أكرم القصاص - علا الشافعي

مرصد الأزهر × أسبوع.. "بوكو حرام" تستهدف مخيمات النازحين فى نيجيريا

الجمعة، 02 فبراير 2018 09:34 م
مرصد الأزهر × أسبوع.. "بوكو حرام" تستهدف مخيمات النازحين فى نيجيريا مرصد الأزهر
كتب لؤى على

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

سلط مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، منذ السبت السادس والعشرين من يناير 2018 وحتى اليوم الجمعة الثانى من فبراير، الضوء على عدد من القضايا المهمة التى تشغل الرأى العام المحلى والعالمى فى مختلف بلدان العالم، وأصدرت وحداته عددًا من التقارير والمقالات المختلفة، وذلك فى ضوء المتابعة المتواصلة للوقوف على آخِر المستجدّات على صعيد أنشطة الجماعات المتطرّفة واستراتيجياتها فى استقطاب الشّباب وتنفيذ مخططاتها الإجرامية، وفى التقرير التالى نستعرض أبرز ما نشره المرصد من أخبار وتقارير خلال هذا الأسبوع، نستهلها بخبر مشاركته فى معرض الكتاب الدولى.

 

معرض الكتاب

 

يشارك مرصد الأزهر لمكافحة التطرف فى معرض القاهرة الدولى للكتاب 2018 من خلال تواجده بجناح الأزهر الشريف، حيث يستقبل المرصد يوميًا عددًا كبيرًا من الرواد الذين يبدون سعادتهم البالغة من نشاطات المرصد المختلفة ومن فكرته التى يصفونها بالعبقرية.

 

ويعرض المرصد الكثير من الكتب، مثل كتاب: "العائدين من داعش" والذى يتناول مشكلة الذين عادوا من انضمامهم لصفوف تنظيم داعش الإرهابى، وكيفية التعامل معهم، والعمل الحريص على إعادة دمجهم مرة أخرى فى مجتمعاتهم، خوفًا من أن يصبحوا قنابلَ موقوتة، وكتاب: "استراتيجية داعش فى استقطاب وتجنيد الشباب"، والذى يتناول السبل والطرق التى تتخذها هذه الجماعة الإرهابية لجذب الشباب الذين لم تنضج عقولُهم بعد، كما يعرض الجناح عددًا من الإصدرارت الجديدة التى تتناول حالة الإسلام والمسلمين فى عدد من الدول مثل كندا وسويسرا وفرنسا وبلجيكا، بجانب ذلك يقوم المرصد بعرض كتاب "الخطاب الإسلامى – رؤية معاصرة" باللغات الأجنبية، الكتاب الذى لاقى إقبالا كبيرًا من الرواد الأجانب والدراسين للعلوم الإسلامية باللغات الأجنبية. هذا وقد شارك المرصد بعدد من الندوات كان أهمها مشاركته فى ندوة عن مناهج الأزهر وندوة أخرى عن دور الإعلام فى التصدى للإرهاب، وفى الأسبوع القادم سينظم المرصد ندوة بعنوان "الأزهر والكنائس" وأخرى عن "الإعلام الداعشى” وثالثة عن "المسلمين فى الهند وباكستان".

 

مسلمو الروهينجيا

تنفس العالم الصُعداء، وشعر ببارقة أملٍ وبصيص نورٍ يُبشران بقرب إنهاء معاناة الأقلية المسلمة فى ميانمار، وذلك حين تولت المستشارة "أونغ سان سو تشي" مقاليد الحكم فى البلاد؛ فقد بدا للجميع أن "صاحبة نوبل للسلام" ستسعى بكل ما أوتيت من قوةٍ لوقف الممارسات القمعية وجرائم التطهير العرقية التى تمارس ضد المسلمين فى بلادها، الذين وصفوا بـ "الأكثر اضطهادًا فى العالم"، ولكن "تشى" خيبت كل الآمال، وأبت إلا الإنحياز للظلم، وراحت تقود جيش لا يُجيد عناصره سوى القتل الجماعى والاغتصاب والتشريد والتهجير القسرى بحق أقلية يتساءلون: بأى ذنب يقتلون؟

 

"أونغ سان سو تشى"، التى طالما وصفها بنو جلدتها بـ"أيقونة الديمقراطية"؛ استبدلت "السلام" الذى اختارها العالم لتحمل رايته بـ "الحرب والدمار"، وأصبح العدل والمساواة بين البشر أيًا كان دينهم أو لونهم أو عرقهم؛ مبادئ لا تُلقى لها بالًا، وصار كل ما يشغلها إيقاع المزيد من الظلم والقسوة والجرائم التى تقشعر لها الأبدان ضد ما يربو على المليون شخصٍ من "الروهينجيا"، الذين يستغيثون صباح مساء دون مجيب.

 

ويبدو أن الرئيس الفليبنى "رودريجو دوتيرتى"، رفض أن يترك نظيرته الميانمارية "أونغ سان سو تشي" تسير فى طريق التطرف بمفردها؛ فتطوع دون أن يُطلب منه وسارع بالانضمام إلى عصابة الظالمين؛ فقد طلب "دوتيرتى" - وفقًا لما ذكره موقع CNN الجمعة 26 من يناير الجارى - من المستشارة البرومية فى معرض لقائهما بالمؤتمر الاقتصادى الذى عقد فى الهند أن "تتجاهل أصوات نشطاء حقوق الإنسان فيما يتعلق بالأزمة الراهنة فى بلادها".

 

الرئيس الفليبنى، يبدو أنه وجد ضالته فى الممارسات القمعية التى تقودها المستشارة البرومية ضد الأقلية المسلمة فى ميانمار، ولم لا؟ والحكومة الفلبينية متهمة بممارسات عنف ضد مواطنيها بلغت حد قتل 3 آلاف و400 شخص من مدمنى وتجار المواد المخدرة فى حملة شنتها حكومة "دوتيرتى" عليهم منذ توليه مقاليد السلطة فى البلاد عام 2006.

 

"رودريجو دوتيرتى" تعمد فى تصريحاته السابقة غض الطرف عن مأساة ما يربو على مليون مسلم، فروا من بلادهم؛ ناهيك عن الذين قتلوا دون ذنب يُذكر سوى أن قلوب "صاحبة نوبل للسلام" وأفراد جيشها فقدت الإحساس بأى معانٍ للإنسانية، والرجل آثر تقديم المزيد من جهوده التطوعية فى دعم هذا الظلم وتلك الجرائم العرقية؛ فأعرب عن مدى إشفاقه على المستشارة البورمية جراء ما وصفه بـ "المشاكل التى تُحيط بها من كل جانب".

 

اختار "دوتيرتى" أن ينحاز للباطل ورفض أن يظهر ولو نذرًا يسيرًا من هذه الشفقة - التى أولاها للقتلة - للأقلية المسلمة الذين تقطعت بهم كل السبل فى الحصول على حياة آمنة يتمتعون فيها بأبسط حقوق الإنسان الذى كرمته سائر الأديان؛ انحاز الرئيس الفلبينى لنظيرته البورمية الملوثة أياديها بدماء "الروهينجا" الذين يئن الناجون منهم من القتل من ويلات بردٍ قارسٍ فى مخيمات لا تقى حرًا ولا بردًا؛ هولاء الذين اغتصبت نساؤهم وقتل أطفالهم وانتهكت مقدساتهم.

 

صم الرئيس الفليبنى أذنيه وأغمض عينيه وأبى أن يستمع لتصريحات سفير الولايات المتحدة السابق فى الأمم المتحدة "بيل ريتشاردسون" - عقب استقالته من رئاسة البعثة التى شكلها الأمين العام السابق للأمم المتحدة "كوفى عنان" لمراقبة الوضع وتنفيذ توصيات الهيئة الدولية على أرض الواقع فى ميانمار - والتى وصف فيها المستشارة البورمية "أونج سان تشي" بأنها تفتقر لـ "القيادة الأخلاقية"، وأكد أنها "تعيش فى عزلة بعيدًا عن الواقع"، وعقبَ على وصف الأمم المتحدة للأعمال التى يقوم بها الجيش البورمى ضد مسلمى الروهينجا بأنه "تطهير عرقى"، قائلًا: "أعتقد أن جيش ميانمار يلام على ذلك كثيرًا، وإننى أؤمن أن الشخص الوحيد الذى بإمكانه أن يغير الموقف هى أونج سان تشي‏".

 

ويؤكد مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، فى تقريره الذى أعدته وحدة رصد اللغة الإنجليزية، على حق مسلمى الروهينجا فى العودة إلى موطنهم وبيوتهم وأهليهم وأن يعشيوا حياةً آمنةً كريمةً يكسوها الأمن، ويظلل عليها الاستقرار فى ظل تعايش سلمى مجتمعى مع غيرهم من مواطنى دولتهم، بعيدًا عن الإثنية العرقية والعنصرية والتطهير العرقى الممنهج الذى يتعرضون له على يد الجيش البورمى.

 

الأفغان تحت وطأة الإرهاب

ما زال الإرهاب يعيث فسادًا فى الأراضى الأفغانية؛ فعقب أن عاشت أفغانستان خلال الإسبوع الماضى مشهدًا داميًا قُتل خلاله أكثر من 26 مواطنًا، وأصيب 30 آخرين، جرّاء هجمات إرهابية غاشمة وقع أحدها فى مدينة جلال آباد شرقى البلاد، والآخر استهدف فندق إنتركونتيننتال فى العاصمة كابول، والثالث هاجم خلاله 4 مسلحين مكتب تابع لهيئة إنقاذ الأطفال فى مدينة جلال آباد؛ هز انفجار قوى - وقع بواسطة سيارة مفخخة - مبنى قديم لوزارة الداخلية الأفغانية.

 

الهجوم الإرهابى الذى وقع فى السبت 27 يناير الجارى، أسفر عن مقتل 103 أشخاص، وإصابة 235 آخرين، وذلك وفقا لما أعلنه وزير الداخلية الأفغانى "ويس أحمد بارماك"، وكان التفجير على درجة من القوة تسببت فى ‏تدمير نوافذ بعض المنازل فى ميدان وزير أكبرخان، وقد أعلنت حركة طالبان الأفغانية مسؤوليتها عن ‏الحادث.

 

ولم يقف الأمر عند هذا الحد؛ فعقب يومين من تفجير مبنى قديم لوزارة الداخلية الأفغانية، شن 5 مسلحين الاثنين 29 يناير الجارى، هجومًا قرب أكاديمية "مارشال فهيم" العسكرية فى العاصمة "كابول"، قُتل على إثره 11 جنديًا، وأصيب 16 آخرين، وقد أعلن تنظيم "داعش" الإرهابى مسؤليته عن الهجوم وذلك وفقا لما نشرته وكالة "مهر" للأنباء.

 

ويدين مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، كل أعمال العنف والإرهاب والتخريب والقتل الذى يستهدف أرواح الأبرياء والآمنين، ويؤكد المرصد رفضه لكل العمليات التى تحاول زعزعة أمن الدول وتهدد تماسكها واستقرار شعوبها.

 

تعاون استخباراتي

 

وفى سياق متصلٍ، سلطت وحدة رصد اللغة الصينية بمرصد الأزهر لمكافحة التطرف، الضوء على توقيع 6 دول - هى: إندونيسيا وماليزيا والفلبين وسنغافورة وتايلاند وبروناى - من بين 10 أعضاء بـ "منظمة آسيان" جنوب شرق آسيا، اتفاقية تعاون مشترك لمُكافحة الإرهاب، وذلك فى ظل المخاطر التى تُواجهها هذه الدول من احتمالية وقوع هجماتِ إرهابية على أراضيها، والتخوف من إنتقال العمليات الإرهابية التى تضرب أفغانستان إليها.

 

ووفقًا للاتفاقية التى وقعت بين الدول الست، خلال اجتماعهم بمدينة "بالى" فى إندونيسيا؛ فإن التعاون المشترك لمكافحة الإرهاب يشمل التعاون الاستخباراتى، ويهدُف إلى تعزيز التعاون متعدد الأطراف فى مجال الأمن الإقليمى، ومقاومة التهديدات التى تتمثل فى عودة المتطرفين من تنظيم "داعش"، خاصة وأن الخبراء يُشيرون إلى أنّ هزيمة هذا التنظيم الإرهابى فى سوريا والعراق، سترفع درجة التهديد وربما عودة الكثير من المتطرّفين إلى دول جنوب شرق آسيا؛ لذا أدركت تلك الدول أهمية مقاومة كل الظروف التى تحول بينها وبين التعاون من أجل مكافحة الإرهاب.

 

وينص الاتفاق الذى تم التوصل إليه فى 25 من يناير الجارى، وأُطلق عليه اسم "عيوننا" - ويُعد ثمار جهود طيبة بذلتها "منظمة آسيان" فى هذا الصدد - على وجوب اجتماع قيادات من وزارات دفاع كل دولة من الدول المشاركة كل أسبوعين، ويتم خلال هذا الاجتماع عرض ومشاركة المعلومات الاستخبارية التى تم التوصل إليها، والعمل معًا على تطوير قاعدة بيانات معلوماتية عن كل الأطراف.

 

الجدير بالذكر، أنّ الصين اعترفت بمنظمة آسيان عام 1975 م، وشاركت فى العديد من اجتماعاتها، وسعت إلى توحيد الجهود فى مواجهة النشاطات الإرهابية، وذلك بالرغم من أنّها ليست عضوًا فى هذه المنظمة، ولم تصلها أيادى المتطرفين، إلا أن لديها نفس المخاوف من أن تطالها أراضيها التهديدات الإرهابية، مما دفعها إلى القيام بشراكات كثيرة لدعم دول الآسيان.

 

‏ بلجيكا والإرهاب

إزاءَ عودة المقاتلين الأجانب الذين كانوا منضمين لصفوف تنظيم داعش الإرهابى بسوريا والعراق، إلى أوطانهم، فإنَّ القلقَ يضربُ الغربَ لأنَّه لو لم يحسن التعامل مع عودةِ هؤلاء فإنهم سيصبحون قنابلَ موقوتة يمكن أن تنفجر فى أى مكانٍ وزمان، ولعل هذا الخوف جعل بعض دولِ الغرب ومنها بلجيكا، تسعى للتعاون على المستوى الخارجى، مع بلادٍ عربية للقضاءِ على الإرهاب ومكافحةِ التطرف.

 

وأبدت "بروكسل"، عزمها على التعاون مع الجزائر بغيةَ دحرِ الإرهابِ ومواجهته، حيث صرَّحَ نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية البلجيكية "ديدييه ريندرز"، خلال زيارته للجزائر للتعرَّفَ على تجربتها فى مكافحة الإرهاب، أنه بحث مع نظيره الجزائرى "أفضل سبل تبادل الممارسات" من أجل التصدى لظاهرة العائدين من داعش؛ كما ألتقى "ريندرز" مع محمد عيسى، وزير الشؤون الدينية والأوقاف الجزائرية، من أجل مناقشة قضية مكافحة التطرف.

 

ويرى مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، ضرورةَ تضافر الجهودِ العالمية حتى تُستأصلَ شأفة الإرهاب ويُمحى من تاريخ البشرية وينعم العالم بالسلام.

 

أحداث أخرى

تابعت وحدة رصد اللغة الإسبانية، إلقاء قوات الأمن الإسبانية القبض على أحد المشتبه بهم فى منطقة "ترّاسا" فى برشلونة لأنه يمجد الأعمال الإرهابية ويحرض على ارتكابها، وأوضحت الداخلية الإسبانية فى بيان لها أن المعتقل البالغ من العمر 45 عامًا كان يهدد بقتل المواطنين الإسبان ويشيد بالعمليات الإرهابية التى شهدتها برشلونة وكامبريلس فى أغسطس الماضى، وأشارت إلى أنه كان على استعدادٍ تامٍ لارتكاب مثل هذه الأعمال الإجرامية إذا سنحت له الفرصة.

 

وفى سياق متصلٍ، تابعت وحدة رصد اللغة الإسبانية، تنامى حالات الإسلاموفوبيا الموجهة ضد دور العبادة خاصة المراكز الإسلامية والمساجد فى ‏إسبانيا، والتى كان أخرها كتابة مجموعة من شباب اليمين المتطرف - الذى يُكن عداءه للمسلمين - عبارة: "لا مرحبًا بالمسلمين" على جدران مسجد ‎ M30 بمدريد، وفقًا لما أعلن عنه المركز الثقافى الإسلامى بمدريد؛ وسلطت الوحدة الضوء على فوز المرشحة المسلمة "نجاة درويش" بمقعد فى البرلمان الإقليمى بـ "قطلونية" عن حزب اليسار الجمهورى، لتصبح بذلك أول نائبة مسلمة تفوز بهذا المقعد.

 

كما تابعت وحدة رصد اللغات الإفريقية، الهجوم الوحشى الذى وقع الأربعاء 31 يناير الجارى، واستهدف أحد مخيمات النازحين بمدينة "مايدوجورى” عاصمة ولاية "برنو" شمال شرق نيجيريا، والذى أسفر عن مقتل أكثر من 4 أشخاص، وإصابة 44 آخرين، جرّاء تفجير انتحارى يحمل بصمات جماعة بوكو حرام الإرهابية.

 

وتابعت وحدة رصد اللغة الألمانية، إصدار محكمة عراقية فى الأحد 21 يناير الجارى، حكمًا بالإعدام شنقًا حتى الموت، بحق متهمة تحمل الجنسية الألمانية من أصول مغربية، وذلك لانتمائها إلى تنظيم داعش فى سوريا والعراق وتقديمها المساعدة له، وتعد هذه هى المرة الأولى التى يعلن فيها القضاء العراقى حكما بالإعدام على مواطنة أجنبية.

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة