أكرم القصاص - علا الشافعي

مقاطعة منتجات 3 شركات مغربية كبرى يكبدها خسائر ويهبط بأسهمها

الثلاثاء، 01 مايو 2018 11:23 ص
مقاطعة منتجات 3 شركات مغربية كبرى يكبدها خسائر ويهبط بأسهمها متجر مواد غذائية -أرشيفية
رويترز

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

فى حملة غير مسبوقة على غلاء الأسعار يقودها نشطاء عبر وسائل التواصل الاجتماعى منذ نحو أسبوع، يقاطع مغاربة منتجات ثلاث شركات رئيسية فى مجال الماء والحليب ومشتقاته والوقود، فى خطوة احتجاجية وصفها البعض بالناجحة حيث أدت الى انخفاض أسهم هذه الشركات فى البورصة بينما يقول معارضون إنها افتراضية و"عبثية".

وانتشر منذ نحو أسبوع فى وسائل التواصل الاجتماعى هاشتاج "خليه يروب" (دعه يفسد) فى إشارة إلى مقاطعة منتجات أكبر شركة حليب فى المغرب، سنترال دانون، التى تتجاوز حصتها بالسوق المحلية 60%.

وانطلقت أيضا دعوات لمقاطعة المياه المعدنية "سيدى على" المملوكة لسيدة الأعمال المغربية مريم بن صالح رئيسة الاتحاد العام لمقاولات المغرب. وتقترب حصة الشركة فى السوق من 60% أيضا.

كما احتج النشطاء على ارتفاع أسعار البنزين فى المغرب بمقاطعة محطات شركات توزيع الغاز والبترول افريقيا غاز التابعة لشركة أكوا المملوكة للملياردير المغربى عزيز أخنوش الذى يشغل منصب وزير الفلاحة والصيد البحرى والمصنف حسب مجلة فوربس الأمريكية من أغنى أغنياء المغرب بثروة تقدر بنحو 2.1 مليار دولار.

وأغلقت أسهم سنترال دانون منخفضة 5.69 بالمئة أمس الاثنين فى حين فقد سهم افريقيا غاز 5.97%، وتعذر الاتصال بمسؤولين فى الشركات الثلاث من أجل التعليق.

وبدت أقسام بيع المياه المعدنية والحليب فى الأسواق المغربية مكدسة بالبضائع بينما يحمل أغلب الزبائن منتجات علامات أخرى. وقال مشتر قدم نفسه باسم أحمد فقط "حتى وإن كنت غير مقتنع تماما بأهداف الحملة ودوافعها، الواجب يحتم على أن أكون متضامنا مع عامة الشعب".

وقالت فاطمة الحسناوى الموظفة بالقطاع الخاص لرويترز وهى تحمل زجاجة مياه لشركة أخرى إن المياه المعدنية "ثروة مغربية طبيعية متفجرة من قلب جبال الأطلس من حق جميع المغاربة أن يستفيدوا منها أو على الأقل أن تباع بأثمان مناسبة كما هو الشأن فى أوروبا حيث نجد هذه المواد كالحليب والمياه المعدنية تباع بأثمنة منخفضة فى دول دخلها مرتفع".

ونفت فتاة رفضت نشر اسمها تعمل بمحل تجارى أن تكون هناك أى نتائج واضحة للمقاطعة وقالت "الأمر بالنسبة لى عادى ولم ألاحظ فرقا كبيرا. جميع العلامات التجارية تلاقى نفس الإقبال. هناك من يفضل علامة دون غيرها".

وقال عمر النويني، صاحب متجر فى حى شعبى بالرباط، إنهم بدأوا منذ الأسبوع الماضى يرفضون اقتناء حليب سنترال من موزعيه لأن "لا أحد تقريبا يشتريه".

وقال أخنوش فى تصريحات صحفية الأسبوع الماضى على هامش معرض زراعى فى مكناس "المنتظر هو أن نشجع المربين. الفلاحة هى فلاحة الأرض وليست فلاحة افتراضية، هذا قوت وعيش مواطنين، ليس لعبا!، وأضاف "من يريد أن يلعب فليتوجه الى مكان آخر".

قال عادل بنكيران عضو مجلس إدارة شركة سنترال فى تصريحات للتلفزيون المغربى إن الشركة خسرت منذ بدء الحملة 150 مليون درهم وأضاف "الحملة مضرة بشكل كبير. عندما تضرب فى علامة من العلامات الكبيرة التى كنا نبيع منها مليون كأس فى اليوم من بعد هذه الإشاعات المغرضة التى مع الأسف مع قنوات التواصل الاجتماعى أصبحت منتشرة بشكل كبير.أثرت سلبا على العلامة والشركة والنشاط الاقتصادى".

وقال إن سنترال "خسرت 20 فى المئة من مبيعات الشركة، ما يعادل 200 ألف كأس حليب فى اليوم"، وتابع "الشركة خسرت 120 مليون درهم فى المبيعات وبالتالى أصبحنا نشترى حليبا أقل، أى خسارة للفلاحين"، ويقول مسؤولو الشركة المغربية الفرنسية إن 120 ألف مزارع مغربى يعملون مع سنترال.

وقال المحلل الاقتصادى المغربى رشيد أوراز فى تصريحات لرويترز "هذه أول حملة للمقاطعة بهذا التنظيم. بالرغم من أن ظاهرها غير منظم لكن تداولها فى وسائل التواصل الاجتماعى بهذا الشكل ومقاطعة منتوجات بعينها دون أخرى فهذا يدل على التنظيم".

وأضاف "هذه المقاطعة حققت أهدافها ولو كانت صغيرة إلا أنها مستمرة. بصفة عامة ليست لها أضرار كبيرة على الاقتصاد المغربى لأنها مقاطعة منتوجات غير مشغلة بشكل كبير باستثناء قطاع الفلاحة الذى يقولون إن الفلاحين تضرروا لكن لا نعرف كم عددهم مع عدد المستهلكين الذين أرادوا المقاطعة لتخفيض الأثمنة".

وقال إن الأضرار تركزت فى "الشركات الثلاث المعنية. وهى فى الأصل ليست مجرد شركات بل هولدينغات كبيرة رائدة فى قطاعاتها".

وقال عن مقاطعة منتجات بعينها دون أخرى رغم بيعها بنفس السعر تقريبا "هذا نوع من الذكاء لأن إذا قلنا نقاطع جميع إنتاجات الحليب فهذا لا يمكن لأن الناس لا يمكنهم مقاطعة منتوج الحليب كليا.. وبالتالى اختاروا الشركة المهيمنة على السوق لكى يعطوا الدروس للآخرين".

وقال "المستهلك المغربى شعر أن هؤلاء الناس خلطوا ما بين الأعمال والسياسة وبالتالى هذا ما أعطى دفعة على المستوى الشعبى".

وقال إنه على المستوى المتوسط والبعيد "إذا نجحت المقاطعة، ممكن أن يظهر منافسون جدد فى السوق الذين سيفرضون أثمنة معقولة ويحسنون من خدماتهم".

وأضاف أن الناس الذين اشتكوا ودعوا إلى المقاطعة ليسوا من الطبقة الفقيرة فقط "بل جميع الفئات والطبقات، خاصة المتوسطة والشبان والنساء.. هناك تنوع".

وقال الصحفى أحمد أبو عقيل أحمد فى تدوينة على فيسبوك "عندما تقاطعون ‘مطالب الشعب’ حان الآوان لمقاطعة المواد الاستهلاكية المصحوبة بارتفاع الأسعار".

وقالت خديجة الساورى المعلمة بالقطاع الخاص لرويترز "من حق الشعب أن يتخذ قرارات لصالحه ما دام النقابات غائبة ومتواطئة مع الحكومة وتمثل على الشعب الحوار الاجتماعى".

وقال المحلل السياسى محمد بودن فى تدوينة على فيسبوك "نقابة المقاطعين يمكنها أن تعلب دور النقابات فى فاتح ماى  2018" مشيرا إلى مناسبة يوم العمال. 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة