمة الحقيقية لفن العرائس كصناعة متكاملة.