أكرم القصاص - علا الشافعي

يوسف أيوب

سيناء 2018.. وطريق مصر الصعب

الأحد، 11 فبراير 2018 10:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الأمانة تقتضى القول إن مصر منذ 2013 اختارت الطريق الصعب، حينما أخذت على عاتقها محاربة الإرهاب وهدم قواه ودحره، متحملة كل المخاطر والتضحيات من أجل إرساء قواعد السلام، وحفظ أمن واستقرار ليس فقط الوطن، وإنما المنطقة بأجمعها، ولم يكن الرئيس عبدالفتاح السيسى مبالغاً حينما قال إن مصر تخوض حربا ضد الإرهاب نيابة عن العالم، وأن «معركتنا هى جزءٌ من الحرب العالمية ضد الإرهاب، ونحن ملتزمون بهزيمة التنظيمات الإرهابية وحريصون على مد يد العون والشراكة لكل حلفائنا فى المعركة ضد تلك التنظيمات فى كل مكان».
 
الأيام أثبتت للجميع أن مصر هى من تقف بمفردها متصدية لخطر الإرهاب، لأنه كل المواقف أثبتت أن هناك تباينا واضحا فى المصالح الدولية والأقليمية، ففى وقت تنظر دولاً للإرهاب كونه فقط تفجير هنا أو عملية دهس هناك، تؤكد مصر عن صدق أن الإرهاب له معنى ومفهوم أشمل، وهو ما حدده الرئيس فى كلمته أمام القمة العربية الإسلامية الأمريكية بالسعودية فى مايو 2017، والتى وضعت استراتيجية شاملة اعتمدتها الأمم المتحدة، لأنها كانت الأصدق والأشمل كونها حددت الأطر الضرورية واللازمة للمواجهة.
 
الرئيس السيسى حدد أربعة عناصر وقال «إن الحديث عن التصدى للإرهاب على نحو شامل يعنى مواجهة جميع التنظيمات الإرهابية دون تمييز، فلا مجال لاختزال المواجهة فى تنظيم أو اثنين، فالتنظيمات الإرهابية تنشط عبر شبكة سرطانية تجمعها روابط متعددة فى معظم أنحاء العالم، تشمل الأيديولوجية والتمويل والتنسيق العسكرى والمعلوماتى والأمنى، ومن هنا فلا مجال لاختصار المواجهة فى مسرح عمليات واحد دون آخر، وإنما يقتضى النجاح فى استئصال خطر الإرهاب أن نواجه جميع التنظيمات الإرهابية بشكل شامل ومتزامن على جميع الجبهات»، وأن المواجهة الشاملة مع الإرهاب تعنى بالضرورة مواجهة جميع أبعاد ظاهرة الإرهاب فيما يتصل بالتمويل والتسليح والدعم السياسى والأيديولوجى، فالإرهابى ليس فقط من يحمل السلاح وإنما أيضا من يدربه ويموله ويسلحه ويوفر له الغطاء السياسى والأيديولوجى.
 
كما تؤكد الاستراتيجية المصرية أن كل مَن يقوم بدعم الإرهابيين هو شريكٌ أصيلٌ فى الإرهاب»، مع الإشارة إلى أهمية القضاء على قدرة التنظيمات الإرهابية على تجنيد مقاتلين جدد من خلال مواجهته بشكل شامل على المستويين الأيديولوجى والفكرى، لأن المعركة ضد الإرهاب هى معركة فكرية بامتياز، والمواجهة الناجحة للتنظيمات الإرهابية يجب أن تتضمن شل قدرتها على التجنيد واجتذاب المتعاطفين بتفسيراتٍ مشوهة لتعاليم الأديان، تُخرجُها عن مقاصدها السمحة، وتنحرف بها لتحقيق أغراض سياسية».
 
وكان الرئيس صادقاً حينما سأل العالم كله «أين تتوفر الملاذات الآمنة للتنظيمات الإرهابية لتدريب المقاتلين، ومعالجة المصابين منهم وإجراء الإحلال والتبديل لعتادهم ومقاتليهم؟ مَن الذى يشترى منهم الموارد الطبيعية التى يسيطرون عليها كالبترول مثلاً؟ مَن الذى يتواطأ معهم عبر تجارة الآثار والمخدرات؟ ومِن أين يحصلون على التبرعات المالية؟ وكيف يتوفر لهم وجود إعلامى عبر وسائل إعلام ارتضت أن تتحول لأبواق دعائية للتنظيمات الإرهابية؟».. من يملك ردود على هذه الأسئلة يملك المواجهة الشاملة للإرهاب، وبالتأكيد فإن مصر تملك الإجابة وتعرف أين يكمن الخطر، فهى تدرك أن هناك دولاً تورطت فى دعم وتمويل المنظمات الإرهابية وتوفير الملاذات الآمنة لهم، كما أن هناك دولاً تأبى أن تقدم ما لديها من معلومات وقواعد بيانات عن المقاتلين الإرهابيين الأجانب حتى مع الإنتربول الدولى، لذلك قررت مصر أن تخوض المعركة بمفردها رغم صعوبتها، وقدمت التضحيات من خيرة شبابها وأبنائها من القوات المسلحة والشرطة والمدنيين، لكنها صمدت لأنها وضعت أمام عينيها هدف واحد وهو استئصال الإرهاب بأقل خسائر ممكنة مع الحفاظ على أرواح المدنيين.
 
على الأرض لا تسير مصر مثل غيرها ممن يتحدثون ولا يفعلون، بل أن القيادة المصرية قررت منذ البداية أن توجه ضربات قاتلة وقاضية للإرهابيين والبؤر التى يتخذونها ملاذاً، ومن هنا جاء قرار القوات المسلحة، الجمعة الماضى، ببدء عملية عسكرية شاملة، أطلق عليها اسم «سيناء 2018» تستهدف بؤرا وأوكارا إجرامية لإرهابيين بمناطق شمال سيناء، للقضاء على العناصر التى تستهدف قوات إنفاذ القانون، حيث تقوم عناصر من القوات الجوية باستهداف بعض البؤر والأوكار ومخازن الأسلحة والذخائر التى تستخدمها العناصر الارهابية كقاعدة لاستهداف قوات إنفاذ القانون والأهداف المدنية بشمال ووسط وسيناء، كما تقوم عناصر من القوات البحرية بتشديد إجراءات التأمين على المسرح البحرى، بغرض قطع خطوط الإمداد عن العناصر الإرهابية، وتشدد قوات حرس الحدود والشرطة المدنية من إجراءات التأمين على المنافذ الحدودية، وكذا تشديد إجراءات التأمين للمجرى الملاحى، كما تقوم عناصر مشتركة من الجيش والشرطة بتكثيف إجراءات التأمين على الأهداف والمناطق الحيوية فى شتى الجمهورية.
 
ورغم المحاولات البائسة واليائسة لأعداء مصر للتقليل من عزيمة المصريين، إلا أن الشعب المصرى دائما يضرب للجميع أمثلة فى الوطنية، باصطفافه خلف القيادة السياسية ورجال القوات المسلحة والشرطة فى الحرب ضد الإرهاب، مقدرين ما يقدمونه من تضحيات بأرواحهم، من أجل وحدة وتماسك الوطن وسلامة أراضيه.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة