صارت الأخبار السارة عابرة.. فى الوقت الذى تغلب فيه على مجالسنا الأخبار المؤلمة والمؤسفة.. حياتنا أصبحت هلاكاً حيث تؤرقنا مساوئها عن محاسنها.. فهل ستظل أحزاننا تشاطرنا كل يوم فمتى الفرج إذن ونحن لا نعطى له الفرصة لكى يأتى حتى ولو عابر سبيل...
نرى الأم تشكو من طفلها أمام الجميع وهى لا تدرى ما يسبب ذلك له من حرج وجرح وينزع من قلبه عزائم الرجال.. فالكلمة الطيبة صدقة.. وهو الأمر الذى حثنا عليه نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وهو مبتسم الوجه رغم همومه ومشاغله بأحوال آلامة.. فهذا لا يتعارض مع وجوب الحمد ووجوب أن نشد من أزر أولادنا ونعطى لهم إشراقة أمل لكى يستطيعوا استكمال ما بنيناه بل يضيفوا عليه مزيداً من الفكر المعاصر والمستقل..
وفى عملنا نضرب أسداساً فى أخماساً من تصرفات رؤساءنا وكأن اللوم يقع عليهم وحدهم ولا لوم علينا.. ونشيع بين أصدقائنا مساوئ أشغالنا وقلة تدبر رؤساءنا وطغيانهم علينا.. ونعيش دور الضحية المحاطة بالمهالك والتى لا حول لها ولا قوة وعند اعتدال الحال نبدأ فى البحث عما يروع قلوبنا و يمحو أى شىء من لطائف الحياة.. فما هى السعادة فى مخيلتنا ونحن ننصرف عنها بل نتركها لتذبل.. السعادة تكمن فى الداخل لتروى من بالخارج بالحب والخير.. هى إيمان وحب لله ورضاء بأمره وتفهم وتدبر فى ما حولنا.. فعند الابتلاء تنزل علينا السكينة عندما نقول: اللهم لا نسألك رد القضاء ولكن نسألك اللطف فيه.. وهنا اتحدث عن الابتلاء الذى يستدعى الحزن.. ولكن هناك ما نعتبره بلاء وشقاء وهو ما لا يستدعى ذلك مطلقاً.. ولكنه قلة فطنة منا وسوء تدبر.. فلا تضيقوا صدوركم أمام أناس ضعاف.. لجأوا اليكم لتساعدوهم واجعلوا صدوركم رحبة تسع الجميع مهما كانت خطورة الأمر فالله جعلهم فى طريقكم لكى يهتدوا.. ارفقوا بأبنائكم واحتووهم لكى يحتووكم فى شيخوختكم فالمعاملة الحسنة والأخلاق الكريمة مهما كانت معادن الناس هى التى حررت أوطاناً وعقولاً على مر التاريخ.. فالسعادة أنت صانعها من إيمانك القوى وحسن معاملتك للناس.. فابتسم وتذكر الطيب عن الخبيث وبادر بأطيب الأحاديث لتَسعَدْ وتُسعِدْ غيرك.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة