أكرم القصاص - علا الشافعي

د. شادية خليل تكتب: هل تُعالج الرذيلة بالرذيلة؟

الأربعاء، 18 يونيو 2014 06:08 م
د. شادية خليل تكتب: هل تُعالج الرذيلة بالرذيلة؟ صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عندما تغرب شمس الحقائق والثوابت والقيم والأخلاق الحميدة، وتشرق شمس الضلال وتغيب القيم الدينية ليكون البديل لها الفسق والفجور والظلام، إنه لأمر يدعو إلى الاشمئزاز والضيق والقرف أن يُطالب البعض، ولن أذكر فى ذلك أسمائهم فهم يعرفون أنفسهم جيدًا بتقنين الدعارة والحرية الجنسية فى مصر، كحل لمنع التحرش الجنسى.

فكيف يعالج الوباء بالوباء وكيف تعالج الرذيلة بالرذيلة، لا أصدق أننا فى مجتمع إسلامى حرم الله عز وجل فيه الزنا وأقره فى كتابه الكريم أنه من الفواحش، حيث قال الله فى مُحكم كتابه: {وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً} (سورة الإسراء: 32)
وقال الله تعالى {الزَّانِيَةُ وَالزَّانِى فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِئَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِى دِينِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ} (سورة النــور: 2)
ماذا حدث فى تفكير وعقلية أصحاب الديانات السماوية، وأعمم على جميع الديانات سواء كانت اليهودية أو المسيحية أو الإسلامية، لأنها جميعها حرمت الزنا لأنها من الكبائر.

إن هذا التفكير الشاذ عن معتقداتنا الدينية الإسلامية نتيجة إهمال فى التربية الدينية التى تحض على العفة والطهارة، ونتيجة عدم التربية الصالحة والتهذيب الدينى من الأبوين، ونتيجة التفسخ والفساد والانحطاط الأخلاقى، والغزو الفكرى والثقافى الذى اُفتتح على مصراعيه أمام أبنائنا بدون رقابة دينية وأخلاقية، وأصبح كل شىء مباح.

هل بعد قول الله قول، لقد حرم الله الزنا لأسباب متعددة بسبب تأثيره السلبى على الأسرة والمجتمع ففيه هدم للاستقرار الأسرى، وفيه صعوبة فى إتيان النسب، وصعوبة فى حفظ النسل، ففى ذلك لا يعرف الابن أباه ولا يعرف الأب ابنه.

فكيف تقنن الدعارة فى مجتمع مؤسس على قيم وأخلاق الدين الإسلامى، بل والأدهى من ذلك أن يرد عليه شيخ سلفى، ولن أذكر اسمه أيضاً، فى هذا المقام لعله يرجع إلى رشده أن الحرة الاغتصاب لها أفضل، لقد أصبحنا فى حرب المعلومات والأفكار الفاسدة الهدامة لقيم وأخلاق المجتمع.

إن المجتمع الصالح يُؤسس على أساس الكرامة، ففى ذلك ضياع لكرامة الرجل والمرأة فينظر إليهما المجتمع نظرة متدنية ليس بها أى احترام، كيف يحدث وأن وظيفة المرأة الأساسية هى حسن تربية الأولاد فكيف لزانية أو زانٍ أن يُحسن تربية أطفاله، ولا ينظر المجتمع إلى هؤلاء فقط هذه النظرة المتدنية، لكنها تمتد وتتسع لتشمل أبناءها وإنتاجهما من هذا الزنا.

إن فى هذا الفكر الغير أخلاقى هو غزو فكرى وثقافى جديد، الغرض منه هدم قيم وأخلاق المجتمع المصرى، مثله مثل غزو المخدرات والعقاقير والمسكرات الهدامة للشباب من أجل تدمير قدرته الجسدية ليصبح بذلك مُدمر جسديًا وفكريًا وثقافيًا وأخلاقياً.

إن التحرش الجنسى لا يعالج بالرذيلة، فهذه الظاهرة لا تُحل إلا بالتربية الصحيحة للأبناء وبث القيم الأخلاقية والدينية، والتأكيد على أهمية الحلال والحرام.

فعلاً المجتمع المصرى مهدد بهذا الانفلات الفكرى والثقافى الذى الغرض منه هدم القيم الأخلاقية، لذلك يجب التصدى وبكل قوة لمحاربة الفكر بالفكر حتى لا نصبح فى مجتمع متفشى فيه الرذيلة وتصبح الرذيلة فى أعينهم شيئًا مباحًا يمكن استخدامه فى أى وقت وفى أى مكان شاء، يجب أن يكون للأزهر الشريف والدعاة والتربية والتعليم ووسائل الإعلام المختلفة دور فى محاربة هذا الفكر المتطرف ؛ فمن يعتقد أن هذه هى الحرية فهى ليست بحرية فالحرية هى حرية الفكر والروح المغلفة بالقيم والأخلاق الدينية وليس حرية الجسد التى سنحاسب على كل عضو فيها.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة