عادل السنهورى

ملاحظات على «حوار الأحزاب»

السبت، 13 ديسمبر 2014 10:03 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تابعت الجلسات التمهيدية لمؤتمر حوار الأحزاب الذى تراعاه وتنظمه الزميلة صحيفة «الشروق» على مدى الأيام الثلاثة الماضية بمشاركة عدد كبير من الأحزاب القديمة والجديدة والآراء والمقترحات التى بدأت الشخصيات المشاركة فى طرحها من أجل التوصل إلى وثيقة حزبية موحدة لرؤية الأحزاب المصرية للمرحلة السياسية والاقتصادية التى تمر بها مصر حاليا وتحديدا بعد ثورة 30 يونيو.

فكرة دعوة الأحزاب إلى حوار كما طالب بها الرئيس عبدالفتاح السيسى وتبنتها «الشروق» كما ذكر الزميل عماد الدين حسين رئيس التحرير فى لقاء مع الرئيس بالإسكندرية، هى فكرة تستحق التقدير وتعكس الدور الوطنى المطلوب الداعم والفاعل فى تطوير الحياة السياسية المصرية للصحافة المصرية، سواء كانت قومية أو خاصة، رغم ما قد يبديه البعض من تحفظات على طبيعة السياسة التحريرية للشروق وكتابات بعض أصحاب الأعمدة فيها، وتساؤل البعض حول مغزى اختيار الشروق لحوار الأحزاب، عموما هذا ليس موضوعنا لأن الملاحظ حتى الآن أن ما تم تداوله فى اللقاءات السابقة عبارة عن «مطالب» موجهة إلى السلطة الحالية بالطريقة التقليدية المعتادة من الأحزاب إلى النظام الحاكم، كما كان يحدث فى السابق، وهو ما يعنى أن الأداء والخطاب السياسى للأحزاب لم تصبه عدوى التطوير بعد ثورتين شعبيتين من المفترض أن يتمخض عنهما ثورة فى التفكير والخطاب والأداء السياسى الحزبى والانتقال من «مربع المشاهد والمراقب» إلى مربع «المشارك والفاعل» فيما يجرى فى مصر، فالآراء المطروحة، حتى من بعض القوى المحسوبة على جماعة الإخوان مثل «مصر القوية» و«الوسط»، عبارة عن مانيفستو مطالب فقط تعكس موقفها السياسى من الرئيس أو النظام السياسى الحالى برمته، دون طرح رؤية واضحة وحلول واقعية لبعض القضايا التى ترى فيها عقبة أمام التطور الديمقراطى.

كنت - ومازلت - أتمنى أن يبدأ الحوار بعمليات مراجعة سياسية حقيقية للاعتراف بالأخطاء وبضعف الأداء الحزبى، ثم البناء على تلك المراجعات فى الخروج بوثيقة حزبية تعبر عن واقع سياسى متغير وتلبى مطالب خرج من أجلها الشعب المصرى مرتين تمهيدا للدعوة لمؤتمر موسع بحضور الرئيس نفسه.

الملاحظة الأخرى أن الحوار يغيب عنه حتى الآن رموز الكتلة الحرجة من الحركات الشبابية التى قد ترى أن الأحزاب الحالية لا تعبر عن واقع جديد متغير أفرز حركات وتجمعات احتجاجية مازالت الأحزاب - والسلطة أيضا عاجزة - عن احتوائها وفتح حوار معها.

بشكل عام نتمنى النجاح للمؤتمر وألا يكون مجرد حوار من أجل الحوار فقط.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة