أكرم القصاص - علا الشافعي

صور وفيديو..حقول شرق المتوسط تدق طبول الحرب بين بيروت وتل أبيب.. "البلوك 9" يشعل الأزمة عقب فشل وساطة أمريكا..إسرائيل تمنع اللبنانيين من التنقيب عن الغاز بالبحر الأبيض..وحزب الله يهدد منصات الغاز لدولة الاحتلال

الجمعة، 23 فبراير 2018 01:00 ص
صور وفيديو..حقول شرق المتوسط تدق طبول الحرب بين بيروت وتل أبيب.. "البلوك 9" يشعل الأزمة عقب فشل وساطة أمريكا..إسرائيل تمنع اللبنانيين من التنقيب عن الغاز بالبحر الأبيض..وحزب الله يهدد منصات الغاز لدولة الاحتلال حقول الغاز الإسرائيلى بالمتوسط
كتب – محمود محيى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

حالة من التوتر الحاد على الحدود البحرية والبرية بين لبنان ودولة الاحتلال الإسرائيلى، بسبب الممارسات الاستفزازية من جانب تل أبيب التى تسعى لفرض أمر واقع جديد فى المنطقة والسيطرة على الثروة النفطية للدولة اللبنانية، بجانب سرقة أراضيها من خلال بناء جدار حدودى على أراضى لبنان.

الحريرى قرب الحدود الاسرائيلية
الحريرى قرب الحدود الإسرائيلية

 

وزادت حدة التوتر بسبب "البلوك 9" للغاز الطبيعى بمياه البحر المتوسط، منذ نهاية شهر يناير الماضى، حيث اشتعلت الحرب الكلامية والتهديدات المتبادلة بين الجانبين بسبب البلوك المذكور عقب زيارة وزير الخارجية الأمريكية ريكس تيلرسون الفاشلة إلى بيروت، الأسبوع الماضى.

وكانت قد أعلنت حكومة بيروت خلال اجتماعها مع مساعد وزير الخارجية الأمريكية ساترفيلد، عن تمسك بلادها بالحفاظ على كامل حقوقها فى "البلوك 9" تحت السيادة اللبنانية، وفى المقابل أشارت واشنطن إلى موقف إسرائيل الرافض للتنازل عن 40% من البلوك الغنى بحقول الغاز الطبيعى، مؤكدة إن أمر التنقيب عن النفط أو الغاز فى هذا البلوك يرتبط بحصتها الحالية.

الحريرى مع وزير خارجية أمريكا ببيروت
الحريرى مع وزير خارجية أمريكا ببيروت

 

بلوك 9

وتبلغ مساحة "البلوك 9" على مساحة 83 ألف كيلو متر مربع، بمنطقة المياه الإقليمية فى سوريا ولبنان وقبرص وإسرائيل، الذى يعود اكتشافه إلى عام 2009، بواسطة شركات أمريكية، حيث تم اكتشافه بعد تنقيب الشركة الأمريكية "نوبل إنرجى" عن كميات من احتياطى الغاز والنفط بالحوض الشرقى من مياه البحر المتوسط.

حريطة توضح المياه الاقليمية للبنان
حريطة توضح المياه الاقليمية للبنان

وتقدر مساحة المياه الإقليمية للبنان بنسبة 22 ألف كم2، وتبلغ المساحة المتنازع عليها مع إسرائيل بنحو 854 كم2، وأصبح البلوك 9 الموجود بمياه البحر المتوسط جزءا من المساحة المتنازع عليها، خاصة بعد تقسيم المساحة نفسها إلى 10 بلوكات ومناطق رئيسية من ضمنها البلوك 9.

تهديد حزب الله

وعقب الاستفزازات الإسرائيلية ومنع بحرية جيش الاحتلال الإسرائيلى أى سفن تنقيب عن الغاز بالعمل فى المياه الإقليمية اللبنانية، هدد تنظيم "حزب الله" اللبنانى بمهاجمة منصات الغاز الطبيعى الإسرائيلية، عبر مقطع فيديو لزعيم التنظيم حسن نصر الله، قائلا: "لا يمكن لأحد أن يسرق حقوق لبنان برا وبحرا"

وأضاف نصر الله خلال مقطع الفيديو: "إذا قصفتونا سنهاجمكم وإذا هاجمتونا سنهاجمكم وإن منعتونا سنمنعكم.. أننا نأخذ فى الاعتبار استجابة المقاومة، ولا أحد يستطيع أن يسلب لبنان حقوقه فى البر والبحر".

تهديد حزب الله لاسرائيل
تهديد حزب الله لاسرائيل

 

وقالت وسائل إعلام إسرائيلية، عقب نشر تهديد نصر الله لتل أبيب، إن "حزب الله" يمتلك صواريخ إيرانية يمكنها أن تصوب نحو أهدافا بعيدة.

وجاء تهديد "حزب الله" على خلفية إعلان رئيس البرلمان اللبنانى نبيه برى، يوم الجمعة الماضى رفضه للمقترحات الأمريكية لرسم الحدود البحرية مع إسرائيل، وذلك كجزء من المفاوضات الجارية بين إسرائيل ولبنان على الحدود البحرية لتقسيمها.

التهديد الإسرائيلى

وفى المقابل رد رئيس الوزراء الإسرائيلى على تهديدات حزب الله خلال حضوره مؤتمر ميونخ للأمن الأخير: " إذا أرادت إيران تزويد حزب الله بصواريخ فسوف يتم تغير ميزان القوى، وبالتالى سيكون الرد الإسرائيلى عنيف ".

 

وفى وقت سابق من الشهر الجارى، شرح ضابط بحرى كبير بالجيش الإسرائيلى خطورة صواريخ حزب الله على منصات الغاز الإسرائيلية بالمياه الاقتصادية، مضيفا إن حزب الله كان قد صوب بالفعل صاروخا نحو سفينة حربية عام 2006، مضيفا: "إن حزب الله من دون غواصات ومن دون سفن صواريخ لديه قدرات لضرب أهداف إسرائيلية بالبحر".

مواقع حقول الغاز الإسرائيلى من الحدود اللبنانية
مواقع حقول الغاز الإسرائيلى من الحدود اللبنانية

 

فيما قال الرئيس الإسرائيلى رؤوفين  ريفلين خلال مؤتمر رؤساء إسرائيل يوم الأحد الماضى: "إن إيران ترسل أسلحة إلى المنطقة وتزرع العنف والإرهاب فى الشرق الأوسط، والآن لدى حزب الله آلاف الصواريخ الموجهة ضد إسرائيل، ولكن تل أبيب لن تسمح لإيران بتعطيل حياتنا وسنواصل الدفاع عن حدودنا".

 

سبب النزاع

وقد نشب الخلاف بين إسرائيل ولبنان عقب إعلان بيروت التنقيب عن حقول الغاز والنفط بالبلوك 9 بمياه البحر المتوسط، ففى بداية 2017، أبرمت كل من قبرص- اليونان- إيطاليا- إسرائيل اتفاقا متعلقا ببناء خط غاز تحت المياه من الحقول المنتجة بشرق المتوسط إلى أوروبا.

وبعد مرور 11 شهرا من إبرام الاتفاقية، تحدث وزير الطاقة والموارد المائية والكهربائية اللبنانى سيزار أبوخليل، عن أن الأرباح المتوقعة من البلوك 4 بمياه البحر المتوسط تقدر بنحو 56 إلى 71% بينما قدرت نسبة الأرباح بالمربع 9 نحو 63%، بينما يقدر نصيب الجانب اللبنانى من الغاز الطبيعى بنحو 96 تريليون قدم مكعب.

حقل لفينثان الاسرائيلى
حقل لفينثان الإسرائيلى

 

وقامت لبنان بمنح رخصتين للتنقيب عن النفط فى البلوكين 9 و 4 بنهاية العام الماضى، ويقدر عمق البلوك 9 المتنازع عليه بين الجانبين الإسرائيلى واللبنانى ما بين 1211 – 1909 متر تحت سطح البحر جنوبًا.

ورغم طرح الحكومة اللبنانية مناقصة لشركات استثمار عالمية بالبلوكين  4 و 9، إلا أن المناقصة المطروحة فى البلوك 9 تسببت فى اشتعال الموقف مع إسرائيل؛ نظرًا لطبيعة موقع البلوك 9 ومحاذاته لحدود المياه الإقليمية للاحتلال الإسرائيلى.

الحدود البرية بين لبنان وإسرائيل
الحدود البرية بين لبنان وإسرائيل

 

وبإطلاق لبنان أول جولة بتراخيص للنفط والغاز فى شهر يناير الماضى ، تجدد الخلاف من جديد وتصاعدت حدة التصريحات بين المسئولين الإسرائيليين واللبنانيين، خاصة وأن جولة التراخيص شملت فتح 5 بلوكات بحرية هم " 9- 10-8- 4-1" أمام الشركات العالمية المستثمرة؛ بهدف طرحهم للمناقصة وبمدة تصل 5 سنوات قابلة للتجديد.

وبحسب تصريحات هيئة إدارة قطاع البترول فى لبنان، فإن التوقيع رسميا على عقود المناقصة فى البلوك 9 يعنى امتلاك الحق فى بدء أعمال التنقيب داخل المربعات الخمس السابق ذكرها.

الجدار الاسرائيلى الجديد على الحدود اللبنانية
الجدار الاسرائيلى الجديد على الحدود اللبنانية

وعقب الطرح اللبنانى لهذا الاستثمار فى البلوك 9، أشار وزير الدفاع الإسرائيلى أفيجدور ليبرمان، إلى احتمالية عرقلة عملية التنقيب إذا شرعت لبنان فى هذه الخطوة، وهو الأمر الذى رد عليه الجيش اللبنانى بالرد بكل قوة على أى عدوان إسرائيلى ضد عمليات التنقيب فى المياه الإقليمية اللبنانية.









الموضوعات المتعلقة


مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة