أكرم القصاص - علا الشافعي

حلفاء الاستيطان "وقعوا فى بعض".. حزب نتنياهو يدعى دعم أمريكا لفرض سيادة إسرائيل على مستوطنات الضفة الغربية.. البيت الأبيض يكذب مزاعم تل أبيب.. ومكتب رئيس الوزراء يتراجع: اطلعنا الأمريكيين على تشريع مقترح فقط

الثلاثاء، 13 فبراير 2018 04:02 م
حلفاء الاستيطان "وقعوا فى بعض".. حزب نتنياهو يدعى دعم أمريكا لفرض سيادة إسرائيل على مستوطنات الضفة الغربية.. البيت الأبيض يكذب مزاعم تل أبيب.. ومكتب رئيس الوزراء يتراجع: اطلعنا الأمريكيين على تشريع مقترح فقط صدام أمريكى إسرائيلى بسبب المستوطنات
كتب محمد رضا

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

وقع خلاف يمكن وصفه بـ"النادر" بين الحكومتين الأمريكية والإسرائيلية، حول مستوطنات الكيان الإسرائيلى على الأراضى الفلسطينية، حيث استغلت حكومة تل أبيب القرار الكارثى للإدارة الأمريكية الصادر يوم 6 ديسمبر الماضى، الذى اعترف فيه الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، بمدينة القدس عاصمة لإسرائيل، معتبره إياه توقعيًا على بياض بدعم واشنطن المطلق لدولة الاحتلال فى جميع خطواتها الاستيطانية للاستيلاء على ممتلكات الفلسطينيين وأرضهم.

وكان لتصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، حوله بحثه مع الإدارة الأمريكية مشروع قانون سيؤدى إلى ضم مستوطنات الضفة الغربية المحتلة إلى السيادة الإسرائيلية، وقع المفاجئة المدوية التى فجرت الخلاف الذى لم يسبق له مثيل بين تل أبيب، وواشنطن، فيما يتعلق بتعزيز التوغل الاستيطانى الإسرائيلى فى فلسطين، حيث سارعت الإدارة الأمريكية بتكذيب السلطات الإسرائيلية، لتدحض أى علاقة لها بالطموحات الإسرائيلية لفرض سيادتها على الضفة الغربية.

صدام أمريكى إسرائيلى بسبب المستوطنات بالضفة الغربية
 

وتمثل الصدام الأمريكى الإسرائيلى، فى نفى الولايات المتحدة، تأكيدًا إسرائيليًا، أمس الاثنين، بأن الحكومتين الأمريكية والإسرائيلية بحثتا إمكانية ضم إسرائيل مستوطنات الضفة الغربية المحتلة، حيث وصفت التأكيد الإدارة الأمريكية، بأنه غير صحيح، وذلك فى إظهار نادر للخلاف بين الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، ورئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو.

وجاءت البداية، بتصريح لمتحدث باسم حزب ليكود اليمينى - الذى ينتمى إليه نتنياهو - نقل عن رئيس الوزراء الإسرائيلى، قوله فى اجتماع مع نواب الحزب بالبرلمان، "بخصوص مسألة تطبيق السيادة، يمكننى القول إننى أتحدث مع الأمريكيين فى هذا الشأن منذ بعض الوقت"، وكان "نتنياهو" يشير إلى تطبيق القانون الإسرائيلى على المستوطنات وهى خطوة تعادل الضم، بحيث يقضى بفرض السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية المحتلة، فيما تخضع المستوطنات حاليًا لسلطة الجيش الإسرائيلى الذى يحتل الضفة الغربية منذ عام 1967.

وفيما نفى البيت الأبيض، إجراء مثل هذه المباحثات، قال مسئول إسرائيلى كبير، إن نتنياهو لم يقدم لواشنطن مقترحا محددا بشأن الضم، بينما قال جوش رافيل، المتحدث باسم البيت الأبيض، "إن التقارير التى تتحدث عن أن الولايات المتحدة بحثت مع إسرائيل خطة ضم للضفة الغربية غير صحيحة"، مضيفًا "لم تبحث الولايات المتحدة وإسرائيل قط مثل هذا المقترح ولا يزال تركيز الرئيس منصبًا على مبادرته للسلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين".

تل أبيب تتراجع عن ادعاءاتها بدعم واشنطن لفرض سيادتها على المستوطنات
 

وفى محاولة من الجانب الإسرائيلى لتجنب تصاعد الصدام مع واشنطن أو المجازفة فى خسارة الدعم الأمريكى لتل أبيب فى الاعتراف بالقدس عاصمة لها، أصدر مكتب نتنياهو توضيحًا تراجع فيه عن أى إشارة إلى حوار مع واشنطن بشأن أى خطة ضم حكومية، وقال إن "نتنياهو لم يطلع الأمريكيين سوى على تشريع مقترح فى البرلمان".

ويرى بعض المعلقين أن تصريحات نتنياهو ربما تكون مجرد خطوة لإرضاء اليمينيين فى حكومته أكثر من كونها خطة ملموسة، كما أنها قد تكون محاولة لتخفيف أى تبعات سياسية داخل حزب الليكود بسبب قراره، يوم الأحد، بعرقلة مشروع قانون اقترحه عدد من النواب اليمينيين لضم المستوطنات.

وقال مصدر بمكتب رئيس الوزراء، الأحد، إنه جرى تعطيل مشروع القانون من أجل منح الجهود الدبلوماسية فرصة أخرى، ورغم ذلك فإن البيان أجج غضب الفلسطينيين الذى أثاره فى الأساس قرار الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، فى السادس من ديسمبر، بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، فى عدول عن سياسة أمريكية متبعة منذ عقود بشأن هذه القضية.

ومن جهته، قال نبيل أبو ردينة، المتحدث باسم الرئيس الفلسطينى محمود عباس، إن أى ضم للمستوطنات سوف يقضى على كل جهد دولى يهدف إلى إنقاذ العملية السياسية، وأضاف - فى تصريحات من موسكو، حيث يجرى عباس محادثات مع الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، وسط تقارير عن احتمال مناقشتهما خيارات جديدة للوساطة فى الشرق الأوسط - "لا يحق لأى طرف الحديث عن وضع الأراضى الفلسطينية".

وفى هذا الصدد، تعتبر معظم دول العالم المستوطنات الإسرائيلية فى الضفة الغربية غير قانونية، الأمر الذى ترفضه إسرائيل، فيما قال البيت الأبيض، إن ترامب أبلغ بوتين فى اتصال هاتفى أن الوقت حان للعمل صوب اتفاق سلام دائم.

نتنياهو: أى تغيير فى وضع المستوطنات يجب تنسيقه مع واشنطن
 

وبعد حالة الجدل والصدام الذى اشتعل، لم يذكر المتحدث باسم حزب الليكود جدولًا زمنيًا لعملية الضم، ولم يخض فى تفاصيل أخرى بشأن المناقشات مع الأمريكيين، فيما نقل المتحدث عن نتنياهو، قوله، إن "أى تغيير فى وضع المستوطنات ينبغى تنسيقه أولًا بقدر الإمكان مع الولايات المتحدة".

وقال مكتب نتنياهو، فى بيان، "إن إسرائيل أطلعت الولايات المتحدة على المقترحات المختلفة التى تُطرح فى الكنيست، وإن الولايات المتحدة عبرت عن موقفها الواضح بأنها ترغب فى تعزيز خطة الرئيس ترامب للسلام".

بدوره، وصف معلق للشئون السياسية فى راديو إسرائيل، تعليقات نتنياهو، بأنها ذات طبيعة أيديولوجية إلى حد بعيد، وقال إن من المستبعد اتخاذ أى خطوات عملية فى المستقبل القريب، ورغم الصدام القائم بالفعل إلا أن إدارة ترامب تعتبر أقل انتقادًا لسياسة الاستيطان الإسرائيلية مقارنة بسياسة سلفه الرئيس السابق باراك أوباما، لكن ترامب، حث إسرائيل على توخى الحذر، وذلك فى مقابلة نشرتها، يوم الأحد، صحيفة إسرائيل هيوم المؤيدة لنتنياهو.

وقال ترامب "المستوطنات أمر يؤدى إلى تعقيدات كثيرة، لذلك أرى أنه ينبغى لإسرائيل أن تكون حذرة جدًا بشأن المستوطنات"، كما عبر ترامب عن شكوكه بشأن الالتزام الفلسطينى والإسرائيلى بإحلال السلام.

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة