صور.. "القط" مدخلش دنيا ودفع حياته ثمنا لشهامته لدفاعه عن صديقه ببئر أم سلطان

"ابنى صعبان عليا واللي قتله برضو صعبان عليا.. لكن حسبي الله ونعم الوكيل".. بهذه الكلمات روى عادل إبراهيم خليل، 60 سنة، تفاصيل تلقيه صدمة مقتل نجله " محمود" أثناء تدخله لإنقاذ صديقه من يد عاطل فى منطقة بئر أم سلطان بمدينة البساتين جنوب القاهرة.

الأهالى يكتبون أسم محمود في الشوارع 

على جدران منازل الشوارع بالكامل كتب أصدقاء محمود أسمه باللون الأسود تخليدا وحزنا على وفاته غدرا.

الأهالى يكتبون اسم محمود في الشوارع 

وقال والد محمود، إنه يعمل فى صناعة "الأحزمة الجلد"، وكان فى ورشته حينما اتصلت عليه خطيبة محمود لتخبره الخبر ولم يصدق نفسه، فأخذ يجرى مسرعا نحو المنزل لم يجد أحدا فتوجه لمستشفى أحمد ماهر، ففوجئ بهم يقولون له البقاء لله ابنك في المشرحة.

وأضاف والد الضحية: "محمود كان ملتزما ويصلى وكان كل الشارع يحبونه وكان يساعدنى فى الورشة، وصعبان عليا شبابه اللى راح هدر وأيضا القاتل صعبان عليا شبابه".

محمود ضحية الشهامة في البساتين 

وتابع والد القتيل: "والدته توفيت منذ 7 سنوات وتركته وأخوته محمد وإبراهيم، أدعو الله أن يلهمنا الصبر ويبارك لى فى أخوته".

طاهر حميدو، صديق محمود وشاهد على الواقعة، أكد على أن محمود فوجئ بصديق له من خارج المنطقة يستنجد به لأن صاحبة سوبر ماركت اتهمته بالسرقة وأمسك به شابين من المنطقة فذهب إليه، وقال للمتهم إنه صديقه ولا يمكن يكون سارق، فتشاجر معا وبعد فض الشجار، ذهب محمود إلى ورشة شقيقه الذي يعمل ميكانيكى في نفس المنطقة، و أثناء جلوسه أمام الورشة مر المتهم من أمامه وقذفه بالكلام قائلا له "يا حرامى يا حرامى"، فتشاجرا مرة أخرى لكن هذه المرة أخرج المتهم مطواة كانت بحوزنه وطعنه فى بطنه وفر هاربا".

والد محمود يروى تفاصيل فقدان ابنه لليوم السابع

فيما قال إبراهيم، شقيق محمود، إن شقيقه كان يهوى التصوير والتعديل على الصور بالكمبيوتر وكل شباب المنطقة يحبونه وكان فى حاله دائما، مشيرًا إلى أنه كان يستعد لعمل حفل خطوبته نهاية الشهر الجارى.

محمود ضحية الشهامة في البساتين 

وأكد خالد هاشم، أحد أقارب الضحية، على أن محمود كان محبوبا من الأسرة والأصدقاء، لأنه كان طيبا، حتى أنه كان لا يدخن السجائر.

تعود تفاصيل الواقعة إلى ورود بلاغ لقسم شرطة البساتين، يفيد مصرع عامل في منطقة بئر أم سلطان، دائرة القسم.

على الفور انتقل فريق من مباحث القسم، بقيادة المقدم على فيصل، رئيس المباحث والرائد أحمد مصلح، معاون أول القسم، إلى مكان الواقعة.

وتبين من التحريات الأولية أن الجثة لعامل يدعى "محمود عادل" 24 سنة عامل، وتبين أن وراء ارتكاب الواقعة "ف.س" 23 سنة، عاطل، وبتكثيف التحريات تم القبض على المتهم.

وبمواجهته بالتحريات، اعترف بارتكاب الواقعة عقابا للمجنى عليه لتدخله لفض مشاجرة بينه وبين آخر، فاعتدى عليه بمطواه كانت بحوزته مما تسبب فى وفاته.

تحرر محضر بالواقعة رقم 6021 جنح البساتين، وأخطرت النيابة التى باشرت التحقيقات، وصرحت بدفن الجثة بعد عرضها على الطب الشرعى، وحبس المتهم 4 أيام على ذمة التحقيقات.