أكرم القصاص - علا الشافعي

د. محمود خليفة يكتب: عفرين المُحتلة

الجمعة، 23 مارس 2018 02:00 م
د. محمود خليفة يكتب: عفرين المُحتلة مدينة عفرين السورية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

من الممكن أن تجد تفسيراً مُقنعاً للتدخل العسكرى لدولة أجنبية وقيامها بتنفيذ غارات جوية ضد تنظيم داعش الإرهابى فى بعض المدن السورية الخارجة عن سيطرة الجيش العربى السورى، وهنا يَكمُن الأمر فى تحالف دولى ضد إرهاب تنظيم داعش المُتطرف لكن كيف لك أن تفسر تدخل دولة مجاورة بقوات برية وجوية لاحتلال مدينة حدودية لدولة أخرى من أجل تسليمها إلى مسلحين مُوالين لها وتغيير الطبيعة السكانية لها؟

فى بداية الأزمة السورية دائمًا ما كانت تُحاول تركيا تبرير تدخلها بأنها داعمة للمطالب العادلة للشباب السورى وبعدما تطور الأمر إلى اشتباكات وصراعات مسلحة بدأت الأمور شيئًا فشيئًا تتضح للمواطن العربى وتأكد للجميع بأن غاية الأتراك هى تفكيك وحدة الأراضى السورية والعمل على تغيير طبيعة التركيبة السكانية للمدن ذات الأغلبية الكردية فى شمال وغرب سوريا .

يتساءل البعض منا كيف نشأت التنظيمات الإرهابية فى سوريا؟ ومن ساعد على دخول عناصرها الى الأراضى السورية وتسهيل تدفق الأسلحة والأموال لهم؟ وهنا تكن الإجابة وبكل بساطة هى: تركيا، فعبر الشريط الحدودى شمال وغرب سوريا الذى يفصلها عن تركيا تدفق الدواعش ونظرائهم من التنظيمات المتطرفة معززين بالمال الكافى والسلاح المتطور، بالإضافة الى تسهيل تهريب البترول والمعادن السورية وبعض القطع الأثرية للحضارة السورية القديمة عبر تلك الحدود المشتركة .

لا يوجد وصف لرفع علم دولة أجنبية على أرض مدينة لدولة أخرى مجاورة سوى كلمه "احتلال"، وهذا ما تَجَسد فى قيام قوات ما يسمى بعملية غصن الزيتون التركية المحتلة برفع العلم التركى فى مركز مدينة عفرين التابعة لمحافظة حلب السورية ومنذ أول أيام الاحتلال سَعت تركيا جاهدة لتغيير الموروث الثقافى لعفرين، ولعل هذا يتجسد فى تحطيم تمثال لكاوا الحداد الذى يمثل رمزًا للسنة الكردية الجديدة فكل الأعراف والمواثيق الدولية تُجَرِم هذا العمل العدوانى.

على الرغم من تداعيات هذا الاحتلال الغاشم لجزء أصيل من الأراضى السورية إلا أنه منذ يناير الماضى وخلال ما يقرب من شهرين أثبت أهل عفرين مع قوات الجيش العربى السورى وأفراد المقاومة الشعبية ووحدات حماية الشعب الكردى مقاومة باسلة فى ردع العدوان التركى فلا قيمة لحياة على أرضٍ مُحتَلة فالدفاع عنها والاستشهاد فى سبيل تحريرها أسمى وأشرف من العيش فيها أذلاء وخاضعين لأحفاد العثمانيين.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة