أكرم القصاص - علا الشافعي

السفير الكويتى لـ«اليوم السابع»: علاقاتنا تاريخية ومتجذرة مع مصر.. صالح الذويخ: المصريون فى بلادنا أعدادهم تخطت نصف مليون.. و22 ألف طالب كويتى يتلقون تعليمهم بمصر.. والتدفقات السياحية لشرم الشيخ لم تتوقف

الجمعة، 23 فبراير 2018 05:56 م
السفير الكويتى لـ«اليوم السابع»: علاقاتنا تاريخية ومتجذرة مع مصر.. صالح الذويخ: المصريون فى بلادنا أعدادهم تخطت نصف مليون.. و22 ألف طالب كويتى يتلقون تعليمهم بمصر.. والتدفقات السياحية لشرم الشيخ لم تتوقف جانب من الحوار
حوار - مصطفى عنبر - تصوير - حسن محمد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
 
أكد السفير الكويتى لدى القاهرة محمد صالح الذويخ، أن بلاده تربطها علاقات تاريخية ومتجذرة مع شقيقتها الكبرى مصر، بالإضافة إلى تداخلات ومصاهرات وعلاقات نسب وعلاقات تجارية قوية جدا بين الكويت ومصر.
 
وقال السفير الذويخ، خلال حوار خاص مع «اليوم السابع»، إن العلاقات السياسية والدبلوماسية بين البلدين تخطت هذه المرحلة ووصلت إلى علاقات قوية ومتينة.
وكشف الذويخ تفاصيل زيادة الرحلات الجوية بين مصر والكويت، والخط الجوى الجديد «الكويت - الغردقة»، إلى جانب تفاصيل وكواليس استضافة الكويت مؤتمر إعادة إعمار العراق..

إلى نص الحوار..

حوار سفير الكويت مع محررين اليوم السابع (4)

كيف تنظر للعلاقات المصرية الكويتية حالياً؟

- العلاقات الكويتية المصرية هى علاقات تاريخية متجذرة ومنسجمة وطبيعية جدا تنطلق من الرؤية الحكيمة والثاقبة لقيادتين البلدين ولحكومتى البلدين ولشعبى البلدين الشقيقين، اللذين يتطلعان دائما للدفع قدما بهذه العلاقات لآفاق أكبر ورؤى أشمل.
 
ولدينا لجنة عليا مشتركة بين البلدين تقوم بتأصيل هذه العلاقات وترجمة كل المشاريع المتفق عليها بين البلدين لواقع ملموس، وهناك تدفق إيجابى مستمر فى العلاقات الكويتية المصرية، وهناك امتزاج وتوافق فى الرؤى بين البلدين حول مختلف القضايا، كما أن هناك تواصلا مستمرا بينهما وتبادل الرأى والمشورة حول مختلف القضايا، فضلا عن تنسيق عالى المستوى بين القيادتين وكبار المسؤولين فى البلدين.
 
حوار سفير الكويت مع محررين اليوم السابع (2)
 
وتتميز العلاقات المصرية الكويتية بوجود امتزاج شعبى بين البلدين الشقيقين، بالإضافة إلى تداخلات ومصاهرات وعلاقات نسب وعلاقات تجارية قوية جدا بين الكويت ومصر، وهناك شواهد سواء بالعين المجردة أو من خلال الإعلانات المشتركة حول أبرز محطات هذه العلاقات وأبرز أوجه التعاون، سواء فى المجالات السياسية أو التجارية والاقتصادية والاستثمارية والتنموية، فضلا عن المجالات الثقافية والتعليمية والتربوية.

 

حوار سفير الكويت مع محررين اليوم السابع (1)

 

خلال الفترة الماضية حاول البعض استغلال الحوادث الفردية ضد مصريين فى الكويت وكويتيين فى مصر للإساءة للعلاقات، إلى أى مدى تأثرت العلاقات بذلك؟

- نحن فى الكويت دائما مع أشقائنا فى مصر ولا نقف أمام الحوادث الفردية التى تحدث لأى إنسان وفى أى مجتمع، لكن هذه الحوادث لا تشكل علامة أو أزمة بين البلدين الشقيقين، حيث يتدخل المسؤولون فى البلدين بسرعة فائقة لوأد أى أمر من الممكن أن يعكر صفو هذه العلاقات، إلا أن هناك تضخيما فى مواقع الـ«سوشيال ميديا» لهذه الحوادث الفردية، ولكن حكمة قيادتى البلدين والشعبين الشقيقين تعالج هذه الحوادث وفق الأطر القانونية وما يحفظ حقوق كل الأطراف.
 
بالفعل تحدث حوادث فردية وقبل أن يتدخل المسؤولون بشكل رسمى نجد أن الأطراف المتنازعة قد تصالحوا وهذا يرجع للثقافة المكتسبة للشعبين الشقيقين التى تفيد بعدم التوقف أمام حادث فردى يتم تضخيمة لأغراض غير سليمة.

 

حوار سفير الكويت مع محررين اليوم السابع (3)

 

ما هو دور الجالية المصرية فى الكويت، والكويتية فى مصر فى دعم العلاقات؟

- نحن لسنا غرباء عن أشقائنا المصريين وهم ليسوا غرباء عنا، فمنذ أوائل القرن الماضى وهناك تبادلات شعبية بين البلدين الشقيقين وهناك تعاون سواء فى المجال التعليمى أو التربوى أو التجارى.
 
الجالية المصرية محل تقدير لدى كل فئات الشعب الكويتى وعلى رأسهم مسؤولو الدولة، فالمصريون يمارسون دورهم فى دعم وتنمية الكويت ولديهم قوانين تحميهم من أى اختلال أو ما يسىء لوجودهم، فالكويت دولة مؤسسات تحفظ كرامة وحقوق أى شخص يقيم على أرض الكويت.
 
والكويتيون يعيشون فى مصر مطمئنين آمنين سواء من يأتى للدراسة أو للعمل أو التجارة أو حتى للسياحة، وأكبر دليل هو معدلات التواجد البشرى فى كلا الدولتين، فالمصريون بالكويت أعدادهم الآن تفوق النصف مليون مواطن، كما أن أعداد المترددين من الكويت على مصر فى تزايد مستمر، ولدينا أكثر من 22 ألف طالب يتلقون تعليمهم فى المعاهد والجامعات المصرية، لدينا أكثر من 250 ألف سائح كويتى يترددون على مصر على مدار العام وفى مختلف المدن المصرية.

 

حوار سفير الكويت مع محررين اليوم السابع (5)

كيف رأيت قانون الاستثمار الجديد وتأثيره على الاستثمارات الكويتية؟

- مؤخرا الحكومة المصرية أقرت قانون الاستثمار بما يحفظ حقوق المستثمر ويعطيه الأرضية الصلبة والقوية للاطمئنان على انسيابية استثماراته ووجودها بشكلل قانونى ويؤمن ما يصبو إليه أى مستثمر أجنبى وليس كويتيا فقط، وبلا شك أن قانون الاستثمار الجديد سيجذب مزيدا من رؤوس الأموال والمستثمرين لما تتمتع به مصر من إمكانيات استثمارية ضخمة جدا فى كل القطاعات، سواء كانت تجارية أو اقتصادية أو عقارية أو صناعية.

حوار سفير الكويت مع محررين اليوم السابع (6)

 
هناك بعض القضايا الاستثمارية القديمة بين البلدين، وهناك لجنة عليا برئاسة المهندس إبراهيم محلب، تقوم بتقييم هذه القضايا وإيجاد الحلول المناسبة لها، وبالفعل تم حل الكثير من هذه القضايا ولم يتبقَ إلا القليل منها، ونأمل أن يتم حل الباقى قريبا بما يتوافق مع الأنظمة والقوانين، سواء المصرية أو الكويتية.
 
نحن فى السفارة نتلقى اتصالات دائما واستفسارات مستمرة حول المناخ الاستثمارى وقانون الاستثمار الجديد، وأنا دائما أنصح الأشقاء فى مصر بالبدء فى حملة تسويق لهذا القانون خارج مصر وإرسال وفود لباقى الدول لشرح هذا القانون حتى يطمئن المستثمرون فى مختلف دول العالم تمام الاطمئنان بأن استثماراتهم فى أمان.

 

حوار سفير الكويت مع محررين اليوم السابع (7)

مؤخراً طلبت الكويت زيادة الرحلات الجوية بين البلدين، إلى أين وصلتم فى هذا الأمر؟

- قمنا بالتواصل مع الجهات المسؤولة سواء فى مصر للطيران أو وزارة الطيران وعقدنا عدة اجتماعات تكللت بالنجاح وخلصت لاستقبال مصر وفد من الطيران المدنى الكويتى للتباحث حول زيادة السعة المقعدية بين البلدين الشقيقين، وهناك مقترح كويتى لزيادة متبادلة بين الطيران المصرى والكويتى فى المقاعد، وهذا يؤكد التدفق فى الحركة السياحة والاستثمارية.

 

حوار سفير الكويت مع محررين اليوم السابع (8)

هل هذه الرحلات ستأخذ فى الاعتبار المقاصد السياحية خاصة شرم الشيخ؟

- التدفقات السياحية الكويتية لمدينة شرم الشيخ لم تقف إطلاقا، فبعد أزمة الطائرة الروسية أمر أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، باستمرار الخط المباشر الذى يربط الكويت بمدينة شرم الشيخ، ولا أخفيك سرا أنه فى الصيف الماضى لم يكن هناك مقعد خالى فى الطائرة الكويتية المتجهة مباشرة لشرم الشيخ، كما أن السفارة الكويتية بالتعاون مع بعض القطاعات الخاصة فى دولة الكويت وبعض المبادرات الشبابية، أقامت مهرجان للسياحة بمدينة شرم الشيخ وقمنا بتسيير أكثر من 3 رحلات إضافية من الكويت لحضور هذا المهرجان، وهذا نابع من حرصنا على الوقوف ومؤازرة الشقيقة مصر ودعم قطاع السياحة.
 
هناك شركة طيران كويتية تفكر الآن فى فتح خط مباشر بين الكويت ومدينة الغردقة، كما أن لدينا شركتين لديهما خطوط مباشرة لمدينة الإسكندرية، حتى العام الماضى كانت الحركة السياحية الكويتية للساحل الشمالى فى مصر على مستوى عالى جدا.

ما الرسالة التى أرادت الكويت إيصالها من استضافة مؤتمر إعمار العراق؟

- نحن نؤمن بأن إرساء علاقات التعاون هى عامل مساعد لوأد مخلفات الماضى، فالكل يستغرب لماذا الكويت استضافت مؤتمرا لإعادة إعمار العراق بالرغم، مما جرى عام 1990.
 
بالفعل هناك جراح لا تزال فى نفوس الكثير من أبناء الشعب الكويتى لما جرى، ونحن نحترم ونقدر هذه الذكريات، ولكن هل نقف نصر على ما جرى فى الماضى أم نحاول إيجاد آلية تعاون جديدة تحمى وتمنع أى مغامرة طائشة فى المستقبل.
 
نحن مؤمنون بأن يكون العراق، وهو شقيق جار لنا، بلدا أمنا مستقرا بعد معاناته من ويلات تواجد جماعات إرهابية عاست فى أرضه فسادا ودمرت بنيته التحتية وهجرت نسبة كبيرة من سكان عدد من المناطق وعلى المجتمع الدولى واجب أخلاقة وإنسانى تجاه هذه الأزمة، كذلك نحن كعرب من واجبنا الأخوى والإنسانى أن نقف مع أشقائنا فى العراق.
ولأول مرة يتم إشراك عدة جهات غير رسمية فى مسألة إيجاد مشروع بهذه الضخامة والأهمية فى مؤتمر إعادة إعمار العراق، وكانت هناك مشاركة فعالة فى دول كثيرة، وكانت هناك مشاركات مهمة للقطاع الخاص ومؤسسات تمويلية كبرى.
 
بلا شك أن فكرة استضافة المؤتمر تعد من الرؤى الثاقبة لأمير دولة الكويت، وتفكير سابق لعصره وهذا نتاج خبرة طويلة فى مجال العمل السياسى والدبلوماسى، فالمؤتمر كان رسالة لكل الأشقاء والأصدقاء بأن التعاون هو الرؤية الثاقبة لوأد أية خلافات فى المستقبل.
 
نحن مؤمنون فى دولة الكويت بأنه لا يمكن حل أى نزاع أو خلاف بوسيلة غير التفاهم والدبلوماسية وتغليب الحكمة والعقل والمنطق لوأد أى خلاف أو أى مشكلة تطرأ، فالكويت تسعى دوما لرأب صدع أى خلاف يطرأ على العلاقات العربية - العربية، والدليل على ذلك دور الكويت فى استضافة الفرقاء فى اليمن، ودورها فى المصالحة بين دول الرباعى العربى وقطر، ودورها فى الدعوة لحل الأزمة السورية، وفق القرارات الدولية التى تقوم على أساس الحل السياسى للأزمة ودعم مبادرة جينيف وكل ما من شأنه تحقيق الأمن والاستقرار فى سوريا ويحفظ وحدة ترابها.

ما الخطة التى ستسير عليها الكويت خلال عضويتها فى مجلس الأمن؟

- الكويت تبوأت هذا المنصب للمرة الثانية، وعندما نرى عدد الدول الداعمة لتتولى الكويت هذا لمقعد نشعر بالفخر الشديد لوجود إجماع دولى لأن تكون الكويت عضوا بمجلس الامن وهذا ناتج من السمعة الطيبة التى اكتسبتها الكويت فى علاقاتها مع دول العالم والمجتمع الدولى.

 

بلا شك، فإن الكويت ستتولى الدفاع عن قضاياها العربية وعلى رأسها القضية الفلسطينية، وستتكلم بلسان الأشقاء العرب وستحاول بالإمكانيات المتاحة أن تصل لحلول عادلة لأى قضية.
 
الكويت لن تحيد عن إيمانها ومبادئها الراسخة ولن تحيد عن خطها السياسى الخارجى وسيكون هناك تنسيق مباشر ومستمر مع أشقائها ونحن سعداء أن تشغل الكويت مقعد مجلس الأمن بعد مصر وسيستمر التنسيق مع مصر وكل الأشقاء فى مختلف القضايا.

ماذا تمثل ذكرى الاستقلال والتحرير بالنسبة للكويتيين؟

- الذكرى الـ57 لعيد الاستقلال والذكرى 27 لعيد التحرير ذكرى وطنية بالغة الأهمية لدى الشعب الكويتى، وقت أن تم تشكيل تحالف دولى  لتحرير الكويت من عدوان عراقى غاشم ونحن فى دولة الكويت نجل هذه الذكرى ونرفع أسمى آيات التبريكات لصاحب السمو أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، ولسمو ولى عهده والحكومة الكويتية الرشيدة وأبناء الشعب الكويتى.
 
ذكرى الاستقلال هى ذكرى عظيمة فى نفوس أى شعب وأى مجتمع لها دلالات عظيمة أهمها أن هناك دولة تأخذ مكانتها وسط أشقائها وأصدقائها فى المنظومة الدولية وتمارس دورها بكل حرية ووفق مبادئ لا تحيد عنها سواء فى سياساتها الخارجية وفى علاقات التعاون التى تربطها مع أشقائها وأصدقائها فى العالم.
 









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة